المحتوى الرئيسى

للصبر حدود يا إعمار المدينة الاقتصادية!

06/01 07:59

محمد بن فهد العمران أخيراً وبعد طول انتظار، أعلنت شركة إعمار المدينة الاقتصادية قبل أيام توقيع اتفاقية تمويل مع وزارة المالية في المملكة تحصل الشركة بموجبها من الوزارة على قرض تجاري بمبلغ 5 مليارات ريال يسدد على فترة عشر سنوات تشمل ثلاث سنوات مهلة مقابل ضمانات تقدمها الشركة على شكل مجموعة أراض مساحتها الإجمالية تصل لما يقرب من 24.7 مليون متر مربع. أول ما يلفت الانتباه في هذا الإعلان هو أن من يقدم التمويل هو وزارة المالية وهي بالتأكيد حالة نادرة بسبب أن التمويل الذي تقدمه حكومة المملكة للمشاريع المختلفة يتم دائماً إما من خلال صندوق الاستثمارات العامة (الذراع التمويلية والاستثمارية للدولة) أو من خلال صندوق التنمية الصناعي. هنا قد يقول قائل إنه سبق لوزارة المالية أن قدمت تمويلاً لشركة الكهرباء وهذا الكلام صحيح لكن ذلك تم لمرة واحدة وبناء على قرار من مجلس الوزراء الموقر، أما في حالتنا هذه فلا يوجد أمر ملكي كريم ولا يوجد قرار من مجلس الوزراء (لا شيء على الإطلاق) ولهذا يحق لي أن أستغرب وأن أعتبر ما حدث حالة نادرة!! أيضاَ ما يلفت الانتباه في هذا الإعلان أن قيمة التمويل قريبة جداً من القيمة السوقية الكاملة للشركة (قبل إعلان الخبر) وتشكل أيضا ما يقرب من 70 في المائة من القيمة المتبقية لحقوق المساهمين، وهذا بدوره يدل على أن قيمة التمويل الممنوح تعتبر كبيرة جداً بالنظر إلى حجم الشركة حالياً ومن كافة المقاييس. المهم أن تقديم هذا التمويل للشركة من قبل وزارة المالية وبهذه القيمة الكبيرة جداً لم يتم لسواد عيون مسؤولي الشركة أو عيون مساهميها، بل تم لأن الشركة مسؤولة عن تطوير مدينة تحمل اسم مليكنا الغالي عبد الله بن عبد العزيز (حفظه الله ورعاه) فقط لا غير ولولا هذا لما حصلت الشركة التي تواجه مخاطر التعثر على كل هذا الدلال والدلع، وأعتقد أن الجميع يتفق معي في هذا. ختاماً، على مسؤولي شركة إعمار المدينة الاقتصادية (وكل من يقف خلفهم) أن يدركوا جيداً أن للصبر حدودا وأننا لن نقبل منهم بعد الآن أي عذر مهما كانت الظروف وعليهم أن يعوا أن الخيار الوحيد أمامهم هو النجاح ولا شيء غير النجاح بعيداً عن التصريحات المضحكة التي ثبت لنا الآن أنها لا تختلف كثيراً عن فقاعات الصابون. هنا يجب ألا ننسى أن ولاة الأمر (حفظهم الله ورعاهم) وبعد تأسيس الشركة وإدراج أسهمها في السوق المالية، منحوا مشروع مدينة الملك عبد الله الاقتصادية أرضاً ضخمة ضاعفت من المساحة الأصلية للمشروع والمذكورة في نشرة الإصدار بنحو أربعة أضعاف، ولكم أن تتخيلوا ما كان سيحدث لو لم تحصل الشركة على هذه المنحة من الأساس، وبقيت على دراسات الجدوى الأولية دون منحة! *نقلا عن صحيفة الاقتصادية السعودية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل