المحتوى الرئيسى

"من سرق اللعبة؟"

06/01 06:09

وديع عبد النور جوزف بلاتر حزين لصورة الـ"فيفا" التي تضررت كثيراً! ومحمد بن همام فضّل الانسحاب من السباق الى كرسي الرئاسة، عازياً ذلك كما شرح في مدونته إلى عدم قبوله أن يكون الإسم الذي يحرص عليه كثيراً يغرق في الوحل، بسبب منافسة بين شخصين. وجاك وارنر هدد بـ"تسونامي" مقبل قد يهدّ أركان "أمبراطورية كرة القدم" ويصدم العالم. وأولى أمواج مدّه معلومات نارية فجرها يوم الاثنين، ما اضطر الأمين العام للـ"فيفا" جيروم فالكه للردّ والتوضيح من باب تهدئة الأمور على رغم تبريراته غير المقنعة "فعذره أقبح من ذنبه"، خصوصاً بعد إعلان بن همام استئناف قرار توقيفه عن العمل الرياضي وشكه من "استقلالية" لجنة الأخلاق وخشيته من نتائج مفبركة سابقاً للتحقيق الذي تجريه، "منتهكة قوانين العدالة". الـ"فيفا" في مهب الاتهامات وبحر الفساد... واللعبة التي يمثلها وتأسر العقول والقلوب "سُرقت"! تساؤلات كثيرة تبقى من دون أجوبة... لكن تفوح من ثناياها "رائحة الانتقام"، وتفرض البحث مطولاً عن صيغة تُبعد مؤسسة الـ"فيفا" العملاقة إدارياً ومالياً من "الخروج عن النص"، نص الديموقراطية والشفافية والروح الرياضية. نحن في "حضرة" كرّ وفر وتصديات مضادة لا تمت إلى جوهر الـ"فيفا" وروح اللعبة الشعبية. الفساد كلمة مطاطة تختلف معاييرها وتفسيراتها وفق شخصية مستخدمها وأهوائه. والرشى "كلمة مطاطة" أيضاً بدءاً من إعتبار الدعوة إلى فنجان قهوة رشوة... وصولاً إلى توفير مصاريف السفر والإقامة لمدعوين أو تقديم هدايا توصف بـ"البروتوكولية ومن باب كرم الضيافة ولياقته". في أروقة الاتحادات الدولية ودهاليزها, وفي مقدمها الـ"فيفا" أبواب كثيرة لمثل هذا النوع من الإنفاق لغايات عدة لا يوجد تفسير لها.جاك وارنر "اُتهم" بن همام ووارنر وآخرون باحتمال خرقهم لقانون الأخلاق. بن همام تكفّل، كما أكد، بمصاريف الاجتماع الذي دعا اليه يومي 10 و11 ايار (مايو) في ترينيداد، من أجل شرح برنامجه الانتخابي الرئاسي لممثلي اتحاد الكونكاكاف، بعدما غاب عن اجتماع الاتحاد الذي عقد في ميامي (3 أيار) لعدم حصوله على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة. التكفّل بمصاريف المناسبة لوجستياً وإدارياً "رشوة"، لكن ماذا عن تصرفات بلاتر وفق ما كشفه وارنر؟ جاء في تصريح لوارنر أنه "خلال مؤتمر الكونكاكاف الذي عقد في ميامي قدّم بلاتر هدية قيمتها مليون دولار الى الاتحادات للتصرّف بها كما تشاء". وأوضح: "أثارت هذه الخطوة اعتراض ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي الذي كان موجوداً في ميامي وإنتقد هذه الخطوة وتطرق إلى الموضوع مع فالكه مؤكداً أنه لا يحق لبلاتر التصرف بهذا الأمر من دون العودة إلى اللجنة المالية، لكن الأمين العام قال لبلاتيني سنؤمن المبلغ لبلاتر... كما منح بلاتر هدايا على شاكلة حواسيب وعوارض فيديو إلى اتحادات الكونكاكاف في 10 أيار، وهو التاريخ الذي صادف اجتماع الكونكاكاف مع بن همام"! أين الحقيقة؟ هل تكشف عنها لجنة الأخلاق في غضون شهر كما أكدت لدى إعلانها قرار إيقاف بن همام ووارنر؟... علماً أن الاثنين اشتكيا من تأثير فالكه عليها وتعليقه على قرارتها وتقديمه براهين جديدة ضد بن همام "لم تكن ضمن التحقيقات ولم يتمكن أحد من مراجعتها". وأعلن رئيس الاتحاد الآسيوي في إطار تقديم الاستئناف "لم يتردد فالكه بالقول أن الأطراف الأخرى في التحقيقات الجديدة ستثبت الأخطاء التي إرتكبها بن همام وهذا يتناقض مع قوانين العدالة من قبل لجنة تعتبر مستقلة".محمد بن همام ولعل ما ختم به بن همام مطالعته خير دليل على "قطبة مخفية" أو ظلامة "تفبرك" أو "توزيع أدوار" ذراً للرماد في العيون لإخراج السيناريو المتفق عليه. قال المرشح القطري السابق: "لقد خاب أملي من الطريقة التي قدمت فيها نتائج التحقيقات خلال المؤتمر الصحافي، ليس بهذه الطريقة أفهم مبدأ اللعب النظيف، وسأحتفظ بجميع حقوقي". وفي معرض دفاعه أوضح وارنر: "سئلت خلال الاستماع عما اذا كان تنظيم إجتماع ضمّ عدة اتحادات من الكونكاكاف عملاً مسموحاً به، فكان جوابي أن بلاتر اجتمع بممثلي 37 اتحاداً في جنوب أفريقيا قبل أسبوعين من دون إعتراض أحد. على أي حال، فإنها أمور روتينية في الاتحاد الدولي أن تعقد اجتماعات مماثلة قبل أي عملية انتخابية". وزاد: "طلبت من لجنة الأخلاق إعلامي بالعقوبات المحتملة المفروضة علي قبل ساعة من إعلانها لكن أحداً لم يتصل بي قبل أن أبلّغ بذلك من قبل المؤتمر الصحافي". وكشف أنه تقدّم بتقريرين إلى لجنة الأخلاق التي لم تزوده بنسخ عن التهم الموجهة اليه قبل جلسة الاستماع، قبل أن تتلي عليه التهم خلال الجلسة، كما أن التقريرين المقدّمين لم تتم ترجمتهما إلى أحد أعضاء اللجنة وهو من أوروغواي ولا يجيد اللغة الإنكليزية، وسأل وارنر: "فكيف يمكن له أن يحكم؟". لذا فإن "القرارات التي اُتخذت بحقي وبحق بن همام جائرة وظالمة وتؤكد انحياز التحقيق". كلها أسئلة تتراكم وتزيد من الشكوك حول "المتهمين" و"الأبرياء" إذا كان هناك من أبرياء حقاً. بعد شهور من فوز بلاتر بولايته الرئاسية الأولى عام 1998، أصدر صحافي بريطاني كتاب حمل عنوان "من سرق اللعبة". وطبعاً يحمل هذا العنوان تأويلات كثيرة، علماً أن "متهمين" حالياً دافعوا عن الرئيس وناصروه وآزروه لا بل عملوا لاحقاً إلى جانبه وخاضوا حملاته. ترى من "يسرق اللعبة" اليوم؟... علّ الانتظار يزودنا بالجواب الشافي. وكتب كثيرة ستصدر من دون شك، وفي طياتها "الخبر اليقين".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل