المحتوى الرئيسى

> مصروفات سرية لرئاسة علنية!

05/31 21:02

كتب - حمدي عبد الرحيمالخبل لغة : فساد يصيب الأعضاء حتي لا يعرف المصاب به كيف يمشي. هذا التعريف اللغوي يصف حالنا نحن جماعة المصريين عندما تقع عيوننا علي ما ينشر عن مخصصات الرئاسة المصرية. بدأ الأمر عندما قال أحدهم (لا أعرف يقيناً من هو) إن مخصصات الرئاسة بلغت في عهد الرئيس المخلوع 40 مليار جنيه في السنة. هذا الرقم الكبير جداً جعل الكاتب الأستاذ سليمان جودة يطالب بإنصاف الرئيس !قال جودة في مقاله المنشور بـ«المصري اليوم» إنه اتصل برئيس ديوان رئيس الجمهورية "زكريا عزمي" سائلاً عن حقيقة المخصصات الرئاسية، فأكد له زكريا (قبل أن يقيم في طرة) أن مخصصات الرئاسة هي 316 مليون جنيه سنوياً. حسود مثلي من الذين ينظرون للناس في لقمهم حسب المخصصات واضعاً في حسبانه أن أيام السنة المصرية مثل أيام السنة في باقي دول العالم فوجد الحسود أن الرئاسة المصرية تنفق أكثر من 800 ألف جنيه يوميا! ولأن الحسود لا يسود فقد تذكرتُ وأنا في حُمي الحسابات أن النائب الشجاع سعد عبود قد فتح باب النقاش في موضوع مخصصات الرئاسة في عز طغيان الرئيس المخلوع، وكان ذلك بمناسبة ما قيل عن تبرع المخلوع بعشرين مليون جنيه لأحد المستشفيات، أيامها صاح عبود:"من أين لك هذا ؟" . فجاء الرد علي لسان زكريا عزمي (هو نفسه المقيم في طرة) :"تبرع الرئيس هو من مخصصات الرئاسة" وعلي ذلك تم إغلاق باب النقاش والانتقال إلي جدول الأعمال كعادة مجلس فتحي سرور. هل الرئاسة ـ لا مؤاخذة ـ عمل سري؟ لقد أصبحنا نضرب الودع لكي نعرف ما هي المخصصات الرئاسية؟ وكم تبلغ؟ ولماذا تبدو كأنها المصروفات السرية في زمن الاحتلال الإنجليزي؟ المستشار جودت الملط رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات عز عليه ذهننا الذي ضربه الخبل فصرح مؤكداً: "إن الأرقام المعلنة حول ميزانية الرئاسة ـ السابقة ـ شابها الكثير من المغالطات والمبالغات ولا سند لها من الصحة . مشيرا إلي أن لجنة مراقبة ميزانية الرئاسة مازالت تقوم بدورها الرقابي حتي الآن وهي شاهد عيان علي حقيقة ميزانية الرئاسة والتي بلغت253مليون جنيه في عام 2010/2009 مقابل14 مليون جنيه في 1981/1980 وهو أول عام تولي فيه الرئيس السابق حسني مبارك رئاسة الجمهورية، وأوضح أن الميزانية تضاعفت بذلك نحو 18مرة ولكنها لم تصل إلي المليارات التي ترددها بعض الجهات». زكريا عزمي يقول إنها 316 مليوناً بينما الملط يؤكد أنها 253 هل نبحث مع الشرطة عن الصادق ( للأسف لم تعد هناك شرطة). قد يظن أحدكم أن الأمر قد توقف عند حد الفارق بين رقمي زكريا والملط، لا ورب الكعبة فالرجل الذي يده في النار أقصد في المالية المصرية، أعني الدكتور سمير رضوان قال كما نشرت الأهرام يوم 18 مايو الجاري:"إن مخصصات الرئاسة في الموازنة (القادمة) نحو خمسة مليارات جنيه، موضحاً أنه رقم غير مبالغ فيه، في ظل وجود شفافية في إنفاقه وجهة محاسبية لمراقبة أوجه الصرف". هل فهم أحدكم شيئا؟ الـ 316 مليوناً عند زكريا أصبحت 253 عند الملط قبل أن يباركها رب العباد فتصبح 5 مليارات عند رضوان عن نفسي فهمت أن "الجماعة مش ناويين يجيبوها البر" وأن لعبة الأرقام المتناقضة لا تزال مستمرة بنشاط منقطع النظير، والذي يؤكد كلامي هذا ما كتبه وصرح به مراراً وتكراراً الكاتب الأستاذ محمد علي خير الذي حصل علي وثائق رسمية صاردة عن المركزي للمحاسبات (الملط ثانية) تقدر حجم الأموال الموجودة في الصناديق الخاصة بـ 1272 مليار جنيه (للمساكين من أمثالي الرقم هو تريليون ومائتان واثنان وسبعون مليار جنيه مصري فقط لاغير) . صديقنا محمد علي (الرومانسي ) أرسل الوثائق لمعالي وزير المالية (رضوان ثانية) الذي رد علي صفحات «المصري اليوم» قائلاً:"إن الوزارة تراقب الصناديق الخاصة ولكن ليس لها سيطرة عليها، باعتبارها خارج الحساب الموحد. وقدر وزير المالية، حجم أموال الصناديق الخاصة بنحو 36 مليار جنيه". نهار أسود الملط قال إنها 1272 ملياراً بينما رضوان سخطها إلي 36 ملياراً فقط كيف ذلك يا خلق الله؟ دخلت علي الخط الدكتورة بسنت فهمي، عضو غرفة التجارة الأمريكية ومستشار بنك «البركة - مصر» التي قالت للمصري اليوم:"إن أموال الصناديق تتجاوز الـ 500 مليار جنيه " من مخصصات الرئاسة التي لا نعرف حقيقتها إلي أموال الصناديق الخاصة التي يسخطها من شاء متي شاء.. يبدو أن " التحرير" هو الحل .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل