المحتوى الرئيسى

عمرو موسى رئيساً

05/31 18:37

أمين قمورية استناداً الى استطلاعات الرأي، فانه يسير في المقدمة. يسبق المرشحين المحتملين الآخرين بمسافة. على افتراض انه لن يظهر في اللحظة الأخيرة حصان أسود غير متوقع، فان ذلك كفيل بان يكون عمرو موسى أول رئيس لمصر بعد الثورة. سيفوز بالمنصب، إن لم يفرض الجيش "بالقوة"، وبالاتفاق مع واشنطن، رئيساً عسكرياً. سيكون عندها في الخامسة والسبعين. ويبدو انه لهذا السبب يطمئن الآخرين الى انه لا ينوي التجديد بعد فترة ولاية واحدة. نقاط ضعفه في سجله العام قد تكون نقاط قوته في السباق الى الرئاسة. لا يحمل على كتفيه اثقالاً من النجوم، ليس على صدره اي وسام بطولة او حرب، يكفي انه ليس عسكرياً ولا صانع عبور كي يطمئن المصريين الى ان لا ديكتاتور جديداً سيحل محل ديكتاتور مخلوع . عليه ينطبق قول الفرزدق : "ما قال لا قط الا في تشهده لولا التشهد كانت لاؤه نعم" . نال شهرته الشعبية عندما تغنى برفضه زيارة اسرائيل، ولكن عندما طلب منه مبارك زيارتها زارها. نزل الى ميدان التحرير في لحظة الذروة وقبل ذلك بايام ادلى بتصريحه الشهير: "لو ترشح مبارك لفترة رئاسية جديدة سوف أنتخبه!". أيام عبد الناصر كان ناصرياً وأيام السادات كان ساداتياً وأيام مبارك كان مباركياً. هو يحب النظام والنظام يحبه. لم يعارض جمال. لم يعارض انور. لم يتلفظ بالاصلاح في زمن حسني. امساكه بالعصا من الوسط يريح "الاخوان" الذين قرروا ان يتجاهلوا الترشح للانتخابات الرئاسية الآن لاسباب معروفة، وتاليا هو افضل من يملأ الفراغ في انتظار ان تدق ساعتهم. صفاته وانحيازه المعتاد الى النظام ترضي العسكر ومجلسهم الحاكم ولا يضيرهم توليه المرحلة الانتقالية. مواقفه العامة والتي كان آخرها اعترافه امام ملتقى المثقفين في "ساقية الصاوي" بوجود اسرائيل وقوله "إن مصر أرست أسس السلام ولا يمكن إعادة بناء مصر في ظل سياسة تقوم على المغامرة" ، توفر له الغطاء الاميركي والاوروبي اللازم للتنصيب. هذه المكونات الشخصية مجتمعة تجعله مرشحاً توافقياً محتملاً، فحتى أولئك الذين لا يروقهم يقولون انه "أفضل السيئين". الثورات لا تفتتح عهودها عادة بالثوريين او بالمتطرفين. هؤلاء في حاجة الى معتدلين لتمهيد طريقهم الى السلطة . هكذا مهد وجود كيرنسكي لوصول البلاشفة الى السلطة في روسيا بعد الثورة على القيصر. هكذا حصل مع الحسن بني صدر في ايران قبل ان يأخذ الملالي الأمر بأيديهم. وهكذا فعل اللواء محمد نجيب قبل ان يأتي عبد الناصر. فلمن ستشق عصا موسى الطريق هذه المرة؟ *نقلاً عن "النهار" اللبنانية

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل