المحتوى الرئيسى

رؤية فنية: فوز الأهلي على الحرس خادع.. والمقاصة العنيد أحرج العميد

05/31 16:06

شهدت مباريات الأسبوع الثالث والعشرين من الدوري العام فوزاً غالياً للأهلي خارج ملعبه على حرس الحدود بثلاثية نظيفه، بينما خسر الزمالك على أرضه أمام فريق مصر المقاصة بهدف نظيف، ليتساوى الفريقان في عدد النقاط، وإن بقى الزمالك متصدراً بفارق الأهداف.وبنظرة تحليلية لأداء الأهلي أمام حرس الحدود نجد أن نتيجة المباراة لا تعبر إطلاقاً عن عودة الأهلي لمستواه المعهود، وإن كان قد قدم مباراة جيدة المستوى مقارنة بمباريات الفريق السابقة، وساعده على ذلك الأخطاء الفنية القاتلة التي إرتكبها طارق العشري - المدير الفني لحرس الحدود – خلال إدارته للمباراة.أحسن مانويل جوزيه في إعتماده على حسام غالي بجوار حسام عاشور في منتصف الملعب، فعلى الرغم من كثرة تمريرات غالي المقطوعة إلا أنه أضفى على خط وسط الأهلي حيوية وفاعلية هجومية، لأنه يلعب كإرتكاز مساند، على عكس الدور الذي يؤديه إينو و شوقي عند مجاورتهما لعاشور، حيث إن كليهما تغلب عليه النزعة الدفاعية بشكل كبير، وهو ما يؤثر بالسلب على أداء الفريق الهجومي.كما كانت تعليماته لبركات و دومينيك ديسيلفا واضحة بفتح طرفي الملعب يميناً ويساراً، ليمنع ظهيري الجنب بفريق حرس الحدود من التقدم طوال معظم أوقات المباراة، في إستعادة منه لذكريات 2001 عندما كان يلعب برضا شحاته على الطرف الأيسر وخالد بيبو على الطرف الأيمن.وإستطاع ظهيري الجنب معوض وفتحي أن يعيدا للفريق جناحيه المفقودين منذ بداية المسابقة، فلقد قلنا وكررنا من قبل أن ظهيري الجنب في خطة 3-4-3 لابد وأن يكون دورهما الهجومي أكبر من دورهما الدفاعي بكثير، وأن كراتهم العرضية لابد وأن تكون من آخر نقطة في الملعب، وهو ما حدث في هدف جدو من عرضية فتحي، وهدف أحمد حسن من عرضية معوض، على عكس المباريات السابقة التي كان يقوم فيها معوض وفتحي بإرسال الكرات العرضية من بعد دائرة المنتصف.ولكن يؤخذ على جوزيه تغيير جدو بالمعتز إينو وسط تقدم الفريق ولعبه أمام حرس الحدود بعشرة لاعبين، وكان من الأفضل أن يعطي الفرصة لسعيود أو أبوتريكة، كما أن تفرغ عبدالفضيل لدوره الدفاعي البحت دون القيام بمهام الليبرو الهجومية يفقد الفريق نصف قدراته.وعلى الجانب الآخر فقد قدم طارق العشري لجوزيه هدية الموسم، عندما ساعده في حل أكبر مشكلة لفريق الأهلي وهي الترابط بين خطي الدفاع والوسط وخط الهجوم، فتعليمات العشري للاعبين بالدفاع من بعد دائرة المنتصف، كان الضوء الأخضر لتقدم لاعبي الأهلي بالكامل لنصف ملعب الحرس، ورأينا جمعة والسيد وعبدالفضيل على خط المنتصف يمررون الكرة يميناً ويساراً للاعبي الأهلي المتواجدين بكثافة وبإنتشار جيد، وكان على العشري ألا يدافع بفريقه بهذا الشكل، وأن يضغط على لاعبي الأهلي حتى يستطيع خط دفاعه الصمود أمام عدد أقل من مهاجمي الأحمر.أما مباراة الزمالك ومصر المقاصة فعلى الرغم من الأخطاء الفادحة  لياسر محمود –حكم المباراة- وحرمانه للزمالك من ضربة جزاء صحيحة وهدف صحيح كان كفيلاً بإنهاء المباراة مبكراً، إلا أنه ينبغي أن نوضح أن طارق يحيى –المدير الفني للمقاصة- تفوق بشكل كبير على نظيره في الزمالك حسام حسن رغم لعبه بعشرة لاعبين لأكثر من 60 دقيقة من عمر المباراة.بدأ حسام حسن المباراة برأسي حربة صريحين ومن خلفهما شيكابالا و حسين ياسر المحمدي، ولكن عدم لعب المحمدي على الطرف الأيسر وإصراره على الإختراق من العمق بتعليمات من مديره الفني أفقد الفريق جناحه الأيسر بشكل تام، كما قدم فرصة رائعة لخط وسط المقاصة لمراقبته بسهوله، لينفصل تماماً خط وسط الزمالك عن خط هجومه، في ظل رقابة أكثر من رائعة من عبدالرؤوف لشيكابالا إستطاع بها أن يحد من خطورته تماماً طوال المباراة.وإستغل طارق يحيى إصرار حسام حسن على الإبقاء على المحمدي في تشكيلة الفريق وأعطى تعليماته لمحمد ثابت صاروخ بأن يلعب كلاعب وسط في حالة فقدان الكرة منضماً لأيمن عبدالعزيز وأحمد عبدالرؤوف ومحمود توبة بينما ينتقل للعب كصانع لعب في حالة فقدان الكرة ليعوض فقدان حسين حمدي المطرود، منطلقاً من الناحية اليمنى لفريقه، التي لم يشكل فيها الزمالك أي خطورة، وذلك بسبب وجود عبدالشافي وحيداً.وكان لزاماً على حسام حسن أن يستبدل المحمدي بعلاء علي بعدما لم يقدم أي خطورة تذكر، وأن يوجه التعليمات له بفتح الملعب على الجانب الأيسر بعدما فشل الجانب الأيمن للزمالك بقيادة عمر جابر ومن بعده حازم إمام بالإضافة لشيكابالا في الإختراق.خلاصة الكلام : كانت الأطراف سر الفشل والنجاح للأهلي والزمالك في الأسبوع ال 23، ولكن نتيجة مباراة الأهلي قد تكون خادعة بشكل كبير، فلقد واجه الأهلي فريق حرس الحدود وهو في أضعف حالاته الفنية وسط غياب العديد من اللاعبين المتميزين، ويخطئ من يظن أن أحد القطبين قادر على حسم الدوري بسهولة، فالدرع لن يذهب إلا للفريق الذي سيستطيع مديره الفني تصحيح أخطاءه الفنية، وأن يتحمل لاعبوه كم الضغط العصبي الرهيب الذي سيواجهوه في المراحل السبع الحاسمة المتبقية من عمر الدوري الممتاز.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل