المحتوى الرئيسى

سمير البحيري يكتب الحصان أولاً أم العربة؟

05/31 15:50

مصر بين مفترق طرق بعد الثورة والأغلبية تعرف ذلك فالتحول من دولة فاسدة بما تعني الكلمة من معني، إلى دولة حقيقية كنموذج يحتذي به الآخرون،يحتاج كثيراً من الوقت يصعب تحديده، وهذه طبيعة الثورات فمابالك لو كانت ثورة شعبية، وعلينا جميعاً أن نكون يقظين لم هو آت ومايخبئه المستقبل، ونتعامل مع الواقع بما يتسق ويتفق معه ، فليست القضية "الدستور أولا أم الانتخابات" وندخل في جدل سفسطائي عقيم قد يؤدي لنتائج سلبية بالاختلاف حول الحصان أولا أم العربة..!، فالقضية أكبر من ذلك فتهديد الثورة وأهدافها أصبح في خطر حقيقي، والانقسام الذي نشهده على الساحة المصرية في هذا الشأن، أمر صحي أن نختلف  فالاختلاف يؤدي للاتفاق،لكن مايهمنا جميعا أننا متفقون على الأسس التى قامت من أجلها الثورة والتى حتماً ستفضي إلى مانريد كشعب يتطلع إلى العيش في حرية وعدالة إجتماعية، لنتقدم إلى الصفوف الأمامية ونقف وسط الدول التى قطعت شوطاً كبيراً في هذا الإطار.لكن المتتبع للأحداث منذ قيام الثورة ونجاحها يجد أن المطالب التى نادت بها قوى الشعب لم تكن هناك آلية مسبقة لتطبيقها وهنا تكمن مشكلتنا الآن ..وكل مانملكه فقط آليات للطرح والنقاش، ولم يلتفت أحد لهذه النقطة والتى نعني بها إنشغال كل القوى السياسية بفساد مبارك قبل الثورة والحديث عنه دون وضع أٌطر وحلول جاهزة للتنفيذ حالة وقوع التغيير وإنهيار النظام وهو ماجرى دون سابق انذار،بل تفاجأ الجميع بزوال نظام اعتقد البعض قبل 25 يناير وبعد الانتخابات المزورة  بنهاية العام المضي أنه ركب الشعب ومدد رجليه، ليكون عنصر المفاجأة أحد أهم السلبيات التى ألقت بظلالها على ثورة مصر،لكن هذا بدلاً من أن يُثبط من همم الشعب لابد أن يكون دافعاً لحراك سياسي أكثر ايجابية لننتقل من حالة الفراغ التي نعيشها والنقاش عن الدستور أولا أم الانتخابات وضياع الوقت دون فائدة..!فالمرحلة الراهنة تحتم علينا جميعاً تجاوزها والتى هي في يد كل التيارات السياسية.فمصر عبر تاريخها الطويل وإرثها الثقافي الرائع لم تقف أبداً عند مرحلة معينة  غير قادرة على تجاوزها وإذا كان المتشائمون يروجون بأن حالة الفراغ السياسي قد تطول فإن المعطيات تقول غير ذلك ودعونا نتفاءل بل ونتفق على أن مصر ستنتقل عاجلاً أم أجلاً إلى المرحلة التي يتمناها الجميع بوجود دولة بكيانها وأركانها من رئيس منتخب ومجلس تشريعي منتخب أيضاً.فلماذا التخوف إذن من ضياع مكاسب الثورة ومن يضمن ذلك في ظل الفوضي التى قد يراها البعض على الساحة السياسية ؟!فبمجرد إجراء انتخابات رئاسية أو تشريعية قد يكون قطعنا أكثر من نصف الطريق بالإنتقال من مرحلة إنعدام الوزن التى نعيشها ويضعنا البعض فيها إلى مرحلة يمكن معها تحقيق كل مانريد.. فكلنا متفقين كما ذكرنا أن الطروحات كثيرة أكثر من آليات التنفيذ وهذا يتطلب وبقوة تكملة السيناريو الذي وضعه المجلس العسكري بنقل السلطة بشكل سلس سبق وأعلن عنه، فالاستعجال قد يكون مضراً وبشدة بالإسراع في التغيير فلابد أن يعى الجميع أننا نتحول من النقيض الى النقيض.واذ كنا نريد دستوراً يجعل الأمة هي مصدر السلطات.. ويكفل الحريات السياسية والنقابية ويضمن حقوق الانسان والمواطنة علينا أن نتريث ولانسارع الخطا نحو مستقبل يحتاج صياغته بدقة وليس بحماس شباب الثورة أو بنظرة بعض التيارات الأخرى التى تسعى لتحقيق مكاسب على حساب الشعب.لكن يبدو أننا تناسينا أننا مجتمع بداخله خلافات جذرية في تصور الشكل المستقبلي الأمثل، وبالتالي صياغة دستور يرضي الجميع يستدعي فترة طويلة من الحوار والجدل، فالحوار الذي جرى أياً كان مسماه وسط أجواء مشحونة لايمكن ان يفضي الى نتائج نرجوها..! وسهل ان تقع بعض المشاكل على هامشه وتتعقد أيضاً، فالأفضل لنا جميعاً ان تتم صياغة الدستور بعد الوصول إلى شكل الدولة بانتخاب سلطتين واحدة تنفيذية والأخرى تشريعية وهذا ليس بالأمر المحال على دولة بحجم وقيمة مصر وإرثها الثقافي والتاريخي فلماذا التخوف والمنطق يقول أن عقارب الساعة لاتعود للوراء.؟!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل