الشعب الأوروبي الشقيق يريد إسقاط.. الانجليزية

لماذا أصبحت الإنترنت في الصين، كما أمريكا، صناعة تدر المليارات في حين لا نكاد نسمع إلا نادرا، قصص نجاح من شركات الإنترنت الأوروبية؟ السر في اللغة المحلية. فلا يمكنك أن تجد شركة إنترنت صينية ناجحة تعتمد الانجليزية لغة رئيسية لها. وحتى الشركات الأمريكية الناجحة لم تستطع أن تحصل على موطئ قدم لها في السوق الصيني، رغم أنها تترجم خدماتها إلى الصينية، لأن ما تفعله لا يعدو كونه ترجمة لغوية لا تراعي الأصل الثقافي للغة.تعتبر اللغة في أوروبا، كما في الدول العربية بالضبط، معضلة كبيرة لدى رواد الأعمال. فتهافت رواد الأعمال لتنفيذ مشاريع ويب باللغة الانجليزية لا يحقق لهم سوى نجاح محدود جدا، وبجهد جهيد. فأملهم دائما استهداف الأسواق العالمية من أول خطوة، وهذا ليس بالأمر الهين، في حين أن النجاح يكون أسهل عند استهداف الأسواق المحلية. لكن استهداف الأسواق المحلية يتطلب استخدام اللغة المحلية. تلك هي النتيجة التي توصلت إليها دراسة استقصائية أجراها الاتحاد الأوروبي: اعتماد اللغة المحلية في توفير المحتوى على الإنترنت، هو مفتاح النجاح.حسب الدراسة فإن 90% من الأوروبيين، حين يكون لديهم الاختيار، فإنهم يختارون تصفح مواقع الإنترنت بلغتهم المحلية. مع وجود نسبة 53% يقبلون باستخدام النسخ الانجليزية من المواقع إذا لم تتوفر نسخة بلغتهم المحلية. ومن جهة أخرى، فإن 44% من المستطلعة آرائهم، يعتقدون بأنهم يفقدون معلومات مهمة ومثيرة للاهتمام، على الإنترنت، بسبب عدم توفرها بلغتهم. وترتفع تلك النسبة إلى ما بين 51% و60% في بعض دول الاتحاد مثل اسبانيا ورومانيا.كما الوضع في الدول العربية، يضطر نصف مستخدمي الإنترنت في 23 دولة من دول الإتحاد الأوروبي إلى استخدام لغة غير لغتهم المحلية في استهلاك محتويات الإنترنت، وتلك النسبة ترتفع بشكل خرافي إلى أكثر من 90% في دول مثل: اليونان، سلوفينيا ولوكسمبورج.أغلب استخدامات الإنترنت بلغة غير اللغة المحلية لدى الأوروبيين تتركز في استهلاك المحتويات الإخبارية والسياحية. لكن بالنسبة للبحث عن المنتجات والتسوق عبر الإنترنت، فإنه على امتداد دول الاتحاد السبع والعشرين، فقط 18% من العينة المستجوبة قالوا بأنهم يمارسون ذلك النشاط بشكل متكرر، بغير لغتهم الأصلية.عودة إلى ملخص الدراسة، فإن توفير المحتوى باللغات المحلية هو مفتاح النجاح لمشاريع الإنترنت، على رواد الأعمال الوعي بتلك الحقيقة، وإلا فإنهم يهدرون فرصا تجارية حقيقية سيندمون عليها كثيرا لاحقا.