المحتوى الرئيسى

حديث السوقفرصة تاريخية

05/31 01:25

علي عكس ماهو شائع هذه الايام من أن ثورة يناير قد أدت الي تدهور الأحوال الاقتصادية وتهدد بانتشار البطالة وتراجع الاستثمارات‏,‏ فإن التعهدات المالية التي أعلنت عنها قمة الثماني تجاه مصر وتونس. تؤكد من حيث الضخامة والسرعة مدي السلامة السياسية للثورة في البلدين. وبالنسبة لمصر فقد كانت تعاني خلال السنوات الاخيرة من ضعف اهتمام المستثمرين الاجانب وعزوف الكيانات الاقتصادية الدولية عن العمل في اسواقها. الآن الوضع يكاد يتغير الي النقيض حيث أظهر المجتمع الدولي احترامه للتغيير في مصر ورغبته في انعاش اقتصادها. وقد اعلنت قمة الثماني عن تدبير40 مليار دولار لمساندة الربيع العربي ونصيب مصرمن هذه المساعدات يجعلها الأضخم في تاريخها حتي بالمقارنة الي حجم المساعدات التي تلقتها البلاد عند إجراء المصالحة التاريخية مع الغرب عقب حرب اكتوبر المجيدة واطلاق مبادرة السلام مع اسرائيل. أي ان ثورة يناير قد تجاوزت في نتائجها أهم حدث سياسي وقع خلال النصف الثاني من القرن العشرين.. وقد حدث كل ذلك ولم يمض علي قيام الثورة سوي4 أشهر. واذا كان هناك الكثير مما يمكن قوله فيما يتعلق بسوء استخدام المعونات الخارجية التي حصلت عليها مصر عقب نصر اكتوبر وماتبعها من خطوات السلام, الا ان هذه المساعدات كان لها دور بلاشك في تحقيق النقلة الاقتصادية التي حدثت خلال العقود الاخيرة, حتي ان تواضعت ثمارها لاسباب تتعلق باستشراء الفساد وسوء ادارة الاقتصاد. المساعدات التي أقرت هذا الأسبوع توفر فرصة تاريخية جديدة لتحقيق انطلاقة اقتصادية حقيقية اسوة بما فعلته الهند وماليزيا والبرازيل ودول كنا نسبقها حضاريا وتاريخيا مثل اندونيسيا وفيتنام, غير ان هذه الفرصة حتي تأتي ثمارها تحتاج الي رؤية واعية لوضع طموح الامة في تنمية عريضة في خطط قابلة للتنفيذ, وتحتاج الي إدارة واعية للاقتصاد تجعله اكثر جذبا للاستثمارات الحقيقية, فالمساعدات في النهاية هي اعباء علي الاجيال القادمة ان تسددها, أما التنمية فلا تتحقق إلا باستثمارات ضخمة ومشروعات مشتركة مع من يملكون المال والتكنولوجيا.. وهذه هي مسئولية النخبة في المجتمع الجديد. المزيد من أعمدة عـمـاد غـنيـم

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل