المحتوى الرئيسى

أسرجوا قناديل القدس بقلم:صلاح حميدة

05/31 00:31

أسرجوا قناديل القدس صلاح حميدة بدون القدس لا يمكن لفلسطيني وعربي ومسلم أن يرى ذاته ولا ماضيه ولا حاضره ولا مستقبله. و تتعرّض القدس لأبشع حملة تهويد وتزوير لتاريخها وتراثها وجغرافيّتها وديموغرافيّتها، في ظل ما يشبه الصّمت المطبق في العالم الإسلامي. عقد العنصريون اجتماع حكومتهم في القلعة الإسلامية، وفي مسجدها قرب باب الخليل في القدس القديمة، القلعة التي كان يناط بها الدّفاع عن غربيّ المدينة من هجمات الفرنجة القادمين من السّاحل، ولعل في هذا رمزيّة ودلالة على اختراق الحصن الغربي للقدس وتزويره وتحويل مسجده لمتحف ومقر لانعقاد حكومة الإحتلال. يتمّ صرف المليارات على تهويد مدينة القدس، وفي نفس الوقت لا يستطيع المسلمون والعرب والفلسطينيون تحريرها حتّى اليوم، وبما أنّ هناك حض ديني للمسلمين لإسراج قناديل الأقصى، فإنّ هذا الحض يتماشى مع الدّعوة لإسراج قناديل القدس بأكملها، وليس المسجد الأقصى فقط، فالقدس والأقصى تتعرّضان لحرب ضروس لا تبقي ولا تذر، ونحن بدورنا لا نرى إلا قمّة جبل الجليد، مما يخطّط له وما يتمّ تنفيذه حتّى الآن. ولإسراج قناديل القدس، لا بدّ أن نعلم أنّ قناديل القدس هم أهل القدس الّذين يسكنون فيها وحول المسجد الأقصى، ولتثبيتهم في أرضهم يجب أن يصار إلى سياسة واضحة مع مدد مالي كبير، فهؤلاء بحاجة لتبيت مكاني يحيط بالقدس، وهذا التّثبيت بحاجة لتراخيص بناء باهظة التّكاليف، ولا بد من دعم المقدسيين بالمال الكافي لترخيص أبنية جديدة، ومساعدتهم في توفير أموال البناء، وفي فترة أوائل الثّمانينات من القرن الماضي، كان هناك إجراء مماثل في الضّفة الغربية، وكانت تسمّى أموال الدّعم تلك ( أموال الصّمود) فحبّذا لو يتمّ تفعيل هذا الدّور حاليّاً. ولإسراج تلك القناديل، لا بد من دعم قطاع الإنشاءات العربي في القدس، ويجب دعم وتشجيع هذا الإستثمار العقاري بشكل واسع لتوفير شقق سكنية للأزواج الشّابة، وبهذا يتم إيقاف نزيف الخروج خارج حدود الجدار المحيط بالقدس لشراء أو بناء شقّة حول القدس، وبالتّالي يتمّ تفريغها من الشّباب الّذين هم درعها الحامي. وهذه فكرة ذات أفضلية وربح مالي للمستثمرين كذلك، وهي ذات جدوى اقتصادية كبيرة، ولا أدري لماذا لا يتمّ تنفيذها حتّى الآن؟ مع أنّ درجة خطورة الوضع في القدس تفوق التّصوّر، كما أنّ البكائيات والمؤتمرات لا تجدي في مواجهة هكذا وضع، بل يجب وضع الخطوات العمليّة للإنقاذ موضع التّنفيذ. ولإسراج تلك القناديل، لا بدّ من تسريع وتيرة شراء العقارات التي يمتلكها يهود في المناطق المختلطة سكّانيّاً بين العرب واليهود، في القدس الغربية، وفي المنطقة القريبة من بيت حنينا وشعفاط، وكما سمعت من مصادر كثيرة، أنّ هناك الكثير من اليهود يسعون لبيع منازلهم للعرب للرّبح، فلماذا لا يتم شراء تلك البيوت المعروضة للبيع في محيط القدس وتأجيرها أو بيعها بالتّقسيط للفلسطينيين؟ بل لماذا لا يتم شراء تلك المنازل المعروضة للبيع في حيفا وتل أبيب وبئر السّبع وصفد وإسكان الفلسطينيين فيها؟. ولإسراج قناديل القدس، نحتاج لبرامج دعم إجتماعية وثقافيّة وشبابية وتطوّعيّة ودينيّة وسياسيّة واقتصاديّة لتجّر القدس وحرفيّيها، حتى لا يتمّ الإستفراد بهم من قبل بلديّة الإحتلال ومخابراته وشرطته ومستوطنيه ومديرية ضرائبه، وهذه البرامج بحاجة لتعاون مع المؤسّسات ذات المصداقيّة التي تعنى بشؤون المدينة ومن فيها من الفلسطينيين، وهذه أيضاً لا تحتمل التّأجيل. يقوم بعض العرب والمسلمين بخطوات مشكورة تجاه دعم ترميم وفرش وصيانة المقدّسات الإسلامية والمسيحية في القدس، بل تقوم مؤسسّات أهلية بأدوار رائعة في هذا الصّدد، ولكن المطلوب هو النّفاذ من كل ثغرة تفيد في تحصين القدس وتثبيت أهلها فيها، فما دام هناك عجز عن تحريرها حاليّاً، فإسراج قناديلها بخطوات عمليّة وممكنة التّطبيق بسهولة، أمريحتاج لمن يقرع الجرس، ولا يحتاج لكثير تفكير، بل يحتاج للتّنفيذ الفوري فقط. اللهم إنّي قد بلّغت فاشهد.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل