المحتوى الرئيسى

هل فعلا سيعوض اللآجئون؟!بقلم:سوسن نجيب عبد الحليم

05/31 00:20

هل فعلا سيعوض اللآجئون؟ سوسن نجيب عبد الحليم منذ أن طرد الفلسطينيون من وطنهم , ولجأوا الى الدول العربية هربا من البطش والقتل حاملين معهم (( كواشين أملاكهم )) صدر قرار رقم 194 من هيئة الأمم المتحدة ينص على حق اللآجئين الفلسطينيين بالعودة الى ديارهم ومدنهم وأراضيهم . ولكن القرار لم يطبق , ومرت السنين وطال على اللآجئين العهد , وتغيرت الجغرافيا والسياسة بعد ثلاثه وستين عاما من الإحتلال . وبإسم الواقعية برزت مصطلحات جديده ألحقت بالقرار 194 مثل حق العوده أو التعويض.. والمقصود هو التعويض المادي للذي لا يريد أن يرجع لأرضه او يستحيل عودته , ويبدو أن هذا الطرح منطقيا للوهلة الأولى , فهل حقا أن إسرائيل ستعوض اللآجئين عن ديارهم واملاكهم ؟! في هذا المقام تحضرني قصتان واقعيتان متضادتان للتعويض , فإنني أذكر أنه في مطلع الثمانينات أرادت إمارة مدينة تبوك في المملكة العربية السعودية وكان أميرها آنذاك هو الأمير خالد بن عبد العزيز أرادت الإماره أن تبني مجمعا للدوائر الحكومية فاختارت أرضا مناسبه , وسألوا عن صاحب الأرض فلم يجدوه , ففتشوا بدائرة الأراضي عن صاحب الأرض فوجدوا أنه شخص تركي , فأبرقوا لسفارة السعودية بأنقره للتعرف على الشخص وإحضاره الى السعودية , ففعلوا وكان رجلا أشعث أغبر بأواسط السبعينات من عمره , فسألوه عن ( كوشان ) الأرض فلم يكن يملكه , ولكنهم قالوا ما علينا الكوشان موجود بدائرة الأراضي , فلم يكن المهم هو إثبات ملكية الأرض بقدر التفاوض معه لنزع الأرض منه, فخمنوا الأرض وقالوا للمترجم أن يبلغ صاحب الأرض أن قيمتها تساوي مليارين ونصف المليار ليره تركيه , فخر المترجم والتركي صعقا !!! وأهتم بهما نفر من حرس الإماره . فتم تعويض مالك الأرض تركي الجنسية وسأله الأمير : هل أنت راضٍ؟ فقال التركي : لا والله إني لست راضٍ حتى أزور بيت الله العتيق . فاعتمر عمرة خمسة نجوم وعاد لوطنه مليارديرا تعرفت عليه زوجته العجوز بعد جهد جهيد. أما زال( العالم الغربي الصليبي ) ينادي بصراع الحضارات ونحن أسياد الحلبه ..؟؟!! أما الوجه الثاني من القصه فيخصنا نحن اللآجئين الفلسطينيين , فقد أعتدي على أرضنا وسلبت ولم يبقى لنا منها إلا ( الكوشان ), فهل سيتم تعويض اللآجئين كما تم تعويض ذلك التركي ؟؟. فحتى لا يسيل لعاب اللآجئين مهراقا وتبدأ الماكنات الحاسبه بحساب التعويض كما فعل أبو محمد وأبو حسين في إحدى مخيمات الشتات حيث قال أبو محمد لأبو حسين فكرك قديش بسوى الدونم في شارع (ديزنكوف) ؟ حيث أن أراضيهم أقيم عليها ذلك الشارع في تل أبيب , قال أبو حسين والبشر قد علا محياه , : ( قول مليون ) , فلم يصدق أبو محمد أذنيه فسأل ( مليون إيش؟ شيقل ولا دولار؟) فبلغة الواثق قال أبو حسين : أي هي الشواقل مصاري؟ ! طبعا دولار يا زلمه . وبدأ الإثنان يحسبان كم مليونا سيحصل عليه كل منهما ,قال ابو محمد أنا الي خمس دونمات يعني خمس ملايين دولار وابو حسين قال انا الي مثلك .... يحرق امهم على أبوهم اليهود !!! فتنهد أبو حسين قائلا : آآآه ما راحت إلا على أبو إبراهيم , فسأله أبو محمد :ليش؟ مش هذيك السنه أبو إبراهيم باع كرته مشان يعلم أولاده بالجامعه؟ , مسكين راحت عليه , مين اللي بدو يعوضه هسا؟ وأحضرت أم حسين كاسات الشاي فقال لها أبو حسين : زغرتي يا مره بدنا نصير مليونيريه . وفجأة طل عليهم أبو إبراهيم فرأى بعيونهم نظرة الشفقه عليه , فسأل شو في يا جماعه؟؟ لا تزعل يا أبو إبراهيم بقولوا إنهم رايحين يعوضوا اللآجئين عن أملاكهم في فلسطين وإحنا بصراحه زعلانين علشانك , راح كرتك ومش راح تتعوض . فهز أبو إبراهيم رأسه مشفقا عليهم وقال : وان شالله التعويض راح يكون مثل تعويض أهل دير الغصون وفرعون؟؟!! فبهت الإثنان وسألا بلهفه وشو عوضوهم يا ترى؟! فسرد عليهم أبو إبراهيم قصة التعويض حيث أنه عندما بنت إسرائيل جدار الفصل العنصري وصادرت أراضي زراعية واسعه واقتلعت أشجار الزيتون والحمضيات من الأراضي التي صادرتها , وفي أول موسم لقطف الزيتون بعد بناء الجدار , جمعت إسرائيل جميع أصحاب الأراضي التي تم مصادرتها في قريتي دير الغصون وفرعون في منطقة طولكرم وجاء الضابط وأعطى لكل واحد منهم قنينة زيت زيتون بها لترين عبأت في زجاجة كوكا كولا فارغه وقنينة عصير برتقال , فسأل أحد الفلسطينيين ( ضابط الأرزاق ) ما هذا ولماذا ؟؟!! فأجاب الضابط الحنون: ( هذا تعويض عن أراضيكم وزيتونكم ) فما كان من أصحاب الأراضي إلا أن سكبوا الزيت والعصير على الأرض أمام الضابط وقالوا له : ( إحنا واياكم والزمن طويل ) ) . ورشف ابو حسين رشفة شاي حرق فمه ولم يعجب هذا الكلام لا أبو محمد ولا أبو حسين فقالوا له : ( يا زلمه أمريكا ما هي مصدقه وإنها تخلص من قصة اللآجئين ومستعده لدفع إللي بدنا إياه مشان تخلص منا) فقال أبو إبراهيم : اشربوا شايكم وظلكم احلموا بالتعويض. همّ ابو محمد للمغادره فقال له ابو حسين : لسه بدري! . ظل فيها قعده بعد كلام أبو ابراهيم؟ جلس ابو حسين يفكر طويلا يهز رأسه تارة ويتأفف تارة اخرى, ويحرق سيجارة وراء سيجاره . واحضرت ام حسين الطعام وقالت قوم تناولك لقمه يا ابو حسين. أي هو ظل الي نفس للاكل يا مره. قوم قوم يا زلمه اعملت الك ( فوقعيه فقوس ) من اللي قلبك بحبها . ولك آآآخ هو فقوس هلبلاد مثل فقوس بلادنا ؟ هاتي قرن فلفل بلكي فتح نفسنا. مال دموعك متسحسله على خدك يابو حسين ؟ ,كنه قرن الفلفل حرق ثمك؟ ولك آآآخ هو فلفل الدنيا كلها بحرق اكثر من حرقة قلبي على فراق وضياع الوطن؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل