نقل ملاديتش الى لاهاي بعد رفض صربيا الطعن

بلغراد (ا ف ب) - غادر القائد العسكري السابق لصرب البوسنة راتكو ملاديتش صربيا الثلاثاء الى لاهاي حيث سيمثل امام محكمة الجزاء الدولية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة، للرد على اتهامه بجرائم ابادة، بعد رفض محكمة صربية طعن محاميه.وقالت وزيرة العدل الصربية سنيزانا مالوفيتش امام الصحافة في بلغراد "تم ترحيل راتكو ملاديتش الى لاهاي (..) انه في الطائرة في طريقه الى هناك". واضافت ان "ملاديتش متهم باكثر الجرائم خطورة بحق الانسانية وباكثر الانتهاكات خطورة بنظر القانون الانساني. لقد اوفت صربيا بقرار تسليمه بالتزامها الدولي والاخلاقي. انها رساة للمصالحة في المنطقة".وتسارعت الثلاثاء الاجراءات القضائية لتسليمه مع رفض المحكمة العليا في بلغراد الطعن الذي قدمه محاموه. وشكلت زيارة ملاديتش في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء قبر ابنته آنا، دليلا على قرب تسليمه. وانتحرت ابنته عن عمر 23 عاما وذكرت وسائل الاعلام أن الاتهامات الموجهة لوالدها كانت سببا رئيسيا وراء اقدامها على الانتحار.وبذلك تنتهي عملية فرار الزعيم السابق لجيش صرب البوسنة التي استمرت عدة سنوات وانتهت بتوقيفه الخميس في صربيا في قيبة صغيرة على بعد نحو مئة كلم من بلغراد. ويتهم ملاديتش بكونه العقل المدبر وراء مجزرة سربرينيتسا وفظائع اخرى خلال حرب البوسنة التي دامت بين عامي 1992 و1995، ويواجه امام المحكمة الجنائية الدولية ليوغسلافياالسابقة اتهامات بالابادة الجماعية وارتكاب جرائم ضد الانسانية. ومجزرة سربرينيتسا عام 1995 حيث قضى نحو 8000 من الرجال والفتية المسلمين، تعد اسوأ الفظائع التي شهدتها اوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.كما تشمل الاتهامات ما حدث خلال حصار ساراييفو الذي دام 44 شهرا وقتل خلاله عشرة آلاف شخص.وحكم قاض صربي الجمعة بصلاحية نقل ملاديتش، 69 عاما، إلى المحكمة الدولية عقب الاستماع الى تقرير طبي بعد الكشف على المتهم. وتقول اسرة ملاديتش انه في وضع صحي مترد للغاية بعد اصابته بعدد من السكتات القلبية. وقال محاميه انه لا يتوقع ان يطول الامد بموكله حتى اختتام المحاكمة.من جانبها قالت هيئة الادعاء في لاهاي انها تدرس تقديم طلب للمحكمة لضم قضية ملاديتش الى القضايا المتعلقة بالزعيم السياسي لصرب البوسنة ابان الحرب، رادوفان كرادجيتش، الذي يواجه اتهامات مماثلة.وقال نجل ملاديتش، داركو، الاحد ان والده يصر على براءته التامة مما جرى في سربرينيتسا، بل انه ساهم في انقاذ حياة البعض.وقد رحبت جهات دولية عدة باعتقال ملاديتش بعد 16 عاما من الملاحقة، فيما خرجت حشود غاضبة من الصرب الذين ينظرون له باعتباره بطلا وطنيا. فقد تجمع ما بين عشرة آلاف وخمسة عشر ألف محتج على اعتقاله خارج البرلمان الصربي الاحد، فيما القت الشرطة القبض على 180 شخصا اثر مناوشات اطلق خلالها شبان من اليمين المتطرف الحجارة وزجاجات حارقة على الشرطة. وفي البوسنة، عبر صرب البوسنة عن غضبهم حيال قرار بلغراد الذي وصفوه بانه "بلا رحمة".