المحتوى الرئيسى

مقتدى الصدر واستعراض الكواتم الصوتية بقلم:خالد الخالدي

05/30 23:02

بعض الاصوليات الدينية لاتفقه شيئا عن معنى الحرية ,والعدالة الاجتماعية ,بل انها لاتقيم لحداثة الفكر والحضارة أي وزنا يذكر ,فتستهر بجميع القيم والمباديء من اجل الظهور في المسرح السياسي بكميات واعداد كبيرة ,دون ان تحقق لبلدانها من التنمية والتقدم والاستقرار السياسي والاقتصادي اية هوية ,لانها بالاصل فاقدة لهويتها ,اذ كثيرا ما نراها تتبع شخصا اسطوريا ,وهذا الشخص يتبع شخصا اسطوريا آخر ,وهكذا تتراكم لدينا مجموعة من الشخصيات الاسطورية التي تبحث عن غايات مضطربة ,لان وسائلها مضطربة ومشوشة هي الاخرى. لابأس ان يعبر شخصا ما عن عن ارائه وافكاره بحرية تامة ,لكن اذا ما حاول ذلك الشخص فرض آيديولوجية معينة على الاخرين ,فهذا ما يسميه المفكرين بالفوضى والابتذال ,الفوضى التي تحول الحياة في الارض الى خراب ,والابتذال الذي ينقل المجتمع من حالة المدنية والحضارة الى حالة من التجييش والاستعراضات الخاوية الا من امارات الخوف والهلع من امكانية بعض الاشخاص الاصوليين الى خوض المعارك التي تقتل وتطحن الانسان باسنانها المسوسة والخبيثة دون ادنى رأفة. تلك الاصوليات الدينية ,تعمل ضمن سياق العدو المتمرد على حقوق المواطنة والديمقراطية ,لتصنع دولة داخل حدود الدولة الرسمية ,وتبني جيشا آخر داخل جيش الدولة ,بذريعة خلق فضاءات من الموازنة والعقلانية ,بين سلطة الدولة وسلطة الشعب ,وهي ترفع شعارات واهمة وواهية ,منها نصرة الدين ونصرة الوطن ونصرة المواطن ,دون الالتفات الى كيفية الوسائل التي تستخدمها ,للوصول الى غاياتها . انها اصولية الخوذة ,والسيف ,والمسدسات الكاتمة للصوت ,والاستعراضات المسرحية ,التي لاتؤكد سوى امرا واحدا ,وهو بالطبع ان اتباع تلك الاصولية ,يحاولون تقنين الشعوب في بودقة الامن القمعي ,الذي يفرض ثقافة اللحى والملابس السوداء ,على الجميع ,حتى لو اضطرت الامور الى قتل وقمع وتخويف الجميع. ,منذ سقوط بغداد ,ونحن في العراق ,وللاسف الشديد ,نتاخر في كل شيء ,نتاخر في العلم والثقافة والتحضر ,ونتاخر في الانتاج والتصنيع والاعمار ,لكن البعض منا ما زال يتقدم في الرجعية والتخلف والقتل والاستبداد . هؤلاء المتخلفون ,والرجعيون ,والقتلة ,هم وبجدارة ,اتباع مقتدى الصدر ؟؟؟ويسأل سائل كيف؟؟؟ نرى ان ثقافة الشنق ,والذبح ,وقطع الرؤوس ,سمة مميزة لاتباع مقتدى الصدر ,تلك الثقافة التي استخدمت بشكل جلي ابان الحرب الطائفية ,ما بين عامي 2004-2006,ضد اخواننا السنة من جانب ,وضد اخواننا الشيعة من جانب آخر ,حتى بلغ السيل الزبى ,فتحركت القوات الحكومية وبدعم من القوات الغازية ,لتنهي تلك الجرائم البشعة التي قتلت وشردت اكثر من مليوني عراقي ,في ما يسمى صولة الفرسان ,التي اشرف عليها المالكي بنفسه ,وهي ايضا اعتبرها البعض جرائم حرب لانها تعدت مطالبها وغاياتها ,لتصبح اداة اخرى من ادوات الارهاب التي طالت الكثير من ابناء شعبنا الابرياء ,الذين وقعوا بين فكي الاسد والنمر ,فان نجوا من رصاص المالكي ودباباته ,فانهم لم ينجوا من مشانق مقتدى وخناجره المسمومة ,وان نجوا من المشانق وقعوا فريسة للقتل والقمع العشوائي ,للمالكي ,وقواته المساندة . قطعت الشعوب ,في مختلف بقاع الارض ,اشواطا كبيرة في التنمية والتطور ,وقطعنا نحن اشواطا كبيرة في اعداد الخطط اللازمة للبقاء احياء الى اقصى حد ممكن . الحكومة ,تغرز انيابها في لحومنا ,والميليشيات الاصولية تشرب من دمائنا ,دون ان ترتوي ,ثم انها تستغل كل مناسبة دينية او وطنية ,لتستعرض عضلاتها ,وخوذاتها ,وشراستها ,لنبقى نحن في طوابير الخوف والقلق من الامور الطارئة ,تلك الامور التي سرعان ما تأزم الوضع وتربك الحياة ,فتجدنا واطفالنا نجلس القرفصاء ,منتظرين تدخلا سماويا ,ينجينا من براكين الاخطاء الصبيانية ,المتهورة . اغلبكم شاهد الاستعراض العسكري ,الغير مسلح ,لاتباع مقتدى الصدر ,واغلبكم لازال يتسائل عن جدوى هذا الاستعراض ,ومدى فائدته للامة العراقية ؟؟هل بامكانه ان يخرج قوات الاحتلال ؟؟ام انه سيكون فالا حسنا عليها ؟؟لانها بالاصل دخلت العراق بذريعة مكافحة الارهاب ,هذا الارهاب الذي يتواجد اينما وجدت الميليشيات ,الخارجة عن القانون ؟؟؟ استعراض الخميس الماضي ,اثبت لجميع دول وشعوب العالم ,بان هناك خطرا اصوليا يهدد الامن والاستقرار في المنطقة والعالم ,وهذا سيكون بحد ذاته وسيلة ضغط كبرى على الولايات المتحدة الامريكية لاجبارها على البقاء في العراق من اجل استئصال هذا الخطر الموقوت ,والذي ربما سينفجر في اي لحظة ,وربما ستطالب الامم المتحدة ,ومفوضية الدول الاوربية ,من الولايات المتحدة الامريكية ,بضرورة ابقاء قواتها حتى تطمئن على عملية السلام ,وهذا ما يريده بالضبط ,مقتدى واتباعه ,لان السبعة وزارات في الحكومة ,والاربعين مقعدا في البرلمان ,تشكل بنكا استثماريا كبيرا ,لهم ,يمكنهم من جمع المال والسلاح بايديهم ,تساهم في بناء مؤسسة دينية -سلطوية-عسكرية كبرى ,في المنطقة العربية ,اضافة الى مؤسسة حزب الله الايراني الموجود الممتدة ما بين جنوب لبنان الى وسط وجنوب العراق ,لتكون تلك المنطقة ,خاضعة للنفوذ الامريكي ,والايراني ,وبالتراضي ,ووفق استراتيجية ,خذ مالك ,واعطني مالي . قلناها سابقا ,وسنقولها في كل مناسبة ,ان التاريخ سيكتب في اوسع صفحاته البيضاء والسوداء ,ان مقتدى الصدر واتباعه ,هم اكثر الحمقى الذين خدموا الاحتلالين الامريكي والفارسي في العراق ,وربما اكثر فاعلية وتأثيرا من تلك الخدمة التي قدمتها مرجعيات النجف خاصة في فتاويها التي حرمت فيها قتال الامريكان ,وفتاويها التي اوعزت من خلالها للجماهير بوجوب انتخاب المفسدين سواء في انتخابات مجالس المحافظات او في انتخابات البرلمان ولدورتين متتاليتين ؟؟؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل