سبحـان من غيـر الأحــوال !!بقلم:أمين الفرا

أتابع كغيرى القنوات الفضائية العربية, خصوصا الإخبارية منها لأعلم مايحيط بنا من أخبار, ومستجدات سياسية وحربية وإقتصادية, وعلمية وغيرها, نظرا للأوضاع النارية التى يشهدها العالم العربى والمحيط به من ثورات, ومن أحداث بركانية قابلة للإنفجار فى أى لحظة, وكالعادة ياسعادة تناولت ريموت التلفزيون, وضغطت على الرقم 99 الخاص بالفضائية السوريه, حيث إنه يعمل دون إنقطاع لأشاهد كيف يتصرف الإعلام السورى فى ظل الأحداث المتلاحقة, وقد كانت الساعة وقتها تشير إلى السادسة مساءا موعد نشرة الأخبار فى سوريا ,(وهنا كانت المفاجأة) فقد كان الخبرالرئيسى والغير متوقع أن الجمهورية العربية السورية ترحب بالوفاق الفلسطينى وبالوحدة الفلسطينية وبالمصالحة التى تم التوقيع عليها فى جمهورية مصر العربية, وقد كان هذا الخبر متزامنا مع صورة حية لمندوب سوريا الدائم فى الجامعة العربية بالقاهره, أما فيما يتعلق بالأحداث الجارية فى محافظات دمشق فلم تتطرق السيدة مقدمة الأخبار لأى منها سوى القليل القليل وكأن شيئا لم يكن تعتيم إعلامى غير مسبوق, هذا ماشاهدته بنفسى فى أخبار الإعلام السورى فابتسمت بعد مشاهدتى وسماعى لنشرة الأخبار المقتضبة, وقلت فى نفسى: سبحان الله وسبحان من غير الأحوال, فقد كانت المواقف السورية حول ملف المصالحة وفتح تحديدا قبل الأحداث الجارية تختلف إختلافا كبيرا عما تشهده الأن, ولانريد أن ننكح الجراح أو أن نذكر تلك المواقف التى كانت تبديها دمشق فى كثير من القضايا المتعلقة بالقضية الفلسطينية أوغيرها من القضايا ذات الصلة!!! فقد تغيرت إلى180 درجة وأصبحت مختلفة إختلافا كبيرا عماكانت عليه فى السابق, وبدورنا نحن الفلسطينيون لايسعنا فى هذا المقام الرفيع إلا أن نقدم شكرنا العميق وعظيم إمتنانا على هذا الإهتمام المفاجئ, الذى فاجأنا جميعا حيث إننا لم نعتاد عليه من قبل, خصوصا أن يكون الخبر الرئيسى فى التلفزيون السورى الخاص, هو خبرا فلسطينيا خالصا.... وفى كل الأحوال لا نتمنى سوى الخير للشعب السورى الشقيق وندعوا الله أن يجنبه المخاطر, فنحن شعب يرفض الرقص من فوق القبور, ولايعرف الغناء من جانب بيوت العزاء, فلسوريا المجد والعزة والكرامة والحرية, ولفلسطين الإستقلال والإجلال والدولة, وسبحان من غير الأحوال, عاشت فلسطين حرة عربية, والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار, وإنها لثورة حتى النصر...