المحتوى الرئيسى

وللكلاب حقوق .. بقلم: جاسم الكيلاني

05/30 21:24

عندما كنت طالبا جامعيا وأثناء إحدى المحاضرات كنا نناقش مع أستاذنا معنى احد التعابير الانجليزية (He Lives a Dog’s life) والتي ترجمتها الحرفية " انه يعيش حياة الكلاب" وكانت المفاجئة أن هذا التعبير يطلق على الشخص الذي يعيش حياة مترفة. كانت تلك مفارقة لم نفهمها في وقتها لأننا نعيش في مجتمع فيه لفظة "كلب" إهانة لا تغتفر. لطالما استوقفني منظر هؤلاء الناس في شوارع المدن الغربية وهم يسيرون خلف كلابهم وفي أيديهم أكياس بلاستك يلتقطون فيها وساخة الكلب التي يحدثها في الشارع... ما هو السر الغريب لهذه المحبة التي تجعل الإنسان الذي كرمّه الله يتدنى فيلتقط براز الكلب بيديه... وأتصور في نفسي وأنا الرجل الشرقي أن لو احد أطفالي فعلها في الشارع لأخذ صفعة على قفاه يتذكرها ما بقي من عمره. أما عن القانون في هذه الدول فهو لا يتساهل مطلقا في الإساءة لهذا الحيوان ... ولهم من القوانين التي تخص الحيوانات ما يجعل الحليم حيراناً, حتى انك لا تستطيع اصطياد سمكة بدون الحصول على ترخيص في موسم صيد السمك. واذكر أني كنت عند بعض الأصدقاء العرب في إحدى تلك الدول عندما ضرب احدهم الكلب الذي عندهم, فإذا بسيارة دورية مكتوب عليها "دورية الإساءة للحيوان" تقف عندهم ويخرج منها اثنان من الشرطة يبحثون عن الشخص الذي ضرب الكلب. لا اذكر أني رأيت يوما أو سمعت بمنظمة أو جمعية أو مؤسسة أو حتى دكانة صغيرة في بلادنا لها أي علاقة من قريب أو بعيد بشؤون الحيوان. ولا أقول هنا أن مجتمعاتنا لا تمتلك رفقا بالحيوان, ولكننا تعودنا أن يكون كاهلنا مثقل بحل موضوع حقوق للإنسان قبل أن نستطيع الالتفات لحقوق الحيوان... وقد يكون الكلام في حقوق الحيوان في بلداننا موضوع بعيد جدا جدا عن أوانه في الوقت الذي يصارع فيه الإنسان في هذه الفترة للحصول على حقوقه. واختم كلامي بقصة واقعية سمعتها قبل أيام لصديق عراقي (ضرير) في إحدى الولايات الأمريكية, تقدم بطلب للحصول على كلب خاص بقيادة الشخص الضرير, فجاءه الجواب أن اللجنة ستزوره للإطلاع على البيئة التي سيعيش فيها الكلب, وبعد زيارة اللجنة قالو له: نحن نعتذر عن الموافقة على طلبك, لأننا بعد أن التقينا بأطفالك نخشى بأنهم "سيفسدون أخلاق الكلب".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل