الراحلة مليكة مستظرف حاضرة بروحها في مهرجان القصة القصيرة الثامن بمشرع بلقصيري ...، ومحمود الريماوي ضيف شرف من الأردن
الراحلة مليكة مستظرف حاضرة بروحها في مهرجان القصة القصيرة الثامن بمشرع بلقصيري ...، ومحمود الريماوي ضيف شرف من الأردن متابعة : إدريس الواغيش / المغرب لم يخطر ببال بلقصيري (الرجل) وهو يحط الرحال على ضفاف نهر سبو ، أن نجما أحمر سيخلد اسمه في مهرجان سنوي يحتفي بقصته ، لتتناسل هذه القصة الجميلة ، وتصبح فيما بعد ألف قصة وقصة ، يرويها حفدته من بعده سنة بعد أخرى ، ويقرأها قصاصون وقصاصات من مختلف أرجاء المغرب ، امتهنوا مهنة الحكي وكتابة القصة. كل قصص الحرب والسلم ، الحقد والحب وما بينهما تسمعها هناك. لم أكن أعرف بالتحديد لماذا حط بلقصيري هناك ، على مقربة من باناصا (المدينة الرومانية الأثرية) ، وإن كنت أعلم علم اليقين أن الرجل لم تكن نيته ماكرة ، كمن جاء بعده أو قبله من المستعمرين ، وأن لا أطماع له في خيرات سهول الغرب ، كما حال الفرنسيين ومن قبلهم الرومان. كان همه إنسانيا بحتا ، كما حفدته وهم يؤسسون جمعية النجم الأحمر، إذ لم يكن هدفهم التقرب من أحد ، أو الانتفاع من صلة أو قرابة ، بقدر ما كانت أهدافهم نبيلة ، كما جدهم وهو يحط الرحال هناك ، لتسهيل عملية المرور للمسافرين في ذهابهم وإيابهم بين مديني فاس و وزان . أما وقد نسي الناس (باناصا) من بعده (أو كادوا) ، ولم يعودوا يتذكرون غيره ، فلم يعد عجبا وقد ظهر السبب. حفظ الناس قصته مع مرور الوقت ، وبدؤوا يتخلصون من التفاصيل الصغيرة ، حتى أصبحت قصته قصيرة ، يحتفي بها نجمه الأحمر كل سنة. هو الموسم القصصي الثامن إذن (مع نهاية ماي 2011) للقصة القصيرة بمدينة مشرع بلقصيري ، تحتفي فيه جمعية النجم الأحمر بالمبدعين في القصة إناثا وذكورا ، من الأموات والأحياء على السواء ، بمن يقاسمهم توجهاتهم ، ومن يقف منها على طرف نقيض ، من يعارضهم ومن يؤيدهم ، همهم خدمة القصة القصيرة والولاء لها ، وهدفهم راحة المبدعين وخدمتهم في تواضع قد نظيره. مهرجان لا تستطيع أن تميز فيه بين المشاركين فيه والمشرفين عليه ، لكنك حتما تعرف الساهرين الأمناء على راحة المشاركين من القصاصين والنقاد والإعلاميين بصيغة المذكر والمؤنث. خصص المهرجان هذه السنة دورته الثامنة للقاصة الراحلة مليكة مستظرف ، التي خانتها المؤسسة الرسمية وأنصفها النجم الأحمر في شخص جمعيته ، قاصة ودعتنا (هي) وافتقدناها (نحن) صغيرة ، وهي محملة بأسئلة إبداعية حارقة. في مهرجان مشرع بلقصيري الثامن ، تحلق حول روحها التي حضرت في غياب الجسد ، ما يناهز الخمسين قلما بين مذكر ومؤنث لمدة ثلاثة أيام ، في ندوات وجلسات لم تخل منها سيرتها وأعمالها الأدبية ، على أهميتها وثرائها الإبداعي رغم قلتها. مليكة خلدت اسمها وهاجرت إلى الضفة الأخرى ، مبحوحة من الألم واستجداء الدواء من آذان صماء. بدأ المهرجان الوطني الثامن بفقرات و بروتوكولات رسمية من كلمات ترحيب ، وتكريم بعض الفعاليات من المجتمع المدني حرصت على دعم المهرجان والجمعية في مسعاها النبيل ، وذلك من تقديم الفنان المسرحي الأستاذ الرياحي ، وتنشيط الفنان عازف العود رشيد الشناني ، مع حضور لافت لرئيس الجمعية السابق ذ / بنعيسى الشايب ، وخلفه ذ / عبد العزيز الربعي. حضر من المبدعين والمبدعات ، كل في مجال اختصاصه ( قصا ونقدا) : أحمد بوزفور- محمود الريماوي (الأردن)- ادريس الصغير- عبد الحميد الغرباوي- حسن البقالي- سعيد منتسب- عبد السلام الجباري- مصطفى الجباري ( عن مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب)- لحسن أيت ياسين (عن نادي الهامش القصصي بزاكورة)- سعيد بوكرامي- زهرة الرميج- مصطفى كليتي- عبدالله المتقي- محمد منير- خليفة بابا هواري- خديجة بوتني - ادريس الواغيش- محمد صولة - نعيمة القضيوي الإدريسي- مليكة بويطة - بوشتى الماعزي- قاسم مرغاطا - سعاد مسكين- محمود محبوب - سعاد كنون- الحبيب الدايم ربي - ليلى الشافعي- محمد كويندي - سعيد جمال- جبران الكرناوي - فاطمة الزهراء الرغيوي - عبد الواحد كفيح - ادريس خالي - محمد أيت حنا - صخر المهيف - عبدالوهاب سمكان - ربيعة عبد الكامل - محمد الغويبي- غسان حاضي. ومن الإعلاميين : سعيد منتسب (جريدة الاتحاد الاشتراكي)- عبد اللطيف بوجملة ( جريدة المنعطف)- إدريس الواغيش (جريدة صدى فاس)- فاطمة الزهراء المرابط (الصحافة الإلكترونية). ما ميز هذه الدورة (دورة مليكة مستظرف) كذلك ، ويميز باقي مهرجانات مشرع بلقصيري السابقة عن غيرها من المهرجانات ، هو إقامة ورشات يستفيد منها أطفال المدارس في كتابة القصة ، من أجل تأصيل هذا الفن المعبر الجميل ، أطرته نخبة من القصاصين والقاصات لهم تجارب في ممارسة هذا الجنس الأدبي ، و لقاءات مفتوحة تتم بين تلميذات وتلاميذ المؤسسات التعليمية ، و مبدعين لهم باع طويل في كتابة القصة ( أحمد بوزفور- عبدالله المتقي- عبد الهادي الزوهري- المصطفى كليتي- محمد صولة- محمد الشايب).
Comments