المحتوى الرئيسى

الداعية والسياسى

05/30 09:43

بقلم: أحمد مجاهد 30 مايو 2011 09:36:54 ص بتوقيت القاهرة تعليقات: 0 var addthis_pub = "mohamedtanna"; الداعية والسياسى نجحت القوى السياسية التى تظاهرت فى جمعة الغضب فى إثبات أنه يمكنها إقامة مظاهرات حاشدة منظمة وحضارية تستطيع حماية نفسها بدون مشاركة الإخوان المسلمين، وخسر الإخوان المسلمون نقاطا عديدة وهم على أعتاب المشاركة العلنية فى لعبة السياسة بسبب خطأهم التراجيدى المتمثل فى الخلط بين منطق إدارة جماعة دينية سرية وآليات إدارة تنظيم سياسى معلن.وقد تمثل الخطأ الأول فى عدم المشاركة بهذه المظاهرة التى تدعم وتؤكد المسار الرئيسى للثورة المتفق عليه من الجميع، حتى وإن كان هناك خلاف يتمثل بصورة رئيسية فى طلب تأجيل انتخابات مجلس الشعب بعض الوقت حتى يستقر الوضع الأمنى للبلاد، ويشتد عود القوى السياسية الجديدة صاحبة الفضل الحقيقى فى تفجير هذه الثورة، فالسياسة لا تعترف بالانسحاب لكنها تعرف الحوار. والأسوء من عدم المشاركة هو إصدار بيان رسمى باسم الجماعة يقرر أن الدعوة إلى هذه المظاهرة «لا تعنى إلا أحد أمرين: الأول: أنها ثورة ضد الشعب وأغلبيته الواضحة. والثانى: أنها وقيعة بين الشعب وقواته المسلحة وقيادتها المتمثلة فى المجلس الأعلى»، فى تحريض مباشر للشعب وللقوات المسلحة ضد من يختلف مع الجماعة بالرأى ويشارك فى هذه المظاهرة، وهو بيان يذكرنا بالتقارير التى كانت تكتب عن الجماعة فى أمن الدولة قبل الثورة. والأسوء من هذا البيان الرسمى للجماعة ذلك البيان الذى صدر عن إخوان الأسكندرية وما تضمنه من عبارات تدخل فى دائرة السب لمن يشارك فى هذه المظاهرة، مما دفع المتظاهرين إلى مطالبة الإخوان بالاعتذار، ودفع أحد شباب الإخوان للتعليق قائلا: «إن لهجة قيادات الجماعة والمفردات المستخدمة فى خطابهم فى المرحلة الأخيرة أوقعتنا فى حرج مع باقى القوى السياسية».•••والأسوأ من موقف الجماعة من مخالفيها هو موقفها من أعضائها الذين اختلفوا مع وجهة نظرها الرسمية وشاركوا فى هذه المظاهرة. فبينما أعلن محمد القصاص أن شباب الجماعة قرروا المشاركة، وأعلنوا ذلك قبل صدور قرار الجماعة، وأبلغوا مكتب الإرشاد، ولم يحدث حوار مع الجماعة بعد اتخاذها قرارا بعدم المشاركة. علق الدكتور العريان المتحدث الرسمى على مشاركة الشباب قائلا: موقفنا واضح بعدم المشاركة والأصل فى الأخ عندما يعرف قرار الإخوان أن يلتزم به. وأضاف رشاد بيومى نائب المرشد أنه ستتم محاسبة أى فرد من الجماعة يثبت تورطه ومشاركته فى جمعة الغضب باعتباره خارجا عن رأى الجماعة، معتبرا هذه الدعوات ضد إرادة الشعب.هذا هو منطق إدارة الجماعة الدينية الذى يختلف تماما عن منطق إدارة الأحزاب السياسية, فبينما أعلن نجيب ساويرس مثلا أنه لن يشارك فى هذه المظاهرة مثله مثل الإخوان المسلمين، فإن أحمد خيرى المتحدث باسم حزب المصريين الأحرار الذى دعى ساويرس لتكوينه، أعلن أن نجيب عضو مؤسس بالحزب له وجهة نظر نقدرها ونحترمها ولكنها ليست وجهة نظر الحزب الذى اتخذ قرارا بالمشاركة.•••ولم يكتف الإخوان بكل هذه البيانات بل أداروا معركة شعواء على «الفيس بوك» تشبه معارك إعلام الحزب الوطنى. فقد نشر موقعهم الرئيسى صورا يوم الجمعة لتجمعات محدودة بالميدان تذكرنا بصورة الكوبرى الشهيرة للإيحاء بقلة عدد المتظاهرين. كما نشر الموقع موضوعين: الأول بعنوان «الشعب المصرى يرفض المشاركة فى مظاهرة الجمعة»، والآخر بعنوان «انتفاضة إلكترونية لدعم الديمقراطية ورفض مظاهرة الجمعة». وبالبحث اتضح أن هذه الانتفاضة الإلكترونية تتمثل فى إنشاء موقع بعنوان «مش هنزل مظاهرات يوم 27 أنا باحترم استفتاء مارس»، حيث يكتشف المتصفح من أول وهلة أن هذه الصفحة لها رابط وحيد هو البيان الصادر عن جماعة الإخوان المسلمين بهذا الشأن!لقد بدأ الإخوان يستعدون لحصد مكاسب لن يتنازلوا عنها بسهولة. فقد رفعوا سقف منافستهم على مقاعد مجلس الشعب من 20% إلى 50%، وعلى الرغم من إعلانهم عدم وجود مرشح رئاسى لهم فقد أعلن الدكتور أبو الفتوح اللإخوانى المرشح بشخصه للرئاسة أنه يعتمد على أصوات الإخوان وهم 750 ألفا, وعلى جمهورهم وهم 2 مليون، وعلى دعم السلفيين وهم أكثر من الإخوان.•••لكن أطرف ما فى الموضوع أن الدكتور العريان قد قطع حديث مذيعة قناة الحياة بلا مناسبة ليوجه رسالة لمجموعة دول الثمانية مفادها أن الدعم المادى لمصر لا يكفى وحده، بل المهم هو الدعم السياسى لمن سوف تفرزه الديمقراطية رئيسا لمصر حتى إن لم يكن على هواهم.وكأن الإخوان قد فازوا بالانتخابات الرئاسية وانفض السامر!لكن هذه النبوءة أشكك فى مدى صدقها، وبخاصة أنها وردت فى سياق أكد فيه العريان تواجد الإخوان بميدان التحرير منذ يوم 25 يناير، متناسيا البيان الصادر عن الجماعة والذى أكد موقفهم الحاسم بعدم المشاركة. 

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل