تعارف الحضارات يحتاج إلي تعريف‏!‏

كتبت د‏.‏ هالة أحمد زكي :ربما كان مؤتمر تعارف الحضارات‏,‏ الذي عادت به مكتبة الإسكندرية إلي نشاطها‏,‏ هو مجرد بداية‏.‏ فالمؤتمر‏,‏ وإن ضم الكثير من الوجوه الثقافية النشيطة‏. افتقد أساتذة ومحققين في مسألة حوار وتحالف الحضارات علي المستويين المصري والعالمي, كما أن فكرة التعارف نفسها, التي تقدم بها المؤتمر, قد تبدو جديرة بالتعريف والإيضاح. وقد عقد هذا المؤتمر علي مدي يومين(18 ـ19 مايو) لمناقشة فكرة التعارف, دون أن تكون واضحة للحاضرين, والتأسيس لها, بناء علي وجود نوع من التعارف الحضاري في الفكر الإسلامي بين المسلمين أنفسهم. إلا أنه كانت هناك بالفعل جلسات ناجحة, منها جلسة تعارف الحضارات في مجالات مختلفة, حيث تحدث نوزاد صواش( من تركيا) عن فكرة إنشاء مدارس تركية في الكثير من البلدان, بهدف توثيق أواصر التعاون بين تركيا والعالم. كما كانت هناك ورقة الباحث المصري سامح فوزي عن الحضور المسيحي ـ العربي التي وصفت المسيحيين بأنهم مشاركون إيجابيون في حركة الحضارة الإسلامية. وأتوقف عند بحث عبدالرحيم بن حادة من المغرب, وهو نماذج من أدب الرحلات. يبدأ بن حادة بحثه بتقديم نماذج من الرحلات التي قام بها الرحالة المسلمون, وأولهم ابن عثمان المكناسي( إلي اسطنبول في نهاية القرن الثامن عشر), مما كان له الأثر في تصحيح الصورة التي تكونت عند المغاربة عن تركيا. أما الرحلة الثانية فقام بها سفير عثماني إلي باريس عام11721, وهي ترجمة لحالة من الصدمة التي تواجه المسلمين عند اللقاء بالغرب. أما النموذج الثالث والأخير فهو رحلة عبدالرشيد إبراهيم إلي اليابان في بداية القرن العشرين, وقد تعرض في خلال وصفه للرحلة لأخلاق اليابانيين, وظهر من خلال وصفه لها نقد للذات الإسلامية.