المحتوى الرئيسى

رسالة الى جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين بقلم:د . هيثم الربابعة

05/30 21:24

بسم الله الرحمن الرحيم رسالة الى جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين تحية طيبة / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . غير خاف أن قضية الاصلاح تعد قضية مركزية في الفكر المعاصر على الرغم من مجيئه متأخرا منذ بناء الدولة الأردنية الحديثة الى يومنا هذا . وعلى أساسه قام الصراع بين تيار التجديد , وتيار الجمود والفساد . صراع مسترسل ومتواصل لا يهدأ أواره عبر هذه الحقبة من العقود الطويلة , يتوارثه جيل من بعده جيل , وينتصر هؤلاء تارة , وهؤلاء تارة ـخرى . من هذا المنطلق ظلت الحاجة الى التجديد والاصلاح في بلدنا الحبيب تفرض نفسها بالحاح كلما أصابت المجتمع الأردني فتنة أو محنة . وقد ادرك رواد الفكر الاصلاحي الحديث , أ تجديد الفكر الديني مهمة أولية من مهام النهضة الأردنية والعربية الحديثة والمعاصرة , فبذلوا في ذلك الجهود الكبيرة وقدموا حياتهم أحيانا قربانا لهذه المشاريع الحيوية الاصلاحية . لقد أصبح الحديث عن ضرورة تجديد الاصلاح ملحا علينا قبل أي وقت , بعد أن وقع ما وقع في الاّونة الأخيرة في بعض الدول الشقيقة والصديقة ؟ فهل بعد هذا يصير من السائغ لبعض المثقفين وأشباههم أن يشيعوا بالباطل اعتقادا مفاده أ ن التجديد والاصلاح املاء غربي , ومطلب استعماري , جاء نتيجة أحداث بعينها ليس الا ؟ ان التجديد والاصلاح ضرورة ماسة من ضرورات نهضتنا من الكبوة المريرة الراهنة . ضرورة داخلية عضوية تقتضيها رغبة المجتمع في القضاء على الفساد , واللحاق بقطار العصر . انه محور أساس من محاور المشروع المجتمعي ككل , الذي تنشده الأقاليم الأردنية . لقد أصبح الاردن يروم تجديدا يحترم الاّخر بغض النظر عن دينه وانتمائه الأقليمي , تجديدا واصلاحا يهيىء المناخ السياسي والاجتماعي والثقافي للحكومات الديمقراطية العادلة , تجديدا يؤمن بالانسان ويحارب الظلم والضيم كيفما كان ومن أي جهة كانت , تجديدا يؤمن بالتعدد وبالقيم الانسانية الفاضلة مهما كان مصدرها وأنى كان وطنها , تجديدا يدعو للتنمية البشرية ويحض على المواطنة وكل ما فيه صالح البلاد وصلاح العباد . ولا نريد لفكرنا الاصلاحي التجديدي أن يقتصر على الفكر والنظر , فتتراكم مقولاته بعضها فوق بعض , بل نريد له أن يمشي بين الناس , في الأسواق والمساجد والمدارس والكليات وما الى ذلك . نريد أن يكون احساسا وفكرة تتقبلها النفوس وتطمئن اليها بطواعية دون توجس أو خيفة , فتعما جاهدة لأن تحقق من خلالها ما فيه صالحها وصالح أمتها في الحال والماّل . لنخلص في النهاية الى تجديد الضوابط والاّليات التي ينشدها خطاب الاصلاح والتجديد الحديث . سنعمل أولا على عرض مرتكزات الفساد في مجتمعنا الأردني قبل البدء بمعالجته , من خلال طرح بعض رموز الفساد من الجانب الثقافي والفكري في بلدنا الحبيب , نلاحظ أن هناك شخصيات اردنية تتربع على قلب الكراسي الحساسة في مملكتنا الهاشمية مما يبطىء عجلة الاصلاح ويجعل منها دولابا يعد نحو الوراء طوعا أو كرها . سأبدأ بالجامعات الأردنية وعلى رأسها الجامعة الأردنية التي تقودها عصابة متغطرسة لا تعرف للاصلاح معنى ولا للعلم قيمة من خلال هيمنة الواسطة والمحسوبية على الخبرات العلمية , فهناك الكثير من أعضاء هيئة التدريس من تجاوز السبعين من عمره وتعمل رئاسة الجامعة على تجديد العقود السنوية لهم زاعمة الاستفادة من خبراتهم العلمية والثقافية حسب ما افادتنا به جريدة الرأي في عددها الصادر بتاريخ 22/5/2011 أما الشباب الحاصلون على درجة الدكتوراه في تخصصات نادرة ويملكون خبرة لا يملكها اساتذة في الستين من العمر ليس لهم قبول في الجامعة الأردنية بسبب السياية الخاطئة لادارة الجامعة الاردنية . وفي جامعة اليرموك يفاجئنا السيد رئيس الجامعة وعيد كلية الاداب بأن الجامعة ترغب بالتعاقد مع حملة الماجستير وليس الدكتوراة وفي جامعة مؤته التي تطلب كافة التخصصات لكافة الكليات في الجريدة الرسمية وعند الوصول اليها تعتذر لبعض الكليات فأنا لا اعلم هل هذه هي الاصلاحات التي تقودها حكومة الدكتور معروف البخيت في مسيرتنا التعليمية . فالحاصل على درجة الدكتوراة من بلد احتوى تخصصات لم تحتويها الاردن وبأعلى الدرجات وأكبر الخبرات ومتعدد العضويات في شتى معاهد الدراسات والمنتديات يفاجىء بالرفض لعدم توفر فيتامين الواسطه والمحسوبية بين يديه بسبب السياسات الخاطئة التي تنتهجها الادارة في جامعاتنا الأردنية . وفي وزارة الخارجية الشرط الأول من جهة من انت ؟ ومن هو مزكيك ؟ الى غير ذلك من الأسئلة التي ان دلت فانما تدل على ان الاصلاح في حوماتنا المتعاقبة ما هي الا شكليات وحبر على وق يكتب في الجريدة اليومية ويذاع على شاشات التلفزة الأردنية . ورفض الديوان الملكي تسلم أي طلب يتضمن تظلم أو شكوى بداعي أن هذه الطلبات ليس من اختصاصنا , فلا عجب من هذا الرد اللامسؤول والاستاذ خالد الكركي من المفكرين الذين اكتوت قلوب الطلبة بقوانينهم اللاسعة المريرة في جامعة جرش والجامعة الأردنية . صاحب الجلالة أقدر لكم جهودكم المتواصلة في دعم مسيرة الاصلاح التي تصلون الليل بالنهار من أجل أنجاحها فيد واحدة لا تصفق . فمن الواجب علينا قطع رؤوس الفساد المتجذرة في مملكتنا الهاشمية واستئصال اجنحتهم العفنة النتنة ليبقى هذا البلد انموذجا حيا لكل الدول التي تسعى لمحاربة الفساد والضيم ونحن ماضون معكم في مسيرة الاصلاح , يغضبنا ما يغضبكم ويسرنا ما يسركم . وفقكم الله لخدمة المملكة الأردنية الهاشمية والله ولي التوفيق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته د . هيثم الربابعة [email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل