راضى على حسين يكتب: رسالة من شهيد الثورة

أبعث من قبرى إلى بلدى إلى أمى إلى كل دعاة ِالعدل وعشاقِ الحرية ألفَ تحية ٍوسلام أرسلُ تحذيرا ًً شديدَ اللهجة عبر خطوط ِالصمت المتجرد من أى كلام حيث أشم شياط َالمكر من قلوب الحاقدين أرى من مرقدى هذا أصابعا ملطخة ًبقتل الأبرياء تعزف على وتر الظلم ووجوهاً ترتدى أقنعة َالزيف وثعابينا تنفس سماً فى نسيج الوحدة كى توقدَ نيرانَ التخريب فيا أيتها الدماءُ الطاهرة انتفضى فى عروق الشرفاء وانطلقى فى الشرايين كشلالات نياجرا اطفئى شرارات الفتن ووارى سوأة الأحزان بشجر الحب حطمى مراكباً تحمل طموحات الشر أيها المسكُ المُعبقُ من جسد ِِالشهيد أيتها الجمراتُ المتقدة فى أفئدة ِالثكالى توغلى فى أدغال ِالباطل أبيدى كل فلولٍ وذيول من زمن القهر اقتلعى الأرواحَ الخبيثة من أرضك الطيبة يا نهر الوجع المتدفق من سنوات الثلاثين المرة كن مُهلاً يغلى كن قيحاً وصديدا كن بركاناً يقظا يطلق فورة تلو فورة وثورة تلو ثلورة حتى تجرفَ كل بقايا الطغيان أيها الساهرون انتبهوا فمازال حلم الوطنِ فى الحضانات تزعجه الهتافاتُ العبثية ترصده عيونُ الغدر كى يُقتل فى المهد فهذى رسالتى إليكم من ملكوت الصدق فانتبهوا لوطفئت شمعة ُهذا النصر المدفوع الثمن عبر ثلاثين حزن من أرواح بريئة فسينتصر الأشرار ولن تـُعشق الحرية ُبعد اليوم فأفيقوا واقطعوا أذناب الثعابين الكبرى التى مازالت تسكن سراديب القصر وتنفس سما ًيسمى الفتن من كل فنون وآلام فأفقيوا وأخيرا قولوا لأمى تكفكف دمعها وتتوضأ بماء الصبر وتتلوا ما قال الله عن الشهداء وهذا آخر ما عندى وختام بلغوا أمى السلام