المحتوى الرئيسى

المناورات التدريبية الإسرائيلية في حلقة نقاشية بمركز الدراسات الإقليمية - جامعة الموصل بقلم: هاشم حسن الشهواني

05/29 20:01

عقد مركز الدراسات الإقليمية في جامعة الموصل حلقته النقاشية الأسبوعية (السمنار) يوم الأربعاء الموافق 3/6/2009، وقدم السيد (واثق محمد براك) الباحث في المركز قرأته ألأولية حول المناورات التدريبية الإسرائيلية "(نقطة تحول 3)، التي بدأت في الحادي والثلاثين من أيار 2009، وركز الباحث خلالها على الجوانب ألمهمة في الموضوع، وذكر أن هذه المناورات بنيت على فكرة حتمية انتهاء مسار التطورات الإقليمية إلى صدام مسلح يعيد تشكيل خريطة التوازنات في المنطقة على مستوى الفرص والتهديدات، وعلى الفرضية التي تقول: إن إسرائيل تتعرض لهجوم بالصواريخ التقليدية والغير تقليدية سواء نووية أو كيمياوية، وقصف جوي من إيران وسوريا وجنوب لبنان وقطاع غزة، وعمليات تفجيرية كبيرة داخل العمق الإسرائيلي إلى جانب كارثة بيئية مفترضة، وخلل في منشات للمواد الخطرة، ووصف هذه المناورات بأنها اكبر مناورات تدريبية في تاريخ إسرائيل، حيث شارك فيها جميع الوزراء، وفرق الإغاثة ووحدات الدفاع المدني والشرطة والبلديات وكافة الوزارات والجهازين التعليمي والصحي. وكان الهدف من هذه المناورات، اختبار مدى قدرة المدنيين الدفاعية في حال وقوع مثل هذه الهجمات، وكذلك اختبار القدرة على الرد من قبل قوتها الجوية، والوقت الذي تتطلبه لضرب الأهداف المفترضة في إيران عند صدور الأوامر. وتابع الباحث بالقول: إن سيناريو المناورات يبدأ بتصعيد في غزة يؤدي إلى اجتياح بري إسرائيلي، وبعد (60) يوما من القتال تشتد التوترات على الحدود اللبنانية، وتتعرض إسرائيل لوابل من الصواريخ تزامنا مع وقوع هجمات وأعمال شغب وتفجيرات في مختلف أنحاء إسرائيل. وخلص الباحث إلى نتائج، أهمها: تضاءل الرهان الإسرائيلي على فصل الجبهات في الحرب إلى حدود دنيا، حيث كان يجري في السابق تركيز الجهود على واحدة منها وعدم انتقال الفعاليات العسكرية إلى الأخريات بفعل الردع الإسرائيلي، وأن حرب تموز 2006 في لبنان كانت العامل الأبرز الذي يساعد على تفسير السلوك الإسرائيلي العسكري في الأعوام الثلاثة الأخيرة، فهذه الحرب مثلت بالنسبة إلى العقيدة الأمنية الإسرائيلية نقطة التحول الفعلية بين عهد الحروب الخاطفة على ارض الخصم وعهد حروب من نوع أخر تتهيأ لها إسرائيل بهذه المناورات، وإن نظرة سريعة إلى الأحداث في المنطقة تمكننا من الملاحظة بان لغة المناورات العسكرية باتت أقوى من المفاوضات التي تجري بين إيران والاتحاد الأوربي والولايات المتحدة، وذكر الباحث أيضا: أن هناك من يرى أن هذه المناورات وعلى الرغم من ضخامتها ونوعيتها وحجمها الجغرافي فان أهدافها تبدو نفسية وسياسية أكثر من أي شيء أخر. وبعد انتهاء الباحث من إلقاء بحثه أثار تدريسو المركز بعض النقاط معقبين ومتسائلين، فبدأ الدكتور إبراهيم العلاف مدير المركز معقبا على الموضوع وحول السياسة الإسرائيلية وعلاقة الصراع القائم بين إسرائيل والدول العربية قائلاً: إن إسرائيل تعتمد التراكم في سياساتها ولا تتعامل بردة الفعل، ودائماً تضع نفسها بموقف الضحية حتى عندما تكون منتصرة، وهو الأسلوب المتبع لدى إسرائيل حتى في مناوراتها فهي تريد القول للعالم، أن اعتداءً وشيكاً سوف يقع عليها، وهي مجبرة على الرد. وبعد أن استعرض الدكتور العلاف الظروف المحيطة بالمنطقة والحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان قال: إن إسرائيل لم تتمكن من حسم الموقف على أرض المعركة إلا أنها نجحت سياسياً في تنفيذ أجندتها وخصوصاً إزاحة حزب الله عن حدودها الشمالية ونشر جنود دوليين إضافة إلى نشر الجيش اللبناني على حدود لبنان الجنوبية، ومن جانب أخر ذكر إن إسرائيل تهدف التصعيد في إجراءاتها وحملاتها الإعلامية ضد خطوط المواجهة العربية وضد النشاط إلايراني في المجال النووي لكسب الرأي العام الدولي إلى جانبها مستغلة انشغال العالم بمناقشة الملف النووي الإيراني. وعقبت الدكتورة رواء يونس الطويل بالقول: أن معركة العرب ضد إسرائيل إن لم تكن مصر طرفا فيها فهي معركة غير متكافئة وغير مجدية. وتوقعت أن مصر لن يطول بقاءها خارج نطاق القوة العربية في حالة نشوب حرب بين العرب وإسرائيل. وبعدها أثار الدكتور عبدا لله فاضل الحيالي ألتدريسي في المركز نقطة مهمة من خلال تصوراته للمسالة من جانب آخر، حيث أشار إلى أن إسرائيل ومن خلال هذه المناورات تسعى إلى تحقيق غاية اكبر عن طريق خلق جو إعلامي مساند لها، ومن ثم العمل على تحقيق الغاية الأساسية القائمة على نظرية القطع النظيف عن طريق تحويل قطاع غزة إلى مصر والضفة الغربية إلى الأردن، في تصور لخريطة جديدة لفلسطين من خلال النظرة الإسرائيلية. وأشار بالقول إلى ما دعا إليه جون بولتون السفير الأمريكي السابق لدى الأمم المتحدة في مقال له في صحيفة "واشنطن بوست" إلى إغلاق ملف الدولة الفلسطينية المستقلة، عبر ضم غزة إلى مصر وإلحاق الضفة الغربية إلى الأردن والى ما نوهت إليه وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني" "أن كل التطلعات الوطنية للفلسطينيين موجودة في مكان أخر يفترض أن يكون خارج إسرائيل". وفي مداخلة اخرى قال الباحث هاشم حسن الشهواني: إن الحروب الشاملة انتهت بتوقيع مصر اتفاقية كامب ديفيد 1978، وبقيت الحروب المحدودة، وإسرائيل تقوم بين فترة وأخرى بمناورات عسكرية لاختبار جاهزيتها على الرد، كالتي أجرتها في عامي 2007 و 2008 ، ولكن يبدو الشيء المختلف في مناوراتها الأخيرة، إنها ركزت على الوقاية من ضربة نووية أو كيمياوية، بمعنى أخر أن هذه المناورات دخل فيها عنصر جديد يجب الحذر منه، وهو الخطر الإيراني، فبالنتيجة إن هذه المناورات موجهة ضد إيران، وهي في الوقت ذاته تريد لفت أنظار العالم للخطر القادم منها، وهو تبرير مقنع لدى إسرائيل إذا ما أقدمت على ضرب المنشآت النووية الإيرانية كما فعلت في ضرب مفاعل تموز العراقي عام 1981.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل