المحتوى الرئيسى

داحس وغبراء العراقية ودولة القانون

05/29 16:55

عدنان حسين الصراع الضروس بين القائمة العراقية وقائمة دولة القانون، الذي يبدو انه سيمتدّ به الأمد ليكون بعمر حرب داحس والغبراء، لا يكفي أن نصفه بأنه صراع ديكة، فصراع الديكة لا يتضرر فيه غير الديكين فيما المتفرجون عليهما يستمتعون بالمتابعة كما يستمتع جمهور كرة القدم بالمباريات، أما صراع العراقية – دولة القانون فان المتضرر فيه 30 مليون نسمة. لا يكاد يمرّ يوم واحد من دون تصريح أو تصريح مُضادّ من هذا القيادي أو ذاك المتحدث باسم العراقية أو دولة القانون.. ولا يشترط أن تكون هناك مناسبة لهذه التصريحات، فيكفي أن يسعل عضو في العراقية ليصرّح عضو في دولة القانون متسائلاً عن الغرض والغاية، أو أن يعطس عضو في دولة القانون ليشكك عضو في العراقية عن الدوافع والنوايا! وفي كل الأحوال فان التصريحات والتصريحات المضادة بين هذين الديكين عادة ما تكون من العيار الثقيل، وتصل في كثير من الأحيان إلى مستوى التهديد (من جانب العراقية) بالانسحاب من الشراكة الحكومية أو مقاطعة القائمة الأخرى، أو بفض الشراكة الحكومية وتشكيل حكومة أغلبية (من جانب دولة القانون)، وفي النتيجة لا يصحو الناس في اليوم التالي على أي انسحاب أو قطيعة أو فض للشراكة، وإنما على تصريح جديد من النوع نفسه والعيار ذاته! نعرف أن العراقية لن يهدأ لها بال حتى اليوم الأخير من عمر الحكومة الحالية إن لم يتول زعيمها السيد إياد علاوي رئاسة الحكومة بالدعوى المعروفة: الاستحقاق الانتخابي، فيما لا تقبل دولة القانون حتى بفكرة ألا يكون زعيمها السيد نوري المالكي رئيساً للحكومة بـ "الاستحقاق" عينه، وبالتالي فليس بالوسع توقع نهاية قريبة لداحس وغبراء العراقية – دولة القانون. بخلاف صراع الديكة فان المتضرر في هذا الصراع العبثي هو جمهور المتفرجين البالغ عددهم 30 مليون نسمة الذين تتعطل مصالحهم وتُنتهك حقوقهم ويُعتدى على حرياتهم ويُتجاوز على دستورهم، أما الديكان المتصارعان فلا تُنتف منهما ريشة ولا تسيل من أي منهما قطرة دم.. يتمتعان بكامل الامتيازات ويحتفظان بتمام المغانم التي يحصلان عليها من أجل -كما هو مفترض- أن يحققا من خلال حكومتهما وبرلمانهما المشتركين مطالب ومطامح الناس الذين انتخبوهم في حياة حرة كريمة. ليعلم قادة العراقية ودولة القانون إن صراعهما غير المنتج أصبح أضحوكة للعالمين، بل إن كل قادة القائمتين، المصرّحين منهم وغير المصرّحين، غدوا محل سخرية الثلاثين مليون عراقي، وأظن أن من الأكرم لهم والأنفع للثلاثين مليوناً أن يعملوا بمقدار نصف ما يصرّحون به ضد بعضهما البعض. وإذا كانت عادة الصراع قد استحكمت في نفوسهم، وتمكّن منهم الإدمان عليها كما هي حال المتفرجين على صراع الديكة أو مصارعة الثيران، فبوسعنا أن نقترح عليهم ما اقترحته الحكومة على المتظاهرين، بالذهاب إلى ملعب الشعب.. يمكنهم هناك أن ينتفوا ريش بعضهم بعضاً، كما الديكة، حسب القوة البدنية لكل منهما، بشرط أن يغادروا الملعب وقد كفّوا عن عادتهم السيئة: التصريحات، لكي يؤدوا واجبهم الذي يتقاضون عنه رواتبهم وامتيازاتهم، وهو خدمة الشعب، وإلا فليتركوا هذه المهمة لغيرهم وليبقوا هم في داحسهم وغبرائهم لقرنين أو ثلاثة.. ولكن في ملعب الشعب وليس خارجه، وفي الأوقات التي ليس فيها مباريات في كرة القدم، وعلى أن يدفعوا أيجار الملعب.. وأن يكون إيجارا منصفا وليس بأسعار متدنية للغاية كما هي حال إيجارات مقراتهم الحزبية. *نقلا عن "المدى "العراقية

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل