العفو الدولية في عيدها الخمسين
ففي ربيع عام 1961 كان محام إنجليزي يطالع صحيفة بينما ينتظر القطار في إحدى محطات قطار الأنفاق بالعاصمة البريطانية لندن، فوقعت عيناه على تقرير عن طالبيْن برتغالييْن سجنتهما السلطات في بلادهما لأنهما "شربا نخبا للحرية". ونتيجة لذلك نشر الصحفي في صحيفة الأوبزيرفر جيفد آستور في 28 مايو/أيار 1961 مقالا لبيتر بينينسون عنوانه "السجناء المنسيون"، وأصبح المقال جزءا من التماس للعفو، وهكذا ولدت "منظمة العفو الدولية". لكن المنظمة -التي نشأت على أساس التماس شخصي- توسع نطاق عملها حتى أصبحت منظمة تدافع عن كل سجين رأي في أي بقعة من العالم. ثم امتد نطاق عمل المنظمة ليشمل كل ضحايا التعذيب وإرهاب الدولة المنظم في جميع أنحاء العالم. وتقول الصحيفة إن رسالة الالتماس -التي نشرت على صفحاتها في عصر الصحافة الورقية- أطلقت منظمة كان لها انتشار ودور ملموس، كما لو كانت تعمل في عصر التكنولوجيا الرقمية الحالي. المنظمة منحت الصحفي الأذربيجاني رئيس تحرير صحيفة ريلني أذربيجان إينيولا فتولاييف جائزة بمناسبة عيدها الخمسين، لما سمته الصحيفة "بطولاته الصامتة". وكان فتولاييف قد سجن منذ أربع سنوات لانتقاده في مقالات له سياسات الحكومة الأذربيجانية، ويقال إنه تعرض للإهانة والتعذيب في سجنه، وتقول الصحيفة إن إطلاق سراحه كان تتويجا للحملة التي قادتها منظمة العفو الدولية. وتختتم الصحيفة مقالها بعبارة تقول "إن تاريخ منظمة العفو الدولية يذكرنا بأن المعركة من أجل حرية الرأي لا يمكن توريثها، وعلى كل جيل أن يخوض معركته بنفسه".
Comments