المحتوى الرئيسى

الأحزاب بعد الثورة.. سباق القديم والجديد

05/28 10:32

- شرط الـ5000 توكيل يؤدي لإفراز كيانات حزبية جادة - تلاشي قبضة الأمن سيؤدي لإنعاش الحياة الحزبية - تقارب الأحزاب الجديدة من شأنه دعم الوضع السياسي   تحقيق: محمود شعبان على مدار ستين عامًا لم تشهد مصر حياة حزبية سليمة أمام مشروع الفرد والحزب الواحد الذي تحكَّم في الحياة السياسية بمصر عن بكرة أبيها، دون الاعتبار لوجود قوى سياسية أخرى من حقِّها التعبير والمشاركة برأيها.   وعلى الرغم من زيادة عدد الأحزاب خلال حكم مبارك عن 24 حزبًا؛ إلا أنها كانت لخدمة الديكور الديمقراطي الذي حرص مبارك على دعمه؛ لتجميل وجهه أمام أمريكا والغرب، وبالتالي فشلت هذه الأحزاب في التمدد والانتشار داخل مصر، بالإضافة إلى تغلغل الأمن بشكل كبير في الحياة الحزبية، وسيطرته بشكل كامل عليها، بل وصل الأمر إلى تجنيد أفراد من الأحزاب المختلفة للعمل لحساب الأمن.   وبعد نجاح الثورة تلاشت كلُّ القيود التي تمَّ فرضها من الحزب الحاكم السابق، وأصبح المجال واسعًا من أجل ظهور أحزاب جديدة، وهو ما حدث بالفعل؛ حيث ظهرت العديد من الأسماء لأحزاب في طور التأسيس، البعض منها إسلامي والبعض الآخر ليبرالي، وهو ما دفع (إخوان أون لاين) إلى البحث عن تأثير هذه الأحزاب في السياسية، وهل الشارع الحزبي بعد الثورة سيكون مختلفًا؟ أم أن تركيبة الشعب المصري لا تتماشى مع هوى الأحزاب، هذا ما طرحناه في هذا التحقيق:   في البداية يرى وائل نوارة، القيادي السابق في حزب الغد ورئيس حزب تكتل الأحزاب المصري تحت التأسيس، أن مناخ الحرية له تبعاته؛ حيث ظلَّت الأحزاب تعاني في الفترات السابقة التي كان فيها النظام السابق يتحكم في كلِّ مناحي الحياة الحزبية والسياسية، ويرى أن سقوط النظام السابق سوف يؤدِّي إلى تخلص الأحزاب الموجودة من كلِّ المضايقات والقيود التي كانت تعاني منها، بل وسوف يؤدي إلى تكوين أحزاب جديدة، كما هو الحال الآن.   وينتقد وائل نوارة شرط الـ5000 توكيل التي تمَّ وضعها كشرط أساسي لتكوين الأحزاب؛ حيث يرى أنه في معظم دول العالم لا يوجد هذا الشرط، بل إنه من الممكن تكوين حزب بحوالي 100 أو 200 عضو من المؤسسين، وبعد ذلك ينتشر الحزب ليُكَوِّن قاعدةً كبيرةً من المؤسسين والأعضاء, ويرى أيضًا أن فكرة التوكيل غير قانونية، وأنه كان يكفي لجنة شئون الأحزاب الاطلاع على استمارات العضوية، وفي حالة التشكيك في تلك التوقيعات فعلى الجهات المختصة التقدم بطلب لفحص تلك التوقيعات والتأكد من صحتها أو عدم صحتها.   وحول تأثر الأحزاب الجديدة في الحياة السياسية يرى نوارة أن الشعب المصري يتمتع بالذكاء الكافي الذي يتيح له فرصة تقييم الجيد من السيئ، ويدلل نوارة على ذلك بنسبة المشاركة في الاستفتاء، والتي وصلت إلى ما لا يقل عن 40% من الكتلة التصويتية لدى الشعب المصري، موضحًا أن نسب الاستفتاء تكون أقل بطبيعة الحال عن الانتخابات النيابية.   أحزاب كرتونية ويرى أسامة شلتوت، رئيس حزب التكافل الاجتماعي، أن مصطلح الأحزاب الكرتونية التي كانت موجودة في الفترات السابقة لن يكون لها وجود؛ حيث يرى أن القبضة الأمنية إبان حكم النظام السابق هي التي أدَّت إلى تهميش دور الأحزاب السياسية في مصر، موضحًا أن الأمن لعب دورًا كبيرًا في تقييد الحياة السياسية بل وقتلها، عندما توغل داخل الأحزاب لتطويعها لحساب الحزب الحاكم، من خلال صورية المعارضة التي تقوم بها تلك الأحزاب.   ويرى شلتوت أن الحياة الحزبية في مصر في الفترات القادمة ستكون في أوج ازدهارها، مرحبًا بكثرة الأحزاب السياسية، بل ومطالبًا بالسماح بإنشاء أحزاب أخرى، والتغاضي عن الشروط القاسية التي تمَّ وضعها لذلك.   وطالب الدكتور شلتوت بإتاحة الفرصة للأحزاب للخروج في وسائل الإعلام المختلفة المقروءة والمسموعة؛ من أجل عرض برامجها المختلفة على المواطنين.   تكتل الصغار من جانبه، يرى الدكتور جمال عبد الجواد، مدير مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام، أن كثيرًا من الأحزاب السياسية التي تسعى للحصول على تراخيص الظهور على الساحة السياسية لن تنجح في تحقيق كلِّ الشروط المطلوبة، وخاصة فيما يتعلق بالـ5000 عضو، وتكاليف نشر تلك الأسماء الخاصة بالمؤسسين في جريدتين يوميتين، موضحًا أنه لديه شكٌّ في نجاح تلك الأحزاب في اجتياز مرحلة التأسيس.   ويرى عبد الجواد أن الشروط التي تمَّ وضعها في الدستور من أجل إنشاء الأحزاب الجديدة سوف تجعل مهمة ترخيص حزب جديد أمرًا في غاية الصعوبة، وخاصة أن تلك الأحزاب الجديدة لا يوجد لديها أي تمويل في بداية الإنشاء.   وأشار إلى أهمية تكتل الأحزاب ذات القرابة الإيديولوجية؛ لتحقيق ما تربوا إليه من نجاح سياسي، مؤكدًا أهمية الشروط التي تمَّ وضعها من أجل تأسيس الأحزاب؛ لأنها في حالة نجاحها سوف تعمل على استمرار نجاح تلك الكيانات الحزبية، وأنها ستكون بذلك مؤشرًا بقدرة تلك الأحزاب على الاستمرار بشكل ناجح في الحياة السياسية في الفترات القادمة.   وأشار إلى أن فشل الأحزاب التي تسعى للحصول على ترخيص الإنشاء في الوفاء بالشروط التي تمَّ وضعها لا يمنعها من المشاركة السياسية؛ حيث يجب عليها الانخراط في الحياة السياسية من خلال الاشتراك في الأحزاب القائمة، والعمل على إحداث تغييرات سياسية من خلال إنشاء تكتلات سياسية مختلفة.   ويشير عبد الجواد إلى تفاؤله من كثرة الأحزاب السياسية التي تسعى إلى الظهور في الفترات القادمة؛ نتيجة لأن مصر حرمت من الممارسة السياسة فترات كبيرة في السابق، وبالتالي هناك تعطش من جانب القوى السياسية والشعب للمشاركة الفعالة، والعمل على الدخول في دوائر صناعة القرار، لا المراقبة والترقب فحسب.   تنوع إيجابي من جانبه، يرى الدكتور عماد جاد أهمية الزخم السياسي في الفترات القادمة، موضحًا عدم وجود أي عذر للقوى السياسية في الفترة القادمة، بل عليها الانطلاق بشكل كامل نحو إرساء قواعد الديمقراطية في مصر, ولا يرى أي غضاضة في زيادة أعداد الأحزاب السياسية الفترة القادمة، بل يرى أن ذلك له دلالة إيجابية على تعافي الحياة السياسية من القيود السابقة التي كان يفرضها النظام المخلوع.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل