المحتوى الرئيسى

أسدان

05/28 10:24

بقلم: كمال رمزي 28 مايو 2011 10:19:42 ص بتوقيت القاهرة تعليقات: 0 var addthis_pub = "mohamedtanna"; أسدان  أحيانا، يبدو الشعب المصرى فى قمة التحضر، يحتكم للعقل، يتصرف بمنطق مبنى على وضوح الرؤية، وبشجاعة. آية هذا الاتجاه قيام الشباب بكنس وتنظيف الميادين والشوارع التى اندلعت فيها المظاهرات، ثم تولى الناس مسئولية الدفاع عن مناطقهم أمام المجرمين الهاربين من السجون.. لكن، فى أحيان أخرى، تفاجئنا وقائع وأخبار تشير، بوضوح إلى أننا نعيش قاب قوسين من الجنون والسلبية، ودليلى يتمثل فيما تناقلته الصحف من غرائب لم تجد أى صدى لها، فى قنواتنا التليفزيونية، برغم ما تتضمنه من معان خطيرة، جديرة بالالتفات.رجل، يتمتع بقوى خارقة، يقفز من الدور العاشر من دون أن يصيبه أذى، تمر فوقه عربة كبيرة ولا تفعصه، يستطيع أن يجر، بأسنانه، سيارة.. هذا النوع من أصحاب القدرات الخاصة، غالبا يعمل فى السيرك أو الملاهى الليلية، شأنه شأن آكلى الزجاج وبالعى الزلط والممدد فوق أسنان المسامير والسائر فوق جمر ملتهب.. لكن صاحبنا، المصرى، خريج كلية الشرطة فى الإمارات، الميسور الحال، اشترى أسدا من الغابات الأفريقية، يزن 280 كيلو جراما، بمبلغ 25 ألف جنيه، وجاء به إلى الوطن، وأخذ يرعاه بكل إخلاص، ليس لوجه الله، ولا لأنه يحب الأسود، إنما بغرض تجهيزه ليوم معلوم. فالرجل قرر أن يصارع الأسد، فى مباراة موت، تحت سفح الهرم. داخل قفص حديدى، وفى حضور تغطية إعلامية عالمية، بهدف إنعاش السياحة.. الفكرة الخرقاء لا تحتاج لتعليق بقدر ما تثير أسئلة.كيف دخل الأسد للبلاد، ثم تم نقله إلى المنصورة، وأين يعيش الآن، وما جدوى المشروع العجيب، وأى بطولة فى قتل أسد من شدة اللكمات والشلاليت والعض؟. وأعترف: أتمنى أن ينتصر الأسد الأسير، برغم أننى سأكون حزينا من أجل الرجل القتيل، المتهور، الذى سيتسبب فى فلسعة السائحين بدلا من إبقائهم، أما الواقعة السوداء الثانية فبطلها ليس أسدا فقط، لكن أسدا وصقرا جارحا.. صاحبهما مجرم، مسجل خطر، بلطجى، تاجر مخدرات. يسكن فى بيت بجوار ديوان عام محافظة الغربية بمدينة «طنطا» لا يبعد عن مديرية الأمن إلا بكيلو متر واحد. قامت قوات شرطة، مدعومة بقوات مسلحة، بمداهمة المكان. عندئذ أطلق المجرم غضنفره على الأشاوس، ولا أكتمك سرا أننى ضحكت فى كمى ــ والنفس أمارة بالسوء ـــ حين قرأت أن عددا من العساكر قفزوا من الدور الثانى وقد انتابهم الذعر من هول المفاجأة، ولكن البعض تماسك وأطلق وابلا من الرصاص حيث استقرت «200» طلقة فى جسد الأسد الأقرب للشبل. انتهت الموقعة بالقبض على الصقر، والتحفظ عليه فى المركز، بينما تمكن المجرم من الهرب.. وهلل الأهالى فرحا بمقتل الأسد الغلبان، الذى صور أحد الهواة جثته، أثناء إنزالها من عربة نصف نقل، وإدخاله «مركز شرطة طنطا»، وبينما يتوفر الشريط على مواقع «اليوتيوب» لم تقترب قنواتنا التليفزيونية من الموضوع، علما بأنه يفجر قضايا ملحة، لعل أهمها: لماذا رضخ الأهالى لابتزاز البلطجى الذى فرض عليهم الإتاوات، ولماذا صموا آذانهم عن سماع زئير الأسد الذى أكد التلاميذ أنه يسكن فى البيت.. هل هو الخوف أم التواطؤ أم السلبية؟. كلها حالات تستحق التوقف.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل