المحتوى الرئيسى

أحمد شكر يكتب: الإسلام والرق والشيخ الحوينى

05/28 09:42

بادئ بذى بدء أجدنى مضطرا لتوجيه اللوم الشديد للذين فتشوا فى هذا الموضوع وأخرجوه من المقبرة وأثاروا حوله كل هذا اللغط‘ لمصلحة من يستخرج كلام قاله أحد المشايخ منذ تقريبا عشرين سنة والبلد فى أمس الحاجة للهدوء والاستقرار والعمل والإنتاج ؟! 2- من المعروف أن كلام كثير من المشايخ ممن تغلب عليهم القراءة الدينية على القراءة السياسية تجد آراءهم فى عديد من القضايا تخرج عن العصر الذى نعيش فيه وتتناسب فقط مع الكتب التى توجد بها! 3- إن كلامى هذا ليس دفاعا عن الإسلام‘ فليس الإسلام متهماً بشىء حتى ندافع عنه وإنما لتوضيح الرؤية فقط! 4- الرق ليس ابتداعا إسلاميا، كما أنه لا يمت بصلة لأى فرع من فروع التشريع الإسلامى على سبيل الثابت الذى لا يتغير فليس الرق جزءًا من ديننا ولا من شريعتنا وإنما جاء الإسلام فوجده موجودًا كنظام سياسى متعارف عليه دوليا؟ 5- مع بغض الإسلام لمبدأ الرق واحترامه لحقوق الإنسان ومساواته التامة بين البشر فى الحقوق فإنه تعامل مع مسألة الرق بطريقة سلسة: فقد ضيق مداخله من الحروب باعتماد المن والفداء للأسرى ووسع مخارجه بأن جعل العتق كفارة لكثير من الأحكام ككفارة الأيمان والظهار ولا يوجد هذا الأمر إلا فى التشريع الإسلامى.. والأحاديث التى تبين فضل العتق ما أكثرها! 6- لم يصدر التشريع الإسلامى حكمًا قاطعا فى الرق حتى يتيح للدولة فرصة المعاملة بالمثل مع أى دولة قد تسترق مواطنى الدولة المسلمة وليس زماننا هذا نهاية التاريخ! 7- القانون الدولى حاليًا يجرم الرق وتوجد اتفاقية جنيف الرابعة لمعاملة الأسرى والمدنيين فى وقت الحرب، وهذه الاتفاقية تمثل فى جوهرها روح الإسلام بلا مبالغة وسيحرص عليها المسلمون بل سيسعون لضمان التطبيق الفعلى لهذه الاتفاقية بشفافية كاملة. 8- ما قامت به أمريكا من خرق لهذه الاتفاقية فى العراق وأفغانستان وما يقوم به الكيان الصهيونى فى فلسطين لا يسوغ لنا تقليدهم إن واتنا الفرصة جدلا لأنهم ليسوا قدوة لنا‘هم قوم لا خلاق لهم وشتان بين أصحاب حضارة الرحمة والبرابرة والتتر والنازيين! 9- وقت وجود إماء وعبيد فى المجتمع الإسلامى كانت لهم حقوق من الناحية المعنوية ومن الناحية الاجتماعية ما يفوق بكثير حقوق المواطن حاليًا فى بعض الدول التى تدعى الإسلام والديكتاتورية دينها وديدنها والفرد فى دولته وبلده لا يتساوى مع بعض حيوانات كبار القوم وسل عن كرامة الموطن فى أمن الدولة فى العهد البائد كم كان يساوى؟ 10- إن المواطنة أساس الحقوق هذا الذى يتناسب مع روح الإسلام وهذا الذى يجب أن نسعى إليه وندعمه جميعاً! 11- أخيرًا كلام الشيخ أو غيره لا يمثل إلا رؤيته الخاصة وليس حجة علينا وإن كنا نعطيه الحق فى الرأى نعطى لأنفسنا الحق فى الرد عليه فى احترام كامل ولم أسهب فى سرد الأدلة لأنه مقال وليس بحثاً ومن يريد المزيد فكتب السياسة الشرعية وغيرها تمتلئ بالإفاضة فى هذه المباحث ومصر فى حاجة إلى رص الصف ولم الشمل والعمل وترك الجدل، ولكن الجند الذين تكثر فيهم الراحة يجيدون المشاغبات لك الله يا مصر!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل