المحتوى الرئيسى

وضع الجيش فى الجمهورية الجديدة

05/28 08:29

ما هو وضع الجيش فى الجمهورية الجديدة؟.. بمعنى، هل يكون القائد الأعلى هو رئيس الجمهورية؟.. هل يكون الجيش للشعب لا للرئيس؟.. هل يقف على الحياد؟.. هل هو يحمى البلاد فقط؟.. أم ينفذ أوامر القائد الأعلى؟.. اضرب فى المليان، يضرب فى المليان.. هل هو جيش يحمى الشعب، ولا يحمى النظام؟.. كما حدث فى ثورة يناير؟! أولاً أريد أن أشير إلى قرار المجلس العسكرى عدم التواجد فى جمعة الثورة الثانية أمس.. فالقرار يترك الأمر للثوار أنفسهم، بحيث يديرون ثورتهم.. بلا جيش وبلا شرطة.. ربما أتفهم هذا القرار، لكنى أتحفظ عليه وأختلف معه.. لأنه درس على كبير للثوار، ولعب على كبير من المجلس العسكرى.. يشبه عملية التأديب للثورة، أكثر مما يعنى إتاحة الحرية الكاملة لها! أعرف أن هناك اتجاهاً بأن الثورة الثانية كانت موجهة ضد المجلس العسكرى.. وأن جمعة الغضب كانت ضد الجيش، وليس ضد النظام.. فأراد المجلس العسكرى أن يقول لهم: تخيلوا أنفسكم بلا جيش وبلا شرطة.. وهذا القرار يشبه عندى نوعاً من الانسحاب، الذى قررته الشرطة، ولم ترجع عنه حتى الآن.. صحيح أن الجيش يجرب، ولكن ليس هذا هو وقت التجريب أبداً! أعود من جديد إلى السؤال الأول: ما هو وضع الجيش؟.. ولماذا يثار هذا الكلام الآن؟.. وهل هو فى مصلحة الجيش، أم فى مصلحة الشعب ومصلحة الوطن؟.. الحقيقة أن هذه المطالبة صدرت عن اللواء ممدوح شاهين، عضو المجلس العسكرى.. وكان هدفه تحقيق وضع خاص للجيش فى الدستور الجديد، يحميه من «هوى الرئيس».. ولابد أن نضع تحت هذه العبارة ألف خط! ودون لف ولا دوران، لا نعرفه ولا يعرفنا.. أتفق مع ما قاله اللواء شاهين.. فهو لم يطلب شيئاً فيه ميزة للجيش، بقدر ما فيه ميزة للوطن.. ثم إن هذا المطلب يحقق للقوات المسلحة «نوعاً من التأمين حتى لا تكون تحت هوى رئيس الدولة، أياً كان شخص أو شكل هذا الرئيس».. هناك أيضاً رأى بعدم طرح الأمور الخاصة بالقوات المسلحة فى البرلمان.. كأنه يريد تطبيق النموذج التركى! هناك أسباب لهذه المطالبة الآن، منها أن الدساتير القديمة كانت تنص على أن الجيش يحمى الشرعية، أما فى النص الحالى فدوره حماية البلاد فقط «وهو ما رأيناه فى تواجد القوات المسلحة فى الشارع، لحماية الشعب أثناء الثورة».. كما يقول «شاهين».. هناك أيضاً مخاوف من تغيير النص.. فقد كنا على شفا حرب أهلية، لو أن الجيش استجاب لطلب مبارك، بتسوية ميدان التحرير بالأرض! فما هو شكل العلاقة بين المؤسسة العسكرية والرئيس الجديد، الذى قد يكون مدنياً خالصا، أو مدنياً بخلفية عسكرية؟.. هذا هو السؤال الذى ينبغى الإجابة عنه، الآن وليس غداً.. فالهدف منه هو الحد من سلطة رئيس الجمهورية على الجيش.. وهنا فقط نطمئن على الجيش، ونطمئن من الجيش.. لأنه سيكون جيشاً يحمى الوطن، لا جيشاً يحمى شرعية النظام القائم! أخيراً، ما علاقة وضع الجيش بما حدث أمس فى جمعة الثورة الثانية؟.. أقول: العلاقة قائمة وواضحة.. لأن تقنين وضع الجيش سيريح الجميع.. وسيكون مصدر قوتنا وحمايتنا.. لا نخاف منه وإنما نخاف عليه.. لا نتظاهر ضده.. وهو أيضاً يعرف أن التظاهر حق مشروع.. وساعتها لا يمكن للجيش أن ينسحب ولا يغضب.. رداً على جمعة الغضب الثانية، أو الثالثة.. لا فرق!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل