المحتوى الرئيسى

المليارات لا الشعارات للربيع العربي!

05/28 04:35

راجح الخوري تزداد مخاوف ايران من "استيلاء" اميركا على "الربيع العربي"، الذي حاول محمود احمدي نجاد تصويره وكأنه حركة انقلابية متدحرجة تصب في مصلحة طهران وتؤدي الى قيام "الشرق الاوسط الاسلامي" الذي سيقوي محور الممانعة ويجعل من ايران قوة محورية في المنطقة كلها! لكن الامور لا تسير في هذا الاتجاه، المغرق في الرومانسية، كي لا نقول في الاوهام، لأن حركة التغيير ستأخذ الدول العربية في اتجاهات تناقض قواعد الاستراتيجية الايرانية، التي تحلم بدور امبراطوري، وتسعى الى تطويل اذرع نفوذها في المنطقة وعلى شواطئ المتوسط . ومع انزلاق الوضع في سوريا نحو الاضطراب المتصاعد، بدأت ترتسم معالم عزلة اقليمية تتهدد طهران، فمن الواضح الآن ان "الربيع العربي" سيجتاز مرحلتين: اولاً: مرحلة الاضطراب التي تنشأ بعد سقوط الانظمة الديكتاتورية، التي لم تسمح منذ عقود بقيام بدائل سياسية تتولى السلطة، وهذا ما هو حاصل في تونس ومصر وليبيا واليمن. ثانياً: مرحلة الاستقرار، التي يتطلب الوصول اليها عشر سنين واكثر، قياساً بكل التجارب المماثلة، من الثورة الفرنسية التي انزلقت الى الفوضى ثلاثين عاماً، وانتهاء بالتحول الديموقراطي في دول اوروبا الشرقية، التي لم تجد الاستقرار والركون بعد مرور 24 عاماً على سقوط الاتحاد السوفياتي وحلف فرصوفيا. وبصرف النظر عن كل هذا، فإن من حق المراقب ان يسأل: ماذا في وسع ايران، التي تعاني اوضاعاً اقتصادية صعبة، ان تقدِّم الى الثورات العربية غير الشعارات ذات البعد الاستعدائي مع اميركا والغرب؟ ليس في وسعها ان تقدم شيئاً، فها هي المليارات قد بدأت ترصــــــــــد للثورة في تونس ومصر [10 مليارات لمصر حتى سنة 2012 و25 ملياراً لتونس خلال خمس سنوات]، وها هي قمة الثماني الكبار تضع برنامجاً لمساعدة حركة التغيير في هذين البلدين . من دون هذا السخاء، الذي كانت السعودية سباقة فيه، عندما قدمت لمصر اربعة مليارات دولار، لا يمكن الحديث عن نهايات سعيدة للثورات وحركات التغيير. وعلى سبيل المثال يوجد في الخزينة التونسية الآن 459 مليون دينار ستدفع منها نهاية هذا الشهر 400 مليون رواتب للموظفين، ثم يظهر العجز. ومن دون المساعدات الاميركية والغربية، كان من الممكن ان ينزلق الوضع الى فوضى كاملة. اما في مصر، التي سعت للحصول على 12 ملياراً من البنك الدولي، فإن الامور اكثر دقة، بعدما عجز بنك التسليف الزراعي مثلاً عن تسديد فاتورة القمح، وبعدما تجاوز مجمل الخسائر في ثلاثة اشهر 25 ملياراً وانخفض التصنيف الائتماني للمصارف من مستقر الى سلبي. الثورات لا تحتاج الى دربكات وشعارات منمقة، بل الى العمل وتنمية الاقتصاد. ولعلم الجميع، إن المطلوب الآن هو توفير 50 الى75 مليون فرصة عمل لكي ينجح "الربيع العربي"! *نقلا عن "النهار" اللبنانية

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل