المحتوى الرئيسى

أساليب تعليمية مضحكةٌ مبكية...بقلم ميرنا سخنيني

05/27 19:45

منذ صغري و أنا اكره نظام التدريس في مدارسنا....لم يسأل وزراء التعليم في وطننا العربي ماذا يحب هذا التلميذ وماذا يكره فلماذا نحن مجبرين أن ندرس التاريخ والجغرافية وقومية كل بلد وان نحفظ القواعد العربية من مفاعل و مفاعلن ومفعولٌ به وفي النهاية لا نكون شيء من كل هذه المواد لماذا لا يوجد نظام تعليم يعتمد على شغف التلميذ حيال مادة ما وتنمية موهبته بها بالإضافة إلى الإطلاع على باقي المواد فمثلا ما ذنب الذي سيصبح عالم في الفيزياء أن يدرس لحوالي الـ 10 سنوات أو أكثر الجغرافية والعربي والقومية ( الوطنية التي تحكي انجازات كل قائد دولة ما بالتفصيل الممل ) ولا يأخذ إلا3 ساعات في الأسبوع من المادة المولع بها..نسأل دوما لماذا الدول الغربية متفوقة علميا علينا لأنهم اهتموا بتمنية مواهب الإنسان أما نحن ما نزال نهتم بتبجيل فلان وقرأت شعر فلان و حفظ كلمات كاتبٌ ما ربما مجبرا اختار الكتابة أو الشعر...لو نظرنا حولنا لوجدنا كبار الصحافيين العالميين لم يعرفوا طريق كلية الإعلام والصحافة وإنما نموا مواهبهم بها وكذلك الأمر بشاعرٌ لم يتجاوز الـ 7 سنوات لم يطرق بحور الشعر العربي بعد ولكن الله منحه هذه الموهبة...فجدتي مثلا كانت قابلة لم تتعلم إلا القرآن الكريم و برأيي هو أهم العلوم والمعارف ومع ذلك كانت من أهم النساء في عصرها وكانت تضاهي بعلمها كبار المتعلمات في المدارس وولد على يدها الآلاف الأطفال الذين هم اليوم بأرقى الأماكن... وجدي ذلك الفلاحُ البسيط الغني بحب الأرض هو اعلم من اكبر عالم بأقواله وحكمه...لماذا نجبر أطفالنا إلى الذهاب من الساعة الـ7 صباحا إلى الساعة الـ 3 عصرا إلى المدارس وتلقي موادً لا تشبههم ولا تشبه طموحاتهم المستقبلية وإذا عاد الطفل ولا يأخذ 10/10 تعم الأحزان والمأتم في المنزل ويحرم الطفلُ من المصروف ومن ممارسة هوايته وينال العقاب الذي هو مع العلم بأن ليس ذنب الطفل وإنما ذنب نمط التعليم السائد في وطننا العربي وهذا ما كان يحصل معي ومع أخواتي في المنزل مع العلم أن أمي وأبي من المتعلمين والمثقفين ولكنهم من متعلمين المدارس فكانت أمي تجلدنا إذا الله قد أتعسنا في هذا اليوم ولم نأتي بالعلامة التامة أو إذا ابنُ فلان تفوق وحصل على مجموع أكثر، فأخي الكبير مثلا درس العلوم السياسية في جامعة بغداد نتيجة تحدي لأحد الأشخاص الذي يعمل مع والدتي فقط لأنه قال لها أن العلوم السياسية تحتاج لمخ كبير ليستوعب موادها ، فأجبر أخي على دراستها والحمد لله انه كان محظوظا وأحب هذه الدراسة وتفوق بها مع العلم انه داخليا والى اليوم كان يتمنى أن يتعلم مهنة حرفية ، أما أخي الثاني حسن فكان بمثابة الثائر المتمرد في المنزل وما أن أنهى دراسته المتوسطة حتى اجبر أهلي على اختياره بأن يدرس في مهنية صناعية فكان الرفض والمأتم التي عمت المنزل ونعت بـ ( بالصايع ) حيث لا يدخلها برأيي أمي إلا ( الصويع ) مع العلم أن أبي متفهم لرغباتنا ومن أكثر الأشخاص احترما لها ولكن كما تعلمونا في وطننا العربي الكلمة للأم ومع ذلك أصر أخي الأصغر حسن أن يخوض غمار الثورة حتى النهاية وكان له ما أراد ودرس علوم الحاسبات المهنية وتفوق بها ، أما أنا الفتاة الأصغر في المنزل شاءت الظروف أن ننتقل إلى ليبيا إلى بلاد الزنقة زنقة ونعيش في منطقة نائية تسمى المطرد القريبة من الزاوية وكنت في الصف الثاني ابتدائي بعد أن درست الروضة في بغداد والأول ابتدائي في لبنان والثاني ولسوء الحظ في ليبيا وفي اليوم الأول لدخولنا المدرسة وجدنا المدير يبيع ساندويتش التونة والسردين الحارة وعندي دخولي الصف طلبت المعلمة الذكية أن نخرج أوراق ونجري اختبار وقد وصلتني الفكرة بعد انتهى الاختبار لأنها كانت تتكلم اللهجة الليبية العامية التي يصعب على بنت الـ 7سنوات أن تفهمها فكان الاختبار عبارة عن عملية ضرب وقسمة فما كان مني إلا أن قدمت ورقتي فارغة من أي رقم لأنني بالأساس لم افهم ما أردته هذا الغبية ولم تحاول هي أن تنظر إلي بأنني طفلةٌ لا تفهم ما تقوله هي ، فكانت علامتي صفرا وهذه أول صفر وأخر صفر حصلت عليه والمضحك المبكي أني أتيت إلى البيت واثقةُ النفس وقلت لوالدتي ببراءة الأطفال ( ماما أنا ما بخبي عليكي ومني متل اخواتي انا اخدت صفر اليوم ...، فصرخت أمي صفر صفر ،بعد ذلك تداركت أمي الموقف وفكرت بأن لابد أن يكون هناك خطئ ما قد حدث وذهبت إلى المدرسة وبحثت مع الإدارة الأمر ، وتبين آن كلنا منا أنا والمعلمة نتكلم باتجاه فأنا أتكلم بلهجتي الفلسطينية اللبنانية وببراءة الأطفال والمعلمة تتكلم بلهجة الزنقة زنقة وتخيلُ كيف سيكون الموقف بين طفلة و بين زنقة زنقة ، وبعد ذلك مرت السنة على خير لأنه لا يوجد بالأساس شيء اسمه علم عندهم في المرحلة الابتدائية وبعدها خرجنا من ليبيا حاملين معنا ذكريات دراسية مضحكة مبكية... وبهذا نجد أن أنظمة التعليم لدينا تبقى تدرس حياة هذا الزعيم منذ ولادته حتى مماته وكأن الله قد ميزه عن باقي البشر فقط لأنه رئيس هذا البلد الذي نعيشُ فيه وعند ذكر اسمه طبعا يعم التبجيل والتصفيق الصف وننعته بـ حفظه الله ورعاه أو الرئيس الخالد مع انه لا خالدٌ إلا الله.... مضحكا مبكا ما يحصل معنا منذ الطفولة إلى أن نتخرج... واعدكم بتتمة رحلتي الدراسية أنا وإخوتي بين تونس وبغداد وليبيا ولبنان وسوريا والأردن فكنا كالعصافير نأكل كل فترة من بلد..... ميرنا سخنيني

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل