المحتوى الرئيسى

أمريكا لست قدرا الا على الضعفاء ، والامة ليست ضعيفة بل مستضعفة بقلم : حمدي فراج

05/27 19:21

أمريكا لست قدرا الا على الضعفاء ، والامة ليست ضعيفة بل مستضعفة 27-5-2011 بقلم : حمدي فراج لا أحد يجب ان يستهين بالفيس بوك ، خاصة من جماهير هذه الامة التي يربو عدد سكانها على سكان امريكا ، التي صفق كونغرسها مؤخرا لزعيم اسرائيل بنيامين نتنياهو خمس وسبعين مرة ، لو كان امريكيا لما حظي بهذا الكم من التصفيق ، وهو لو حمل في خطابه بشرى توقيع السلام مع شعب لطالما عاش وما يزال تحت حراب إحتلاله ، لو حمل موافقته على انهاء معاناة خمسة ملايين من لاجئيه ، لو وافق على تقسيم القدس عاصمة للدولتين ، لو وافق على تفريغ المستوطنات ، لقلنا ان الكونغرس وجد نفسه مضطرا للتصفيق ، ولقنا ان هذا زعيم حقيقي ، قلب مفاهيم العنصرية التي دأب زعماء اسرائيل على التنفس من زفيرها عقودا طويلة ، للدرجة التي يحاولون معها إعادة عجلة الزمان الى الوراء الاف السنين ، سألت : ما الفرق من الناحية الجوهرية بين اسامة بن لادن الذي اراد اقامة النظام الديني والخلافة الاسلامية ، وبين نتنياهو الذي يريدها دولة يهودية ويطالب ضحاياها الاعتراف بها كذلك ، الاول يتلقى الرصاص في رأسه ، والثاني يقاطع بالتصفيق خمس وسبعبن مرة ، ربما يقول لك امريكي من الحزب الجمهوري او الديمقراطي ، فهما فقط الحزبان اللذان حكما امريكا منذ تأسيسها قبل اقل من مئتين وخمسين سنة ، ان الدولة اليهودية التي ينادي بها نتنياهو ستكون يهودية ديمقراطية ، وهذا أشبه بالذي "وافق على بناء كنيسة في مدينة اسلامية ، شريطة أن يكون الخوري منا" . إذا كانت الديمقراطية لا تستطيع تجاوز اهم مقومات العنصرية ، وهو الدين ، بعد العرق واللون ، فكيف إذن تكون ديمقراطية . ليست امريكا ذات التاريخ القصير مقياسا بتاريخنا ، افضل منا ، ولا عدد سكانها ، ولا بما نتحلى به من قيم ومباديء ، فقط لأن لها قيادة افضل من قيادتنا ، وبالادق ، لأن لدينا قيادة وانظمة بالكاد تجد من هو أكثر سوءا منها في اربعة ارباع الكوكب . وكان آخر الامثلة ممن نستطيع التحدث عنهم اليوم ببعض من الحرية ، الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك ، اسمه الثلاثي لا يدل على مسماه ابدا ، لا في "التحميد ولا في التحسين ولا في التبريك" ، وتبين لنا ان نتياهو اعلن الحداد السري عليه لدى رحيله ، واطلقت عليه المؤسسة الامنية الاسرائيلية انه صهيوني مخلص ، هل يرقى أحد الشك ، انه الزعيم العربي الوحيد الذي يدين بالصهيونية وله نفس بريق الاسماء الايجابية ؟ وعودة الى ثورة الفيس بوك التي أطاحت بمبارك ، في الطريق نحو الاطاحة بآخرين ، وهي التي حركت الناس بعشرات الالاف في ساعة صفر واحدة على جميع حدود دولة الاحتلال ، ما لم تفعله جيوش الانظمة ، لا ولا مغاوير الثورة المسلحة ، ونميل ان الجماهير العربية ستوجه رأس حربة "فيس بوكها" الى امريكا ، ليس لمحاربتها ، ولا لمحاصراتها من وراء محيطاتها ، بل لتكف يدها عن امتنا ووطننا ومقدراتنا .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل