المحتوى الرئيسى

العشق الممنوع ... بقلم محمد عطاالله التميمي

05/27 18:28

كم ان العشق رائع ،، وكم ان العشق يحمل في طياته مشاعر لا تستطيع الكلمات وصفها ، ارتبطت هذه الكلمة عبر التاريخ بكثير من المواضيع والروايات ، وامتزجت مع عبارات الحب والسياسة والثقافة والابداع ، العشق ليست مجرد اغنية ترددها هيفاء وهبي على مسارح ستار اكاديمي ومهرجانات دبي والقاهرة للعمل السينمائي ، بل هي كلمة تخلط في حروفها ما بين ثقافة الانتماء والولاء ورمزية حضارية انسانية يشهد عليها التاريخ الماثل امامنا . وحين نتحدث عن العشق فلا بد ان نذكر الوطن الذي لا عشق مثله او بعده ، وطن مستعدون للتضحية لاجله ولاجل الدفاع عنه امام الاعداء ، وكل هذه الدماء التي سالت في شوارع وميادين فلسطين وخارجها وكل هذه الاهات والالام التي يتعرض لها الاف الاسرى واهلهم ، لم تأتي الا دفاعا عن الوطن وعشقا له وانتماءا لترابه واهله . لا اعرف ما الذي تغير وما الذي جد في هذه الايام فاصبحت ترى ان الشاب العربي بشكل عام يسرف كل وقته في عشق وحب الفتيات ولا يأخذ الوطن من وقته دقيقة واحدة ، هل هو الخوف ! ام هي المراهقة ! لا اعرف صدقا ما الجواب حتى ان البحث على جوجل لا يجدي نفعا للاجابة على هذا التساؤل ، الشباب بما يحملونه من طاقات هم العمود الفقري لكل مجتمع انساني ، وهذه الحالة من الضياع في الشباب العربي تدعونا الى وقفة تأمل ومراجعة حساباتنا على كل صعيد . واضح انه حين تحركت طاقات الشباب في تونس ومصر غيرت ما لم تغيره العمليات الانتحارية والانقلابات العسكرية ودفعت عددا من الدول العربية الاخرى الى الالتحاق بهذا الحراك الشبابي ، ولكن ليس يكفينا ذلك ، يا معقل الشباب .. اليس ياسر عرفات ذلك القائد الرمز الشهيد صنع للثورة الفلسطينية مفاهيم وتقاليد وقلب الدنيا رأسا على عقب وهو شاب وطالب جامعي ، حين اختار مع ابو جهاد وابو اياد ومئات القادة العظام مجد الامة والشعب الفلسطيني ، وامثالهم كثر ، انا لا اقول يجب ان نبقى نقاتل وان نحب الموت ، بل ان نحب الحياة وان نعشق ونمزج مع عشقنا حبا لهذا الوطن واستعدادا لبذل كل الجهود في سبيله . قيل تغيرت الدنيا ، ثم قيل اسرائيل تتلاعب في المنطقة وتعمل على تخريب المفاهيم التربوية والاخلاقية ، وقيل ايضا ان ثورة الانترنت والتواصل الاجتماعي ساهمت في ضياع هذه الشريحة الكبيرة من الشباب ، والعلاج دائما هو القمع الاسري وكأن القمع ينفع ، علما انه ان لم نعمل على خلق جهاز امني في داخل قلب كل شاب وفتاة يحاسبه ان اخطأ ويصوبه ، واعتقد ان المعاناة ستزيد حتما وان حالة الضياع سترافق ملايين الشباب العربي في غياب متابعة سياسية وثقافية واجتماعية مناسبة ، وامام كل هذا يتردد سؤال واحد بحاجة الى اجابة من كل شاب عربي وشابة عليه ، هل اصبح عشق الوطن نوعا من انواع العشق الممنوع ؟؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل