المحتوى الرئيسى

القضية الفلسطينية بقلم:د.عبد الرحيم كتانة

05/27 15:45

القضية الفلسطينية ... انتهت؟ يعج التاريخ البشري باخبار المؤامرات والاحتلالات ،والتي تنقسم الى عدة انواع منها :الالغائي كما حدث في امريكيا حيث اباد القراصنة الاوروبيين السكان الاصليين في امريكيا الشمالية(الهنود الحمر) وابادوا ،ايضا،السكان الاصليين في استراليا وبنوا دولهم على جماجم البشر، وهناك الاحتلال العنصري الذي انتهى بعد نضال طويل من اصحاب الارض الى الاعتراف بحقوقهم ( جنوب افريقيا ) ،وهناك احتلالات انتهت بطرد الغزاة والاستعمار عبر نضال الشعوب.والامثلة هنا لا تعد ولا تحصى: من فيتنام الى الجزائر وما بينهما وبعدهما، اما الاحتلال الصهيوني لفسطين فلا زال عالقا دون حل. وتكاد فلسطين وقضيتها تضيع في دهاليز المفاوضات والمناورات . صحيح ان الكيان الصهيوني يتفوق على الفلسطينيين والعرب عسكريا ويحظى بتحالفات قوى استعمارية ودول عظمى ويملك ادارة وتنظيم يعجز العرب ان يأتوا بمثلها ، الا ان الصحيح ، ايضا ان الشعب المحتل هنا - الشعب الفلسطيني- شعب ضعيف وممزق و جعلوا منه منافقا, وقيادته عبر التاريخ ليست مؤتمنة على نضاله ويسهل عليها الذل والهوان والتنازلات مقابل المكاسب الشخصية التي ينعمون بها من المحتل واعوانه.نعم لقد فشلنا في " الحرب" و" السلام" و"البناء". فشلنا في كل شيء ونطلق الزغاريد والرصاص ابتهاجا بانتصاراتنا ، الم نطلق اربعة ملايين رصاصة عندما خرجنا من بيروت ابتهاجا بالنصر؟! الفرق بين قضية واخرى ليس في قوة الاحتلال ، فالاحتلالات كلها قوية ، بل الفرق بين شعب وقيادة تقاوم الغزاة واخرى ذليلة . اعلم ان الكثيرين سيثورون على هذا المنطق، سيقولون اليس كفرا ان تصف الشعب الفلسطيني الذي ناضل وقدم التضحيات الجسام بانه شعب متخاذل؟ اقول نعم ، لقد قدم الشعب الفلسطيني الكثير ولكنه سكت ونافق القيادات التي تاجرت بدمائه ، فماذا تسميهم اذن؟ ان القيادة الفلسطينية لم تكن ابدا بمستوى تضحيات شعبها ، بل كانت افشل محامي لاعدل قضية. اليس نذالة ان تصبح قضية الفلسطينيين هي الراتب الذي يدفعه العم سام ومن لف لفه مقابل 78% من فلسطين والحبل على الجرار؟.حتى ما تبقى من الارض - الضفة وغزة - يتم قضمها وتهويدها تدريجيا ولم يتبقى منها ، بفعل عبقرية قياداتنا ومفاوضيه سوى اقل من خمسين بالمائة من مساحة الضفة الغربية وقطاع غزة .لقد قالها قادة الكيان بالفم الملآن :لا قدس عاصمة لكم ولا عودة لحدود 67 ولا انسحاب من الاغوار ولا عودة للاجئين ...يشترك في ذلك اليسار واليمين والديموقراطيون والجمهوريون ,الا تصدقون ؟ وماذا تنتظرون؟اتبحثون لهم عن عذر للعودة الى المفاوضات .وعندما اشترطتم بتجميد!! الاستيطان لمدة ثلاثة اشهر رد عليكم ليبرمان " لن نوقف الاستيطان حتى لثلاثة ساعات". لم يخبرنا التاريخ عن قيادة لشعب تحت الاحتلال تزداد ثراء يوما بعد يوم ، ولم يخبرنا عن قيادة لشعب تحت الاحتلال همها الاساسي الحفاظ على امن المحتل وليس على امن شعبها ،عبر التنسيق الامني مع المحتل ,ولم يخبرنا عن قيادة يتهاوى سقفها السياسي و"ثوابتها "كلما زادت تضحياته وزاد عدد شهدائه وجرحاه ومعتقليه, ولم يخبرنا عن " ثوار" يعيشون حياة البذخ كالملوك ، يملكون القصور والخدم والحراسات والسيارات التي لا يملكها امراء النفط ، ايفترض ان تكون هذه ثورة منتصرة؟؟ ايعقل ان تكون نهايتنا راتب من المحتل يصلنا برضاه ويقطع عنا ان غضب؟؟؟ وان غضب تنقض السلطة على شعبها لتصادر ما يملك - تحت مسميات الضرائب-من اجل اطعام موظفيها؟من يتجرأ ان يصف موظفا في سلطتنا بالمناضل؟ وهل بقي هذا المصطلح , اصلا ، صالحا؟ مناضل براتب؟ المناضل هو الذي يضحي بكل ما يملك من اجل قضية عادلة دون مقابل ، فماذا يسمى اذا اذا كان ينتظر الراتب ونهاية الخدمة( انظروا ماذا اصبح تسمية المناضلين - المتقاعدين العسكريين والمدنيين- المحارب الذي انهى مهمته - حرر وطنه - وهو يستريح الآن ...نهاية خدمة !!؟؟، خدموا ،وحرروا بلدهم وينتظرون المكافآت ، وهي بالمناسبة مئات الاف الشواكل واذا تأخرت المكافآت والحوافز وكوبونات البنزين وكروت الموبايلات ثاروا وغضبوا ونعلوا ابو الصواريخ العبثية التي بسببها تاخرت عملية التحويل الاسرائيلية لاموالنا حسب اتفاقية باريس الاقتصادية . واذا كنت ،اخي المواطن تشك في كلمة اقولها فاذهب الى رام الله وانظر الى السيارات والقصور والبيوت الفارهة واستمع لكلام الناس ، ماذا يشغلهم ، اجزم انك لن تسمع نقاشا سياسيا حول افضل السبل، مثلا، للارتقاء بوضعنا النضالي!!! بالمناسبة هذه الكلمة ( النضال )ممنوع تداولها في قاموس السلطة. انهم ينهمكون فقط بالراتب والامتيازات والمهمات وبمبلغ نهاية الخدمة. ما الحل اذا ؟؟ ان بداية التفكير الصحيح يجب ان تبدأ بحل السلطة والتخلص من العار الذي لحق بالشعب الفلسطيني . اوسلو-هذه هي كلمة السر ، انظروا ماذا قال عنها رابين بعيد توقيعها بسنة ،عندما قدم تقريره لرئيس الكيان" قال رابين ان اعظم انجاز للحركة الصهيونية بعد قيام الكيان هو اتفاق اوسلو" اما نحن فنقول اعتمادا على هذا المنطق ان ثاني نكبة لشعبنا حدثت بعد ال48 هي توقيع اتفاق اوسلو.ان مسيرة المفاوضات العقيمة وفشلها وتصاعد عمليات المصادرة والهدم والاستيطان الذي تزايد بثلاثة اضعاف عنه ما قبل اوسلو والمراهنة على التغيير في السياسة الامريكية او الاسرائيلية والمراهنة على الرأي العام - سلاح الضعفاء- واخيرا وليس آخرا خطاب نتنياهو وتابعه اوباما قطعت قول كل خطيب. انتهت اللعبة – قالها كاتب امريكي معروف بتعاطفه مع نضال الشعب الفلسطيني بعد( اعادة احتلال الضفة الغربية بعدما كنا على ابواب سنغافورة وهونكونغ ). لم نعد مستعدين لتحمل هذا العاروالذل اكثر مما تحملنا لم نعد نصدق ان مصالحاتكم واجتماعاتكم ومؤتمرتكم من القاهرة الى موسكو تستهدف مصالح الشعب الفلسطيني وقضيته .انها مصالحكم فقط ..هكذا تقول لنا تجربتكم ( النضالية) . الوحدة والمصالحة على درب النضال والمقاومة... نعم ..اما المصالحة من اجل تقاسم الفساد فلا والف لا. عليكم ان تلقوا اوسلو في وجه اصحابها " الكيان الصهيوني والغرب "وان تزيلوا الغبار عن وجه الاحتلال الحقيقي ،عليه ان يتحمل تبعات احتلاله . لماذا يتوجب علينا توفير احتلال خمسة نجوم للكيان الصهيوني ؟ لماذا يتوجب علينا ان نستجدي رواتب ونعفى الاحتلال من مسؤلياته عن شعب تحت الاحتلال ؟ وهل نصدق انفسنا بالالقاب التي نتهافت عليها فالرئيس رئيس شو والوزير وزير شو والعميد على شو واللواء من اجل شو؟وعلينا ان نعيد القضية الى سكتها الحقيقة من حيث هي قضية احتلال لكل فلسطين وحقنا في كل فلسطين ومسؤوليتنا ان نستعيدها بالنضال بكافة اشكاله. عشرون عاما - منذ بداية المفاوضات المباشرة- ونحن نستجدي الاعتراف بعدالة مطالبنا ممن يصادرها وممن يدعم الاحتلال.. هل يعقل ان يطالب شعب تحت الاحتلال القوة المحتلة بالتفضل والاعتراف بعدالة قضيته ؟ الا اذا كانت قيادتنا تشك بعدالة قضية شعبها اصلا!. لقد راهنا عشرون سنة على اخلاق الغرب ورؤساءهم وانتظرنا طيبتهم واصلهم وفصلهم ولون بشرتهم وحلمنا طويلا بانهم سيتلطفون علينا بتصريح ويعترفوا بحقوقنا ؟! ولكنهم لم يصمدوا امام قوة اللوبي الصهيوني ساعات وايام ليلحسوا كلامهم ويتنافسوا فيما بينهم في دعم الكيان. لو قام اعضاء برلمان اي دولة بالتصفيق (واقفين) لرئيس دولة اخرى ( حتى العجائز منهم لم يستطيعوا البقاء في مقاعدهم اما حظوة نتنياهو ) ماذا كنا نسميهم؟ ان رساتهم كانت واضحة ان جميع الجمهوريين وجميع الديموقراطيين – بدون استثناء- مع لاءات نتنياهو. ولكننا بدلا من الاتعاظ اعطيناهم مباركتنا ووضعنا اوراقنا بين ايديهم وكل بيضنا في سلتهم لينتزعوا!! لنا حقوقنا من فم التمساح ،وضاعت عشرون سنة دون جدوى ( اللهم الامن خسارة الارض والبشر والحجر) واعترفنا ان المفاوضات عقيمة .. اذا لماذا لا زلتم في مواقعكم ؟ هل تريدون اجراء مزيد من التجارب علينا ؟ ماذا يفعل الجنرالات الامريكيون في بيتنا واجهزتنا وماذا يفعل قاتلوا الاطفال العرب بين ظهرانينا( بلير) ؟ هل تعلمنا الدروس؟ التجارب تقول اننا لم ولن نتعلم ... فالحياة بالنسبة للبعض منا مفاوضات ..فاذا ما اغلق باب التفاوض اغلق باب الرزق.. لذلك يصح القول الآن وبالفم الملآن حلوا السلطة وحلوا عنا. د.عبد الرحيم كتانة

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل