المحتوى الرئيسى

هؤلاء عاشوا في وجداني بقلم على عبد الفتاح

05/27 12:38

الأديب الكبير أنيس منصور هؤلاء عاشوا في وجداني الأديب أنيس منصور حين قرأت كتب أنيس منصور وأنا في مرحلة مبكرة من عمري شعرت بسعادة كبيرة .. لا ادري أسبابها.. وقلت لنفسي : - هل هذا هو الأدب من قصص وحكايات ..إذن أستطيع أن أكتب كل يوم مائة قصة مثل أنيس منصور... ولكنى حتى الآن لم استطع أكتب مثل أنيس منصور .. هذه الطلاقة في التعبير .. والبساطة في العرض .. والغزارة والعمق في التحليل .. لا شك تعبر عن موهبة ثرية بالمعرفة .. موهبة مقتدرة تغرف من بحر عميق في الأدب والشعر والرواية والدراسات الأدبية وحتى اليوم مازلت مأخوذاً بالطريقة الساحرة التي يكتب بها أنيس منصور وكلما كتبت مقالا عقدت مقارنة مع كتابات هذا الأديب الكبير حتى في كل مرة أشعر بالفشل والإحباط وكلما قرأت عن الأدباء الأجانب أحببتهم كثيراً وعرفت معلومات غزيرة عن حياة الأديب وعلاقاته وطريقة حياته وكيف كان يجلس وماذا كان يشرب ويأكل . وشعرت بالغيرة الشديدة حين قال طه حسين لأنيس منصور : - أنت أعظم قارىء في مصر .. وشاهدت على شاشة التلفزيون ندوة طه حسين التي كان يديرها أنيس منصور مع مجموعة من الأدباء منهم يوسف السباعي ونجيب محفوظ وعبد الرحمن الشرقاوي وآخرون. وسمعت طه حسين يقول : - لم أفقه شيئاً من عبقرية الصديق التي كتبها العقاد ودهشت .. كيف ذلك ؟ لقد قرأت أنا عبقرية الصديق وفهمتها جيدا . هل معنى ذلك أني أكثر عمقا في القراءة من طه حسين؟ وحين صدر كتاب " في صالون العقاد كانت لنا أيام " ضحكت وقلت ماذا سوف يضيف أنيس منصور عن العقاد لقد قرأت كتبه ومقالاته حتى روايته الصغيرة "سارة" التي لا تعتبر قصة أو رواية بل مجرد تحليل لمواقف المرأة وعلاقتها بالرجل . ولكن .. بعد أن قرأت كتاب : في صالون العقاد .. شعرت بالخجل من نفسي .. وأدركت أننى لم أكن اعرف شيئاً عن العقاد ودهشت أكثر .. كيف استطاع أنيس منصور تجميع هذا الكم الهائل من المعلومات والمواقف حتى كلمات العقاد وعلاقاته ومناقشاته وتعليقاته . وعدت إلي قراءة الكتاب مرة أخرى .. كنت اشعر بلذة غريبة في القراءة .. أشعر بالانسجام والمتعة خلال هذا الكتاب الرائع .. وفي أيام ولحظات كثيرة حين كنت اشعر بالحزن والاكتئاب الجأ إلى كتب أنيس منصور .. اكتشفت أن في كتبه علاجا للأكتئاب والاحساس بالقنوط والهزيمة .. حتى أني قرأت كتاب "وداعا أيها الملل" وكنت غارقا في بحار من الملل والضيق والحزن .. واذكر أني قرأت كتاب "200 يوم حول العالم " وأنا اجلس وحيدا مهموماً فإذا بي أسافر في صفحات الكتاب وتشرق أمامى الغيوم واضحك كثيرا واشعر بمتعة لا تنتهي . أما "كتاب الذين هبطوا من السماء " قرأته في القطار من القاهرة الي الإسكندرية .. وكتاب "للتاريخ أنياب وأظافر " قرأته وأنا في انتظار صديقة لي في احد المطاعم المطلة على النيل وحين حضرت شعرت بالضيق وقلت لها : - انتظريني حتى أنهي هذا الكتاب حالاً وشعرت بالغيرة وقالت غاضبة : - أتحب أنيس منصور أكثر منى ؟ خليه ينفعك ولم ارها بعد ذلك ولقد فقدت لقاءات كثيرة وأيام وحفلات بسبب كتاب أعيش معه أو كتابات أحاول أن انهيها. هذى قصتي مع أنيس منصور .. وحين التقيته في الكويت .. شعرت أن هذا ليس اللقاء الأول فهو معي كل يوم أحاول أن أقلد كتاباته واقتبس عباراته وأغار من دراساته عن الأدباء الأجانب وحكاياته عن حياته وأسرته وقد قال لي في هذا اللقاء : - بكيت مرتين .. عندما توفيت مارلين مونرو وعندما توفيت أمى. ونشرت الحوار صفحة كاملة في جريدة الرأى العام الكويتية التي كنت أتولى تحرير الصفحة الثقافية بها . وبالطبع مازلت اذكر اني كنت اتابع مقال "فكرة" للصحافي الشهير على أمين وبعد وفاته تولى اخوه التوأم مصطفى أمين كتابة "فكرة" وبعد رحيل مصطفى امين وجدت مقال "مواقف" بقلم أنيس منصور ومنذ ذلك اليوم حتى ألان وأنا أتابع "مواقف" أنيس منصور في جريدة الأهرام وأتابع كتاباته. وقلت له ذات مرة : - اذا أردنا النجاح لطلاب الثانوية العامة بتفوق يجب عليك أن تكتب لهم المناهج بأسلوبك أنت لأنه رائع وجميل ومذهل. ضحك أنيس منصور وقال : - ليس إلى هذا الحد وقد حاولت أن اكتب دراسات عن أنيس منصور ولكنى فشلت كتب الآلاف الدراسات عن كل الشعراء والأدباء العرب والأجانب نشروا في أكثر من 35 كتابا لي ولكنى فشلت في الكتابة عن الأديب الكبير أنيس منصور لأني أحبه بتطرف واعشق أدبه أكثر مما ينبغي ولا ادري كيف ذلك؟ أقول لكم الصدق .. حاولت الفكاك من اثر أنيس منصور على وجداني فلم أوفق في ذلك .. حاولت كثيرا ولكنه مازال يسيطر على أفكاري ومشاعري إلى الحد اننى فكرت أقوم بجولة حول العالم وأقدم كتاب حول العالم مثل أنيس منصور فكيف أتخلص من سحر كتاباته وكلماته لا استطيع حتى اليوم إنه مازال يقهرني كال يوم يقهرني

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل