محمد فرغلى يكتب: فى الثورة المضادة.. فتش عن تل أبيب

بادئ ذى بدء، ما حدث من مصالحة فلسطينية على أرض مصرية هو إنجاز تاريخى وبداية موفقة للسياسة الخارجية والمواقف السياسية المتبناة من دولة بحجم مصر، خصوصاَ بعد التردى المخزى لسياستنا الخارجية، وكيفية التعامل مع الأزمات الدولية، ومواقفنا تجاه الأخوة العرب خاصة دولة فلسطين. الآن وبعد أحداث إمبابة وأحداث ماسبيرو الدامية والعنف الطائفى المتصاعد من الجانبين، والذى كان عاجلا أم أجلا سيظهر نتيجة للجهل التعصب والكراهية التى بثها النظام السابق طوال حكمه، وعدم وجود حلول لتلك الأزمة فيجب النظر إلى تلك الأمور من جميع الجهات. أنا لست مؤيداً لنظرية المؤامرة وإرجاع جميع ما يحدث إلى المؤامرات الخارجية والجار الصهيونى، كما كان يروج فلول النظام السابق فى الماضى، ولكن هناك يد خفية الآن بدأت أو ستبدأ فى محاولة إجهاض الثورة المصرية، وإقامة دولة ديمقراطية لها دور مؤثر فى المنطقة. فإسرائيل ولأول مرة منذ زمن تقف مكتوفة الأيدى غير مدركة لما يحدث فى منطقة لم يكن متوقعا فيها حدوث تلك التغيير ولو الآن, وبعد أن كان كل هؤلاء الرؤساء معينين لخدمة مصالح إسرائيل بطريقة أو بأخرى، كما كان يفعل الرئيس السابق ما يملى عليه حرفيا كحبس أهل غزة, الإضرار بالاقتصاد القومى من خلال صفقة بيع الغاز, إفشال أى محاولة للصلح بين الفصائل الفلسطينية ومعاداة إيران .....إلخ سيصبحون معينين لخدمة شعوبهم، والارتقاء ببلادهم مما يخيف الدولة الإسرائيلية ويعيق مصالحها، ويهدد أمنها، خاصة مع دولة بينهم وبينها صفقة التوريث مقابل عمل أى شىء حتى لو كان الإضرار الصريح بمصالح الدولة، كما كان يفعل عميلهم الأمثل مبارك. إسرائيل فى حيرة الآن، فهؤلاء لا ينظرون تحت أرجلهم, لكن يعملون ويجتهدون لتحقيق نتائج مدروسة بعيدة المدى، ولذلك هم يسبقونا دائما، ولكن أعتقد أن ما حدث سبب خلل فى تلك النتائج المتوقعة، وهنا يأتى عمل استخباراتهم متمثلا فى الموساد، حيث سيعملون بكل جهد لاحتواء ما يحدث، فأعتقد أن الثورة المضادة ستنطلق هذه المرة من تل أبيب.