المحتوى الرئيسى

أزمة اليورو تلقي بظلالها على قمة مجموعة الثماني

05/27 01:55

ستيفن فيرلانغر وليز ألدرمان* تهيمن أزمة اليورو على اجتماع قمة مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى، في ظل تجدد مشكلات اضطراب الأسواق في اليونان، وما تسبب به في قلق الولايات المتحدة وتأثيرها على النقاش بشأن المدير الجديد لصندوق النقد الدولي. اجتمع القادة يومي الخميس والجمعة في منطقة دوفيل الفرنسية لعقد قمة غير رسمية حول القضايا الأمنية، والمشكلات المتوالية لليورو والانقسامات التي تسببها هذه المشكلات داخل أوروبا والتي تهدد بتضرر الانتعاش الغربي غير المتوازن. وقد حاول الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي تهدئة السندات العام الماضي، لكن المظاهرات التي خرجت تندد بإجراءات التقشف المالي في كل من إسبانيا والبرتغال واليونان، والمشاحنات بين قادة أوروبا حول المشكلات المالية لليونان ومعارضة المصرف المركزي الأوروبي لأي إعادة هيكلة لديون اليونان، تضافرت جميعها لترفع من معدلات الفوائد على السندات بشكل كبير خلال الأسبوع الماضي. ويرى بعض المحللين الماليين مثل بروس ستوكس، الذي يعمل في «جيرمان مارشال فاند» في واشنطن، أن مشكلات اليورو يمكن أن تدفع انتعاش الولايات المتحدة إلى مرحلة الخطر. وكتب في صحيفة «ذا ناشيونال جورنال»: «إذا ساءت الأزمة الأوروبية مرة أخرى فلن يتبقى لدى الولايات المتحدة سوى القليل من الأدوات اللازمة لمحاربة العدوى». ويقول نيكولاس فيرون، الزميل المشارك في «بروغيل»، معهد الأبحاث الاقتصادية في بروكسل، والأستاذ الزائر في معهد «بيترسون» في واشنطن: «يشكل اليورو بالنسبة إلى الولايات المتحدة مصدر قلق كبير. فالأميركيون يرغبون في تفادي اضطراب منهجي». لهذا السبب، أشار فيرون إلى أن الأوروبيين يرغبون في رئيس جديد لصندوق النقد الدولي سريعا، والحفاظ على التقليد في تولي أوروبي رئاسة الصندوق. وهناك إجماع كبير حول كريستين لاغارد وزيرة المالية الفرنسية، 55 عاما، المحامية التي تتحدث الإنجليزية والتي أعلنت ترشيحها يوم الأربعاء. وكان المسؤولون الأميركيون قد طالبوا بعملية اختيار مفتوحة وأثنوا على كل من لاغارد والمرشح المكسيكي أوغستين كارستنس بأنهما «موثوقان»، كما صرح بذلك تيموثي غارتنر وزير الخزانة الأميركي يوم الأربعاء. لكنه قال إن واشنطن تعمل مع جميع الأطراف لتأمين ضرورة أن يعمل الصندوق على عكس توازن القوى في العالم اليوم. وقد توارت مجموعة الثماني في ظل مجموعة العشرين، المجموعة الأضخم والأعلى اقتصاديا والتي جلست فيها دول تشهد سرعة في النمو مثل الصين والبرازيل وجنوب أفريقيا، إلى الطاولة لتعكس التحول في ميزان القوة في الاقتصاد العالمي. ويقول جان تيتشاو، مدير «كارنيغي أوروبا»، المكتب الأوروبي لمؤسسة «كارنيغي للسلام الدولي»: «صارت المنافسة على الريادة العالمية أكثر مما كانت عليه قبل الأزمة المالية العالمية». وبالمثل قال ديفيد شور من مؤسسة «ستانلي»، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها: «تتحمل مجموعة الثماني عبء إظهار قوتها وتأثيرها في عالم اليوم ذي القوى الاقتصادية والسياسية المتحولة». وسأل: «هل يوجد لاعبون دوليون على الطاولة للتعامل مع التحديات الكبرى؟». وإضافة إلى الشؤون الاقتصادية - تشمل التساؤلات المتعلقة بنية الرئيس أوباما بخفض عجز الميزانية - سيكون على القادة مواجهة الكارثة في منشأة «فوكوشيما دايتشي» للطاقة في اليابان وكيفية مساعدة «الربيع العربي» في شمال أفريقيا والشرق الأوسط على الرغم من أن الحرب التي يشنها «الناتو» في ليبيا تتجه نحو مأزق. ومن بين أكبر القضايا الأكثر أهمية كيفية تنشيط الاقتصادات العربية وتوفير فرص عمل في مواجهة أعداد كبيرة من الشباب العاطلين عن العمل واستمرار عدم الاستقرار. وكان الرئيس قد تعهد بخفض مليار دولار من الدين المصري وضمان مليار أخرى لتمويل البنية التحتية وتوفير فرص عمل جديدة حتى وإن سعى الكونغرس إلى خفض النفقات للسيطرة على عجز الميزانية المتضخم. وقد أبدت فرنسا رغبتها في دفع المصرف الأوروبي لإعادة التعمير والتنمية، الذي أنشئ للمساهمة في التحول الديمقراطي والاقتصادي في البحث عن الطرق التي يمكن من خلالها مساعدة مصر وتونس ودول البحر الأبيض المتوسط الأخرى. لكن قادة مجموعة الثماني يتوقع أن يجدوا أنفسهم منهمكين في محادثات حول مشكلاتها السياسية والاقتصادية التي تزداد عمقا مع ضعف الانتعاش الاقتصادي للولايات المتحدة وأوروبا. وقد أدت المشكلات التي اليونان - ازدياد السخط العام ببرامج التقشف هناك، كما هو الحال في البرتغال وإسبانيا - إلى حدوث انشقاقات وتصدع في العلاقات بين القادة الأوروبيين. وما لم يتم إعادة هيكلة الدين اليوناني وما لم تملك الدولة القدرة على جمع الأموال بأسعار فائدة معقولة في الأسواق الخاصة فسوف ينتهي الأمر بخروجها من مظلة الاتحاد الأوروبي. في الوقت ذاته ترتفع أسعار الفائدة على السندات الإيطالية والإسبانية حيث يستشعر المستثمرون الرفض والارتباك بين قادة منطقة اليورو. ويصف ستوكس أزمة اليورو بأنها حطام قطار يتحرك ببطء منذ تحركه العام الماضي. وعلى الرغم من مليارات اليوروات التي حصل عليها على هيئة قروض لليونان والبرتغال وآيرلندا، فإن المستثمرين باتوا غير متأكدين من قدرة هذه الاقتصادات على إصلاح ذاتها والتعافي مرة أخرى، أو ألا تصيب عدوى اليونان أيا من الاقتصادات الكبرى. في إسبانيا، تجاوزت نسبة البطالة 20 في المائة وخسارة مليوني وظيفة منذ بداية الأزمة وآلاف المحتجين - الذين ألهمهم «الربيع العربي» - الذين تجمعوا في مدريد لأكثر من أسبوع. *  «نيويورك تايمز»

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل