المحتوى الرئيسى

"رمضان 2011" على شاشة التلفزيون يستبدل الدراما ببرامج سياسية

05/26 21:20

دبي – نهى عمر بعد أن كان المشاهد العربي عامة، والمصري خاصة، يجد صعوبة في ترك جهاز التحكم عن بعد في شهر رمضان من كل عام، ليتنقل بين العشرات من القنوات العربية التي كانت تتنافس في ما بينها، ليتمكن من اختيار واحد من بين العشرات من المسلسلات التي اعتادت أن تجتاح شاشات التلفزيون، يأتي رمضان هذا العام ليكسر جميع المقاييس معلناً إفلاسه من المسلسلات. فمع تحرر بعض بلداننا العربية من رموز الفساد، وتحول الجزء الآخر منها الى ساحات قتال ضارية، تغير الوجه العام لرمضان هذه السنة، حيث اتجه معظم القنوات العربية لإنتاج البرامج السياسية أو برامج المنوعات ذات الطابع السياسي، لكن يبقى السؤال هنا: هل هذا النوع من الإنتاج كافٍ لسد الثغرة التي يتركها غياب المسلسلات؟ وكيف سيتأثر التلفزيون المصري الذي اعتمد على المسلسلات بشكل كبير في السابق من غيابها؟ أجاب المخرج المصري خالد يوسف عن هذا التساؤل في حديثه لـ"العربية.نت" قائلاً: "بالتأكيد سيتأثر التلفزيون المصري بغياب المسلسلات، ففكرة عدم شراء مسلسلات من السوق ستدفع المشاهد المصري للبحث عنها في قنوات أخرى، ومع غياب المشاهد تغيب الإعلانات ما سيؤثر سلباً على ميزانية التلفزيون". وأضاف يوسف "هناك قلق دائم في إدارة اتحاد الاذاعة والتلفزيون المصري، والجميع في حالة خوف، حتى لو كانت القرارات المتخذة صحيحة، ففكرة محاسبة أسامة الشيخ (الرئيس السابق لاتحاد الإذاعة والتلفزيون) وحبسه على ذمة قضية لا أعتقد أن فيها أي إهدار للمال العام. ففي النهاية أسامة الشيخ اشترى المسلسلات بالسعر الموجود في السوق، ولو لم يفعل ذلك لذهبت إلى غيره من القنوات، الأمر الذي جعل الجميع في اتحاد الاذاعة والتلفزيون يصاب بحالة من الخوف من اتخاذ أي قرارات أو شراء أي مسلسلات جديدة، فإدارة ماسبيرو الآن قائمة فقط على تسيير الأعمال". وأكد يوسف أن مصر بحاجة الى منظومة إعلامية تملك رؤية واستراتيجية جديدتين لتبتكر الطرق التي يمكن للتلفزيون المصري أن يعود من خلالها إلى ريادته العربية. أما عن رأيه في الأعمال الدرامية بالسنوات الأخيرة، فأكد عدم رضاه عن مستوى الأعمال الدرامية مع استثناءات قليلة، معتبراً أن السبب وراء هذا التراجع يعود لمنظومة الإنتاج "الفاسدة"، فيهتم المنتج بإرضاء وكالات الإعلان عوضاً عن إنتاج أعمال ذات قيمة. وصرح يوسف بانتظاره حتى ينتهي حظر التجول في مصر ليتمكن من عرض فيلمه الجديد "كف القمر" في دور العرض. منى الشاذلي ومن جهته، أكد الدكتور محمد خضر، مدير قناتي "دريم" الفضائيتين لـ"العربية.نت"، أن رمضان المقبل سيقوم على البرامج السياسية، تماشياً مع الأوضاع الراهنة في الوطن العربي، مشيراً الى أن البرامج السياسية التي كانت تتوقف في رمضان على شاشة "دريم"، سيستمر عرضها في رمضان القادم، منها برنامج "العاشرة مساء" (تقديم منى الشاذلي)، وبرنامج "الطبعة الأولى" (تقديم أحمد المسلماني). وأضاف: "سيكون لغياب المسلسلات تأثير كبير على ميزانية التلفزيون المصري، بالإضافة لبعض القنوات الخاصة المتخصصة لعرض الأعمال الدرامية؛ لأن معظم خارطة البرامج لهذه القنوات تعتمد اعتماداً كبيراً على المسلسلات، لذلك لابد أن يجدوا حلولاً لدعم المسلسلات التي ينتجونها، أو التي يقومون بشرائها، ليتمكنوا من تغطية الساعات المخصصة للدراما". ويرى خضر أن السبب في ارتفاع تكلفة إنتاج الأعمال الدرامية يعود الى غياب الدولة عن أعمال الإنتاج، تاركة الأمر في أيدي المنتج الخاص، الذي يدفع مبالغ هائلة كأجور للفنانين، وبالتالي يؤدي الى ارتفاع أسعار المسلسلات في السوق، مشيراً الى أنه لابد لشركات الإنتاج التابعة للحكومة (مثل صوت القاهرة) أن تعود للعمل وبقوة، خاصة أن الاحوال الآن مواتية لذلك والأسعار في انخفاض. وصرح خضر أن رمضان هذا العام على قناتي "دريم" سيعتمد بشكل كبير على البرامج السياسية، بالإضافة لعرض 3 مسلسلات فقط، والتي تم اختيارها بناء على فكرتها لا على اسم الفنانين المشاركين فيها، كما هو الحال في قنوات أخرى. واتفق الناقد السينمائي طارق الشناوي مع الدكتور محمد خضر، حيث قال لـ"العربية.نت": "ستحل البرامج السياسية أو برامج المنوعات ذات الطابع السياسي محل المسلسلات؛ لأن النجوم اليوم لم يعودوا نجوم الدراما بل نجوم المواقف، بمعنى أن المشاهد أصبح مهتماً أكثر بمتابعة الموقف السياسي للفنان، عوضاً عن تفاصيل حياته الشخصية، فمثلاً يسأل الفنان جمال سليمان عن رأيه في الثورة السورية، والممثل عادل إمام عن سبب تغير موقفه من الرئيس السابق حسني مبارك بنسبة 180 درجة، كما يسأل الملحن عمار الشريعي عن سبب تقديمه الأغاني عن حسني مبارك ومدحه إياه لمدة 12 عاماً ثم يأتي الآن ويهاجمه وينقلب عليه!". وأكد الشناوي أن نسبة الخسائر التي قد يعاني منها التلفزيون المصري قد لا تكون كبيرة؛ وذلك لأن البرامج السياسية ستأتي بالمشاهدين وبالإعلانات أيضاً، خاصة أن هذه البرامج ستتسم بالسخونة، وستعتمد على "اليوتيوب"، تحت مبدأ "إن كنت ناسي أفكرك"، خاصة أن الكثير من نجومنا يتنكرون مما يقولونه، لذا سيوفر هذا للمذيع أو طاقم إعداد البرنامج المادة الفيلمية اللازمة لتوثيق كل ما تم قوله. ووصف الشناوي الأعمال الدرامية في السنوات الأخيرة بالشخص ضخم الجثة عريض المنكبين، لكن بلا إبداع حقيقي، بمعنى أن الإنتاج ضخم جداً لكن بلا عمق. وصرح المنتج طارق نور، الذي يملك قناة "القاهرة والناس"، والتي لا تظهر إلا خلال شهر رمضان، قائلاً لـ"العربية.نت" إن التلفزيون المصري يتفاوض الآن مع أصحاب المسلسلات كي يقوم بعرض المسلسلات مجاناً على شاشاته، مقابل أن يعطيهم ما نسبته 50% أو 60% من ريع الإعلانات، مؤكداً أن هذه طريقة جيدة ليتمكن التلفزيون المصري من الحصول على المحتوى مجاناً، بالإضافة لاستقطاب الكثير من الإعلانات التي سوف تزيد من ربحه. وعن رأيه في الميزانيات الضخمة التي وضعتها الشركات لإنتاج الأعمال الدرامية، قال: "إن العملية هنا هي عرض وطلب، ففي حال وجود منتج مستعد لدفع الملايين لانتاج العمل الدرامي فهذا يعني أن هناك طلباً، لكن الأسعار كانت جنونية، وأكثر المتضررين هنا هم أصحاب القنوات؛ لأنهم هم من يقوم بشراء المسلسلات". وعن جديد "القاهرة والناس" في رمضان 2011، قال نور: "(القاهرة والناس) دائماً مختلفة، وكانت أولويتنا الأولى في البرامج التي قدمناها قبل الثورة هي الصراحة التامة، وبالطبع ستزداد جرعة الصراحة في برامجنا الآن، بالإضافة إلى عرض عدد من البرامج الساخنة، والكليبات التي اشتهرت بها "القاهرة والناس" والتي ترسم البسمة على وجوه المشاهدين، بالاضافة الى عدد من المسلسلات المتميزة. يُذكر أنه يتم حالياً تصوير عدد من الأعمال الدرامية التي من المفترض أن يتم عرضها في رمضان المقبل، منها: "الريان" بطولة خالد صالح، و"سمارة" بطولة غادة عبدالرازق ولوسي، و"آدم" بطولة تامر حسني ومي عز الدين، و"كيد النسا" لسمية الخشاب وفيفي عبده وأحمد خليل، و"الشحرورة" لكارول سماحة والمخرج أحمد شفيق، وهناك مسلسلات "ست كوم" ومسلسلات لا تتعدى ١٥ حلقة بدأ تصويرها هذه الأيام. ومن جانبها، نفت راوية بياض، رئيسة قطاع الإنتاج بالتلفزيون المصري، أن التلفزيون لن يعرض أي أعمال درامية، مؤكدة أنه سينتج خلال الفترة المقبلة ٦ مسلسلات فقط بنظام الإنتاج المباشر، وفي حدود إمكانيات التلفزيون، وأضافت أن الأمور داخل القطاع تسير بشكلها الطبيعي، ولن تخلو خريطة رمضان المقبل من مسلسلات تتنوع بين الاجتماعي والتاريخي والكوميدي والصعيدي يكتبها كبار المؤلفين أمثال محفوظ عبدالرحمن ويسري الجندي ومحمد صفاء عامر، حسب ما ذكرته صحيفة "المصري اليوم".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل