المحتوى الرئيسى

د.حمزة عماد الدين موسى يكتب: ثوراتنا و الطغاة.. الشعب عدواً

05/26 14:04

طغاتنا لطالما  عاملوا و تعاملوا مع شعوبهم كأنها قطعان مسيرة , أنعام خلقت لتكفل لهم قوتا من دماء أبنائها و عبيدا من عمالها و موظفيها , فسرعان ما أعلنوا عن هذه النظرة و هذا المبدأ عندما تحركت الشعوب لتفكر و تقرر أنها لم تعد ترضى بالعبودية ولن تقبل غير الحرية , فقرروا ذبح الشعوب , فهذه القطعان إذا لم تخدمهم و تؤكلهم و ترضى و تصمت و تستكين , لا تستحق الحياة , فكما الراعى عندما يقرر مصير إحدى نعاجة التى شاخت فلم تعد تلِد أو تُرضع فيرسلها إلى الجزار ليستفيد من اللحم و الجلد و الصوف .لقد أعلنوا الشعب عدواً , الطغاة و النظام و أجهزتهم الأمنية , فأعلنوا الحرب عليه , فى محاولة لارضاخة و إسكاتة و إستعبادة بعد أن شب عن طوق العبودية الذى كبلوه به لسنوات طوال . فالطغاة أعلن الحرب على الشعب , ليعاقبة و يذيقة مرارة الحرية ,  فى محاولة لاعادة طوق التحكم الى رقاب الشعب .و النظام ليهيمن على ما تبقى من خوف و رعب فى قلوب الشعب بعد أن تحرروا من الخوف الذى كبلهم به لعقود .و المرتزقة التابعين للنظام فى أجهزتة الأمنية و كتائبة الأمنية , ليأمنوا أنفسهم بتأمين النظام , لأنهم أول من سيحاسب على جرائمهم عند سقوط النظام فالشعب لم ينسى الأرهاب الذى فرضه هؤلاء المرتزقة أو الدماء التى أراقوها .فالشعب عدواً  ! لأنه بمجرد أن يتنفس حريته فسيطلب حقوقة , و الحقوق ذات أثر رجعى , فلا أحد ينسى الدماء , و القهر و الكبت و الهوان و السرقات و الفساد و كل مقومات الذل و الاهانة طوال عقود .لقد أعلنوا الحرب على الشعب , لإخضاعة لهم مرة , فاستخدموا كل سبل القمع لإخماد صوت الشعب , التى يجددها الطغاة كل ثورة . لقد إعلنوا الحرب على الشعب , لإرهابه , لاخماد ثورتة , وإرهابه حتى لا يتحرك مرة أخرى و إرهاب من يتحرك بقتل كل من تحرك ضدهم لطلب حق أو رد مظلمه . لقد أعلنوا الحرب على الشعب , للأنتقام منه , لانه قرر أخيرا أن يخرج عن سطوتهم و قهرهم له و يطلب حريتهم التى سلبوها لهم , فقد إعتدوا بالشعب عبيدا لهم و لإبنائهم وللصوصهم .لقد أعلنوا الحرب على الشعب , لحماية أنفسهم , مصالحهم و تأمين مناصبهم و شخوصهم من المحاسبة و العقاب على الجرائم التى ارتكبوا فى حق الشعب المقهور , باسم النظام .لقد أثارت فى أذهان الكثير من هذا مظاليم هذا الشعب , هذا السؤال الذى تاهت نفوسهم عن الإجابة و ان كانت واضحة للعيان " لم هذا العنف , لم هذا الحقد , بل لم هذا الغل فى التعامل مع طلبات الشعب ؟ , لم هذه الوحشية فى القتل و التعذيب لابناء الشعب ؟ " الاجابة لكل عاقل فهيم : لأنهم أعلنوا الشعب عدواً فأعلنوا الحرب عليه .ولذلك لا يجب أعتبار كل من ظلم و عذب و قهر و قتل بإسم النظام , " عبد المأمور " , لأنه مسئول مدرك عن ما إقترفت يداه , ليحاول تأمين نفسه بحماية النظام و قهر الشعب ولكن عندما استخدموا سلاح العنف و القهر و الارهاب و كانت أدواتهم هى القتل و التعذيب و اسلحتهم هى الترويع و الخوف , أعلنوا هزيمتهم فصبر الشعوب نفذ و ذخيرتها من الأحرار لا تنضب و أخر من سيبقى على الساحة فهم المنتصر . لا ننسى ما فعلوا , و لن ننسى ما فعلوا بنا ,لم نسامح و لن نسامح ما اقترفت يداهم فى حياة ابنائنا و رفاقنا و أهلينا , لن نتنازل , لن نسامح , ولن نصالح . فلا سلام مع من لطخ يده بدمائنا . ولا أمان لكل من طلب لهم السماح .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل