المحتوى الرئيسى

هرج ومرج في برامج التوك شو!

05/26 14:03

ثمة مسئولية كبيرة يتحملها الإعلام المكتوب والمرئي،‮ ‬والأخص برامج التوك شو التي صنعت من شباب الثورة أشباه آلهة،‮ ‬وللأسف أن البعض منهم أصيب بفوبيا العظمة وتحولوا إلي أداة هدم أكثر منها بناء،‮ ‬فالطبيعي أن يكون هناك تواجد لهؤلاء الشباب في البرامج ولكن أن يتحول السادة المذيعين إلي تلاميذ أو مطيبتية لهم! ‬فهذا هو التهريج بعينه،‮بل والأغرب أن البعض منهم بدأ في الكلام عن الاضطهاد الذي كان يعانيه إبان النظام السابق رغم أنه‮ »‬كان متسيط وفل الفل في هذا الوقت‮« ‬ولكن في زمن اختلط فيه الحابل بالنابل فلا مانع أن يتحول مذيعو التوك شو جميعهم إلي أبطال‮.‬إننا في حاجة الآن إلي من يتعامل مع ما يقدمه علي الفضائيات بمسئولية أكبر من ذلك،‮ ‬فليس منطقياً‮ ‬أن تكون كل قضية مطروحة للمناقشة يتعامل معها مقدموها بأسلوب التوك شو،‮ ‬فتبدأ وتنتهي دون أن يكون هناك عدة حلول مطروحة لتجاوز تلك الأزمة ويحدث هذا كثيراً‮ ‬إذا كان الإعداد معتمداً‮ ‬علي استضافة بعض الأسماء من شباب الثورة الذين لا يفعلون شيئاً‮ ‬سوي الاعتراض وهم أسماء محددة معروفة للجميع ولكننا نتعامل معها من منطلق أنها الأسماء الأكثر شهرة الآن،‮ ‬ولا يعني هذا أنه لا يوجد من يملك رؤية واضحة ويحترم الآراء الأخري المطروحة ومنهم د‮. ‬عمرو حمزاوي،‮ ‬فقد تختلف مع بعض أفكاره ولكن تستمع إليها لأن بها رؤي مدروسة لما يريد أن يقوله،‮ ‬بالإضافة إلي كونه يحترم الرأي الآخر علي النقيض من ذلك أصاب بحالة من الاكتئاب عند استضافة د‮. ‬شادي الغزالي حرب لأنه دائماً‮ ‬عبوس ولا يري سوي ما يقوله،‮ ‬وأشعر بأننا قاب قوسين أو أدني من الانهيار،‮ ‬إذا لم نقل لكل ما يقوله آمين،‮ ‬لقد حضر الإعلام عفريت شباب الثورة الذين نسبنا إليهم كل شيء فتحول البعض منهم إلي سكين في ظهور حلم الاستقرار إذا كان هذا مخالفاً‮ ‬لرأيهم لذلك فإن علينا صرف هذا العفريت الآن بالتعامل في برامج التوك شو مع الذين لديهم أفكار وآراء ويحترمون الآخر،‮ ‬وكفانا من نظام التربيطات الإعلامية التي عانينا فيها من قبل،‮ ‬والابتعاد عن فكرة الفلفل والشطة والتحبيشة والخلطة الحارة عند التفكير في اختيار الضيوف أو طرح الأفكار لمناقشتها‮.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل