المحتوى الرئيسى

تغير وتصدع في جيش الاحتلال

05/26 12:01

الجيش الإسرائيلي يعاني من تراجع عدد المشاركين بالخدمة العسكرية (الفرنسية-أرشيف)وديع عواودة-حيفاتكشف معطيات جديدة في إسرائيل عن تراجع جدي في نسبة المشاركين بالخدمة العسكرية، وهو ما اعتبره مسؤولون ومراقبون تعبيرا عن تحولات داخل مجتمعها وخطرا إستراتيجيا عليها.فقد كشف جيش الاحتلال أن 50% من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 21 و40 عاما لا يشاركون في خدمة الاحتياط، في حين يقوم 10% فقط من المشاركين فيها بخدمة حقيقية متواصلة في الفترة المعنية.وأوضح قائد وحدة القوى العاملة في الجيش الإسرائيلي الجنرال آفي زمير خلال مناقشة معطيات بحث أجراه الجيش في لجنة الخارجية والأمن في الكنيست (البرلمان) الثلاثاء، أن ارتفاع نسبة التهرب من الخدمة بالاحتياط يعكس الهوة الكبيرة داخل المجتمع الإسرائيلي بين من يقدم ويساهم وبين من يستنكف عن المشاركة.وبرأي زمير فإن المعطيات المذكورة تدلل على أنه لم يعد بالإمكان تسمية جيش الاحتياط الإسرائيلي بـ"جيش الشعب".أحوال اقتصاديةوبحسب معطيات الجيش فإنه ورغم الثغرات فإن نسبة تجند الشباب (بين سن 18 و21 عاما) للخدمة العسكرية الإلزامية أعلى بكثير، وهي تتراوح بين 60% و70%.كما أفادت نتائج استطلاع أجراه الجيش بأن 55% من الجنود في جيش الاحتياط يشعرون بأن الأجواء السائدة في البلاد تشجع على التهرب من الخدمة العسكرية. ويؤكد 51% من الجنود أن تجندهم لخدمة الاحتياط يضر بأحوالهم الاقتصادية. وخلال جلسة الخارجية والأمن البرلمانية أوضح قائد لواء الشمال في الجيش الجنرال بيني يناي أن بعض المشغلين الإسرائيليين أقدموا على تبليغ جنود بفصلهم من العمل أثناء حرب لبنان الثانية عام 2006 بدوافع مالية.وتابع "في الوضع الراهن يحرص الكثير من الضباط على خلع الزي العسكري ويشطبون درجاتهم العسكرية من سيرهم الذاتية من أجل عدم المساس باحتمالات إيجاد مكان عمل ملائم، فالمشغلون يهمهم النجاح المادي والربح وحسب، بينما هؤلاء يعرضون حياتهم للخطر خدمة للدولة". أسعد غانم: تحولات داخل المجتمع الإسرائيلي تشكل خطرا إستراتيجيا عليه (الجزيرة نت)مجتمع أميركيوعبّر يناي عن إحباطه بالقول إنه وزملاءه يشعرون كأنهم في جيش إسرائيلي داخل مجتمع أميركي، في إشارة للمجتمع الاستهلاكي، وقال "يبدو أن الرأسمالية هيمنت على كل بقعة خضراء في البلاد".وهذا ما يوافقه عليه الجنرال آفي زمير الذي أوضح خلال الجلسة المذكورة أن نتائج الاستطلاع تشعل ضوءا أحمر وخطيرا. وتابع "كذلك يتبين أن العائلات والزوجات باتوا أقل جاهزية لتحمل ابتعاد الابن/الزوج عن البيت خلال فترة الخدمة بالاحتياط".وشدد زمير على أنه إذا قلّ دعم البيئة لمن يخدم بجيش الاحتياط ستتفاقم المشكلة وسيواجه الجيش مصاعب أكثر قسوة، مشيرا إلى أن الجيش بصدد بلورة خطة لمعالجة الوضع الناشئ.كذلك كشف أن 60% من قادة الجيش المشاركين في الاستطلاع أبدوا مخاوفهم من مدى تلاحم الجنود في وحداتهم، وتابع "هذه شارة حمراء للجيش وللبرلمان معا فهذا موضوع مقلق".وكان جنود الاحتياط الإسرائيليون قد وجهوا انتقادات لطريقة تعامل الدولة معهم وذلك خلال زيارة رئيسها شمعون بيريز برفقة قائد الجيش بيني غانتس لمعسكر التدريبات "تساليم" الثلاثاء.شكاوىوشكا الجنود اضطرارهم إلى تمويل نفقات خدمتهم العسكرية على حسابهم مثلما شكوا النقص في العتاد والوسائل القتالية خلال التدريبات. ويؤكد المحاضر في العلوم السياسية في جامعة حيفا د. أسعد غانم أن النتائج المذكورة مهمة رغم أنها غير مفاجئة، منوها إلى أن ظاهرة التهرب من "أداء واجب خدمة العَلم" هي نتيجة تراجع أيديولوجي وطغيان الحياة المادية في إسرائيل.وأكد في حديث للجزيرة نت تراجع المعتقد الأمني الذي أرسى أسسه رئيس وزراء إسرائيل الأول دفيد بن غوريون، والقائم على بناء شعب يهودي كله مجند للجيش، مشيرا إلى أن التراجع الأيديولوجي بات اليوم يشمل قطاعا واسعا من الشباب الباحثين عن حياتهم ورفاهيتهم الشخصية على حساب الصالح العام.وأوضح غانم أن هناك تفككا اجتماعيا في إسرائيل الممزقة بين علمانيين ومتدينين، معتبرا هذا التفكك خطرا إستراتيجيا على الدولة لا يقل عن التهديدات الخارجية.وتابع "صحيح أن إسرائيل تملك الموارد الاقتصادية والقوة العسكرية، ولكنها اجتماعيا على شفير الهاوية وأخطر ما يواجهها في المرحلة الراهنة العامل الداخلي".

نرشح لك

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل