المحتوى الرئيسى

الربط بين الداخل والخارج مفتاح النصر للثورة السورية

05/26 08:31

بقلم: بسمة قضماني 26 مايو 2011 08:25:02 ص بتوقيت القاهرة تعليقات: 0 var addthis_pub = "mohamedtanna"; الربط بين الداخل والخارج مفتاح النصر للثورة السورية  لاشك أن ما أشعل الثورة فى سوريا هو انتصار الثورتين التونسية والمصرية، فمن المعروف تاريخيا أن ما يجرى فى مصر عادة ينتقل الى سوريا. السوريون استوعبوا النموذج وانطلقوا بنفس الأسلوب والاستراتيجية، وجاء الحراك من الشباب ونُظمت المظاهرات عبر الفيسبوك حتى إن شباب الثورة المصريين كانوا سعيدين بأنهم على اتصال مع شباب التنسيقيات المحلية للثورة فى المدن السورية. الشباب السوريون نزلوا الى الشوارع وهتفوا مطالبين بإصلاحات حقيقية فورية وعندما خاب أملهم من الخطاب الأول ثم الخطاب الثانى للرئيس بشار الأسد اشتدت مطالبهم، وتحولت الشعارات فى غضون أسابيع إلى المطالبة بإسقاط النظام. كل ذلك كان يوحى بأن سوريا تتبع نفس النهجين التونسى والمصرى وأن المسألة هى مسألة وقت. وعندما واجه الثوار أجهزة الأمن وبدأ عدد الضحايا يزداد اعتبر المراقبون أن بطولة هؤلاء الشباب واستعدادهم للمخاطرة بأرواحهم قد يكفيان وحدهما لتغيير الوضع، إما من خلال فرض إصلاحات جذرية على النظام أو من خلال تغييره عن طريق تنحى الرئيس. لكن التفكير بالنموذجين التونسى والمصرى أصبح يسىء للثورة السورية بعدما كانا مصدر إلهام الثوار. إن الجزء الأكبر من المعارضة السورية موجود خارج البلاد على عكس المعارضة المصرية ومستوى الرعب المزروع فى قلوب الناس فى سوريا يفوق بمراحل الخوف الذى كان يسود فى مصر. لا مجال لميدان تحرير فى أى من مدينتى دمشق وحلب فعدد قوات الأمن فى المتر المربع المنتشرة فيها هو بالتأكيد أعلى نسبة فى العالم. ووجوه المعارضة المعروفين مهددين بالاعتقال ومعرضين لمخاطر أكبر فى أى لحظة. لقد بقيت المعارضة فى الخارج حذرة وذلك لحرصها على ترك المبادرة للداخل وعدم رغبتها فى وضع مطالب من الخارج خوفا من أن تظهر وكأنها تزايد على الداخل أو تتاجر بالثورة. الضعف والتأخر مرتبط إذا أولا بحرص الخارج على احترام الداخل، وثانيا بإيمان الأغلبية بأن سوريا قد تسير على النموذج المصرى. الواقع السورى الاجتماعى والسياسى وشراسة السلطة هى عوامل خاصة بهذا البلد تتطلب عملا سياسيا منظما واستراتيجية منفتحة على جميع قوى المعارضة وفاعليات المجتمع بأكملها، والتغلب على الحواجز بين سوريى الداخل والخارج وهذا ما يجرى حاليا. المجتمع السورى منتشر فى كل أنحاء العالم وجميع العائلات السورية لها فروع فى الخارج. هذه الجاليات بدأت تتحرك، المسيّس والغير مسيّس منها، يتصلون ببعضهم البعض ليتشاوروا حول ما يمكن أن يقوموا به كل من موقعه. من بين هؤلاء شخصيات ذات وزن اقصادى ومالى أو ثقافى وفكرى ومهنيون كبار من أطباء ومهندسين ومحامين. أما الناشطون السياسيون فهم أكثر وعيا اليوم لأهمية دورهم كونهم ينعمون بحرية وإمكانيات يفتقدها الثوار فى الداخل، فقد أصبح عملهم من الخارج أكثر فاعلية وتنسيقهم مع الداخل مستمر ومكثّف رغم الصعوبات. لقد أصبح السوريون فى الخارج يتواصلون ويلتقون بانتظام وقد زالت الحواجز بين الداخل والخارج، سياسية كانت أم نفسية أو عملية. هذه هى اليقظة التى تؤكد أن سوريا أصبحت فعلا تسير فى طريق الخلاص.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل