نبيل المغربى.. يا وزير الداخلية

هو أقدم سجين على وجه الكرة الأرضية الآن.. وهو أول من دخل السجن فى قرارات تحفظ سبتمبر الشهيرة، وخرج الجميع ولم يخرج.. وهو الذى دخل السجن وأطفاله فى أحشاء زوجته وآخرون لم يبلغوا الفطام.. وهو الذى صار الآن شيخاً هرماً تغتاله الأمراض على أسرة مستشفى سجن طرة، وهو الذى لا بواكى له، وهو الذى لا يجد مخرجاً من ظلمات السجون.. وهو الذى لا تعرف عنه الرحمة طريقاً إلى قلب وزير الداخلية.. وهو الذى لم يخرج من غياهب السجن فى الوقت الذى خرج فيه بالعفو القتلة والمجرمون.. وهو الذى لا يمثل ضغطاً على وزارة الداخلية من أجل الإفراج عنه. إنه نبيل المغربى، أحد قيادات الحركة الإسلامية.. ذلك الرجل الهرم الذى دخل السجن فى سبتمبر عام 1981 ولايزال يقبع بداخله حتى الآن، وقد اعترته الأمراض والأوجاع حتى صار بقايا إنسان. لقد التقانى بالأمس نجل الرجل، فإذا به رجل له ذرية من الأولاد وقال لى «والدى عندما دخل السجن كان عمرى أربعة أشهر، وهأنذا رجل تعدى عمره الثلاثين ولى أولاد وأبى مازال فى السجون».. نبيل المغربى يا وزير الداخلية يعانى من أمراض الكبد والكُلى ويعانى من مرض يعرف بالاستسقاء، وهو تورم فى القدمين يستحيل معه السير أو حتى قضاء حاجته، لقد صار لديه من العمر سبعون عاماً كاملة، وهو أقدم من عبود الزمر، وأقدم من كل سجناء العالم الآن، نعم حصل الرجل على أحكام بالسجن المؤبد لكن ألم يحصل أناس مثله على هذه الأحكام، وتم الإفراج عنهم، وأنا هنا لست فى مقارنة مع من خرج من سجناء الرأى لأن ذلك حق، لكن فى المقابل لماذا لم يتم الإفراج عنه، هل لأن الرجل لا يملك من خلفه متظاهرين يقفون بالأيام أمام وزارة الداخلية أو كل من يعنيه الأمر، وألا يكفى أن يخرج الرجل صحياً، أم أن المطلوب أن يموت داخل السجن مثلما قتل نظام مبارك الآلاف داخل السجون. إن عمر نبيل المغربى هو من عمرك يا وزير الداخلية، فلماذا لا تشمله برحمة القانون مثلما فعلت مع الكثير بعد الثورة، ودعك من التقارير التى ستأتى إليك لتقول لك إن الرجل لديه أحكام كذا وكذا.. أنا الآن أطالبك بالنظر إليه بعين الرحمة وجبر الخاطر. وإذا كنت قد أفرجت عن المئات من المسجونين الجنائيين لأنهم قضوا أنصاف أو ثلاثة أرباع المدة.. فلماذا لا يكون المغربى منهم. ذات يوم رأيت أحد قادة الحزب الوطنى يعترف ويقول إن فلسفة قيام ثورة 25 يناير هى أن نظام مبارك كان يحتقر ويكره الشعب ولم تكن تعرف الرحمة إلى قلبه وقلب نظامه طريقاً. إننى بذات المنطق أطلب من اللواء منصور عيسوى، وزير الداخلية، ذلك الرجل الإنسان، أن يفرج عن الشيخ نبيل المغربى.