المحتوى الرئيسى

رسالة مهمة من المستشار الخضيرى

05/26 08:05

«أخى العزيز... أكتب لسـيادتكم راجيا الإطـلال من نافذتكم المحببة إلى نفسى، وهى للعلم النافذة الوحيدة التى ظلت مفتوحة لى بعد الثـورة، أليس هذا غريبا؟! أخى .. لقد تحدثت وأفضت فى موضوع القاضى/عـادل عبدالسلام جمعة. وبناء على هذا الحديث تحركنا بكثافة ضد هذا القاضى وكل القضاة الذين ثارت حولهم شبهات، وقد حصرتهم فى فئتين: الأولـى من أدانتهم محكمة النقض بتزوير انتخابات 2000م، 2005م وبعض من تناولهم الاتهام فى انتخابات 2011م التى كانت سُبّة فى جبين كل من شارك فيها. والفئـة الثانيـة كل من ورد اسمه من القضاة فى كشوف جهاز أمن الدولة المنحل على أنه من القضاة المتعاونين مع الجهاز والذين يستغلهم فى مهمات قذرة مثل تزوير الانتخابات أو استصدار أحكام معينة توافق رغبات الحكومة السابقة، وقد تقدمت بذلك إلى مجلس القضاء الأعلى، باعتباره الجهة المسؤولة عن القضاة بمذكـرة فى 19/4/2011م، إلا أنه كان نصيبـى ونصيبـك لوماً من المجلس على هذا التطاول، وألفاظاً غير لائقة يعاقب عليها القانون من رئيس نادى القضاة، وصمتاً غير حميد من وزير العدل الذى أتت به الثورة، فسارعت فى 16/5/2011م بتقديم شـكوى ضد القاضى/عـادل عبدالسلام جمعة، موقعة من حوالى مائة وخمسين محاميا بطلب التحقيق معنا فيما ننسبه على هذا القاضى، أملا فى الوصول إلى الحقيقة فى هذا الأمر، وإلى الآن لم يتم اتخاذ إجراء فى هذه الشكوى، وقد اتصلت بالسيد/وزيـر العدل، مطالبا بالإسراع فى تحقيقها، إلا أنه طلب منى رد هذا القاضى، فقلت له بأنى سأفعل ولكن ذلك لا يغنى عن تحقيق الشكوى فاتهمنى بأنى أريد خلق سبب لرد القاضى، ولما كان هذا الرد من وزير العدل يتضمن فى طياته اتهاماً لى ودفاعاً عن هذا القاضى، فقد كان يمكن أن يكون لى رد عليه شديد ولكنى آثرت الصمت ليس لأنه وزير، فأنت تعلـم ويعلـم الجميع أنى لا أقيـم وزنـاً لهذه المناصـب، ولكن لأنه بالنسبة لى فى حكم المعلـم، فقد عملت معه رئيسا لنيابة الإسكندرية وكنت أنا وكيـلا للنائب العـام. أخـى العزيـز .. لقد قـرأت رسـالة الأخ/خالـد أبوبكر لك فى نافـذتك يوم 22/5/2011م وقد كنت مرافقا له فى هذه الجلسة، وما أحب أن أضيفه على هذه الرسالة أن استمرار المسؤولين فى وزارة العدل فى هذا العناد ومناصرة قاض فاسد على الظلم هو الذى يتسبب فى حرق دور المحاكم. أخى... من المعروف أن المحاكم هى المحاكم والحراسة هى الحراسة منذ عشـرات السـنين، فما الذى تغير بجعل الناس تهاجم المحاكم إلا إحساسهم بأن هذه الأماكن التى يلتمسون فيها العدل لم تعـد تعطيهـم هذا الإحسـاس. كان فى مبنى المحكمة يوم السبت الماضى ثلاث جلسات يحاكم فيها رموز الفساد، ولم تكن هناك مشاكل إلا فى هذه الجلسة التى يرأسها هذا القاضى رغم أن حبيـب العـادلى كان يحاكم أمام دائرة ثانية فى ذات اليوم، وهذا يدل على أن إحساس الناس بعدالة القاضى أهم ما يوفر الأمن له وللمحكمة. أخـى.. الوصف الذى ذكره الزميل/خالد أبوبكر للجلسة وصف مهذب ورقيق لما حدث فيها، فهى لم تكن محكمة بالمعنى الذى يعرفه الناس لهذا المكان الطاهر المقدس، بل كانت مسرح تهريج بطله هذا القاضى الذى لا أعرف كيف يمكن أن يتحمل هذه الإهانات منا دون أن يطلب محاكمتنا؟ بل نحن الذين نطلب التحقيق معنا، ومحاسـبتنا إذا كنا قد أخطـأنا.. ألا يلفت ذلك نظر القائمين على وزارة العدل؟! الحـق أقـول لك يا أخـى.. إن الجميع فى مصر لديهم إحساس بأن الثورة لم تصل بعد إلى وزارة العدل، وأن القائمين عليها لايزال يراودهم حلم عودة النظام السابق. أقول ذلك رغم أن غالبية القضاة والحمد لله، بخير وكان الكثير منهم يقف معنا فى الثورة، رغم وصف رئيس نادى القضاة للثوار بأنهم رعاع، لأنه كان يتمنى أن تفشل هذه الثورة حتى يظل أنصاره فى الحكم، لأن فى ذهابهم إمكان اهتزاز كرسى النادى من تحته. أخـى.. لابـد أن تصـل الثـورة إلى القائميـن على وزارة العـدل، وأن يعملوا على تنقية هذا الثوب الطاهر النقى مما علق به أخيرا عن عمد من بعض الشوائب حتى يظل على نقائه، وأعاهدك وأعاهد شعب مصر على أننا لن نكل أو نمل حتى يتم تطهير هذا الثوب قريبا بأى وسيلة ممكنة، لأن هذا حصننا الذى نحتمى به من غوائل الظلم، ومن أشد حاجة إلى هذه الحماية منا. وختاما تقبل تحياتى واحترامى لك ولكل محب لمصر، عامل على رفعتها». محمـود الخضيرى

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل