المحتوى الرئيسى

الشعب يريد.. مصر أيضا تريد

05/26 13:06

محمود نافع الشعب يريد دائما.. هذا حقه وتلك ثورته. لكن المشكلة أننا ظللنا نريد ونريد حتي أجهدنا البلد وأرهقناه.. لم نسأل أنفسنا ونحن نريد ونريد أن البلد أيضا يريد. ومصر كعادتها لا تشق علي أبنائها ولا تحملهم ما لا طاقة لهم به. ولذلك فهي لا تريد منهم إلا أن يعطوها الفرصة كي تتنفس فقط.. فالبلد مخنوق ومضغوط ولا يطلب من أحبائه إلا نسمة هواء. تعلن هذا وهي في غاية الخجل. لأنها كعادتها تعطي ولا تأخذ.. نريد منها ولا تريد منا. ولكن من فرط ما أردناه منها في المظاهرات الفئوية والمليونيات التي تمت والمليونيات التي مازالت في الجراب أصبحت منهكة مكدودة تحتاج من يترفق بها ويربت عليها.. تحتاج أن نتوقف ولو مرة واحدة ونسأل ماذا تريد منا مصر مقابل مليون مرة نريد منها. الطريف أنها عندما تصرخ متألمة وتقول مصر تريد. فإنها تريد من أجلنا.. تريد أن تتعافي وتدور عجلة إنتاجها التي توقفت بحيث عندما يقف أبناؤها ويقولون الشعب يريد. تعطيهم ولا تردهم.. تريد أن تمد يدها في سلة غذائها وتطعمهم. وفي خزائنها وتمنحهم. لكن ما يخنقها أن يدها أصبحت مغلولة.. فالسلة أصبحت خاوية. وما كان موجودا في تل الخزانة اختل. فمال الميزان ونفد الاحتياطي. وبالتالي فقد آن الأوان لكي تريد مصر من أبنائها.. تستلحفهم بعزتها وكرامتها ومكانتها وبعظمة التاريخ وعبقرية الجغرافيا ألا يتسببوا في إحراجها فتمد يدها لغيرها بعد أن كانت أنهار عطائها وشرايين كرمها تجري في كل مكان حولها. ولكي لا تمد يدها. فإن مصر تريد من أبنائها أن يمدوا أياديهم.. يمدونها إلي ميادين العمل وحقول الإنتاج. ويمدونها أيضا للضرب علي أيادي كل الذين يريدون بمصر وأهلها سوءا فكل المطلوب أن تدور عجلة الإنتاج إلي الأمام لكن كثيرين يحلوا لهم أن تتوقف. بل ان بعضهم يديرها ويدفعها إلي الخلف لكي تدور الدنيا بالسلب. مصر تريد أن نحتكم إلي العقل ونتحلي بالحكمة. وأن نسأل أنفسنا: من سيدفع عجلة مصر للأمام. نحن أم نستورد شعبا يدفعها؟ الاجابة البسيطة جدا: نحن الذين ندفعها.. وهنا يكون السؤال الأبسط.. وأين نحن؟. إذا كان وقتنا كله موزعا ما بين المليونيات التحريرية والتظاهرات والاحتجاجات الفئوية وكله يريد! وأؤكد هنا ان ما يريده الثوار في المليونيات حق وما يطالب به المتظاهرون والمحتجون في الفئويات حق. ولكن لابد وأن ننتبه إلي حقيقتين: الأولى أنه ولكي نحقق ما يريده الثوار. وكذلك المطالب العادلة للمتظاهرين والمحتجين في الفئويات. فلابد ان نقول في ساعة ثم ننطلق للعمل 24 ساعة. فدولاب العمل لابد وان يدور. ومن ناحية أخري لابد وأن نعطي الفرصة للمسئولين حتي في المطالب السياسية لكي يعملوا وينفذوا. وفي أسوأ الفروض إذا تكاسلوا أو حتي تحالفوا مع الشيطان فميدان التحرير موجود نخيم فيه ونسكن. وأما الحقيقة الثانية والتي يجب ألا تغيب عن الجميع. فهي ان سيناريوهات خبيثة تعد حاليا في الخارج والداخل لإشعال فتيل الفتنة في البلاد بين الجميع.. بين الشعب والشعب.. بين المسلمين والمسيحيين.. بين المسلمين والمسلمين.. بين المسيحيين والمسيحيين.. بين الشعب والجيش.. بين الشعب والشرطة. وحتي بين ذرات الاكسجين وبعضها البعض في الهواء الذي نستنشقه. وأقول. وتلك "معلومات" ان البعض يعد عناصر يطلق عليها قناصة الأسطح هدفها زيادة حالة الاحتقان والاثارة وبث الفوضي وإشعال الحرائق في كل جزءي بنسيج البلد. جاهزة ومعدة من الآن لمليونية الغد من أجل إشاعة الفوضي وإصابة أفراد الشباب المتظاهر والوقيعة بينهم وبين عناصر الأمن من الجيش والشرطة. لنحذر فإن فلول الوطني موجودة وبعض العناصر الداخلية التي تريد ان تشعل في اجزاء البيت الكبير لمصر نارا موجودة ونشطة كما ان الذين يمسكون بالريموت كنترول لينفخوا الكير ويؤججوا النيران وفق أجندات معدة بعناية ومدروسة لن يهدأ لهم بال قبل ان تتحقق فصول وبنود مخططاتهم الشيطانية.. فهناك أيد خارجية مشبوهة تتبع منظمات أمريكية يهودية وصهيونية شغلها الشاغل نشر الأكاذيب بكل الوسائل. خصوصا علي المواقع الالكترونية وتعمد إلي تجهيل مصادرها. وأم الكوارث ان هناك دائما "كدابين الزفة" الذين يتاجرون بالمواقف ويدعون الوطنية ويستثمرون الظروف ويجلبونها لصالحهم.. وهؤلاء للأسف يجنون الأموال المشبوهة من الخارج ويضحون بالوطن من أجل مصالحهم. فلا ينتبهون للخراب والدمار الذي يحل به بقدر ما ينتبهون إلي تحقيق أغراضهم الدفينة. تخيلوا كل هذا يحاك في الخفاء لمصر. وبالتالي فإن مصر تستصرخ الآن من الأعماق أبناءها الثوار الأنقياء الأطهار أن فوتوا الفرصة عليهم وقفوا جميعا كالبنيان المرصوص لصد الهجمات التتارية ضدها وضدكم. فقد نجحتم في تقويض عروش الفاسدين والمطلوب منكم الآن أن تقيدوا بالأصفاد كل الأبالسة والشياطين. ابدأوا من الغد.. اجعلوها جمعة من أجل مصر.. جمعة تفكون بها شفرة البلد "العطلانة" وتقضون علي فيروس الجمود و"تفرمطون" كل شيء من جديد.. جمعة تسمونها جمعة مصر.. مصر التي حققت لكم كل ما تريدون والآن هي التي تريد.. تريد أن تصغوا إليها جيدا كي تنبهكم إلي خطورة الموقف ودقته. كي تذكركم بأن كل ما نادي به الثوار الأنقياء حق وقد تحقق.. سقط النظام.. تأسست جمهورية مكتملة الأركان في طرة.. مبارك ونجلاه محبوسون أمام الجنايات.. لا أحد علي رأسه ريشة.. الكل سواسية وميزان العدالة لا يميل لأحد أو على أحد. مصر النيل والهرم والكرم والعطاء تريد أن تقول لكم عبارة صغيرة احفظوها وضعوها حلقا في آذانكم.. أمد لكم يدي فمدوا أياديكم لي حتي لا اضطر علي آخر الزمان أن أمدها إلي اخرين.. مصر تناديكم.. مدوا أياديكم إليها.. ألف مرة ومرة كان الشعب هو الذي يريد. والآن جاء الدور علي مصر لكي تريد. فهبوا ولبوا النداء. *نقلا عن صحيفة "الجمهورية" المصرية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل