المحتوى الرئيسى

‏36‏ ألف قطعة أثرية اختفت خلال‏23‏ سنةالسرقات الفنية‏..‏نهب منظم لثرواتناوآثارنا

05/25 23:45

في كتابه الجديد أشهر السرقات الفنية من المتاحفس وحقائقها وأن‏36‏ ألف قطعة أثرية سرقت من دار الأثار خلال‏23‏ سنة‏,‏ ويتناول حكايات تهريب الآثار المصرية وتعرضها للسرقة والتزييف.  ويطلق صرخة استغاثة قبل فوات الأوان لإنقاذ آثارنا ولوحاتنا وتماثيلنا من المحرضين علي تحطيمها قبل أن يسجد الناس لها فتتكرر كارثة تحطيم تماثيل حسن حشمت في عين شمس! الكتاب صدر عن الدار المصرية اللبنانية في152 صفحة من القطع الصغير وبدأه المؤلف بمقدمة ذكر فيها أنه اعتمد علي أرشيفه الخاص الذي كونه منذ بداية عمله بالصحافة التي اختفي من أرشيفها كل ما يتعلق بأسرة الملك السابق فاروق بعد أن استولي الضباط الأحرار علي الحكم ليكتشف أن أرشيف الصحف عرضة للتقلبات السياسية! بداية الكتاب كانت مع لوحة أزهار الخشخاش أشهر سرقة من متاحفنا, وكانت أول مرة في عام1978 أثناء انشغال الحراس والأمناء والمديرين والموظفات بمتحف محمد محمود خليل عنها تاركين كل شئ للص الذي كان يعرف جيدا أن أجهزة الإنذار لا تعمل والكاميرات عمياء, ولم يتعرف أحد علي المحرض في المرة الأولي وعندما تكررت السرقة للمرة الثانية لم تعد اللوحة ولم يعرف أحد مصيرها حتي الآن, كما ذكر كيف اتفق مرشد سياحي يسكن في الهرم مع لص اسمه حسن العسال علي سرقتها مقابل ألف جنيه وهذا اللص هو الذي تأثر بتصرف إنساني لضابط اسمه العميد محمد عبد النبي كان مفتشا للمباحث قدم لابنة السارق قطعة شيكولاتة ومن أجل هذا الموقف الإنساني ساعده اللص في استعادة اللوحة التي كشفت سرقتها للمرة الثانية عن أن التجديدات والإضافات التي تم إدخالها عام1995 لتأمين المتحف كانت صورية! واستعرض المؤلف قصة الفنان الهولندي ز س الرسم وأحداث حياته الصاخبة أو المأساة التي عاشها. كما يستعرض قصة سرقة لوحة روبنز من متحف الجزيرة يوم الخميس15 مارس عام1967 وهي لوحة ذات الوجهين وقد وضع اللصوص مكانها لوحة أخري من مقتنيات المتحف كانت معلقة علي حائط آخر بالقرب من مكان اللوحة المسروقة لكنه مزدحم بالصور, ثم نزعوا عنها إطارها في سرداب مظلم تغطي بابه ستارة حمراء, وعثر علي إطار اللوحة في السرداب بينما اختفت اللوحة التي كان يقدر ثمنها في ذلك الوقت بنحو100 ألف جنيه استرليني ولم تزد مساحتها علي15*20 سنتيمترا وكانت ضمن ممتلكات الملكة نازلي والدة الملك فاروق التي اشترتها بخمسة آلاف جنيه وتم ضمها للمتحف ضمن7 لوحات صودرت من قصور الأسرة الملكية, وهي اللوحة الوحيدة للفنان العالمي روبنز في متاحف مصر حتي ذلك التاريخ. الطريف أن اللصوص استوحوا سيناريو السرقة من فيلم أمريكي عنوانه( كيف تسرق مليون دولار) عرض بالقاهرة قبل السرقة بشهور, وبعد ذلك أعلن الدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة آنذاك أنه تلقي رسالة من4 شبان مجهولين يعترفون بسرقتهم للوحة وبالفعل تم العثور عليها, لكنهم نبهوا إلي استهتار موظفي المعرض إلي أبعد حدود حتي إنه كان في إمكانهم أخذ أكثر من لوحة! ويكشف المؤلف حقيقة الخداع الألماني في سرقة الآثار من خلال سرقة رأس نفرتيتي وهو علي رأس القطع الفنية العظيمة المسروقة وهو معروض حاليا في برلين بعد أن سرقته بعثة الجمعية الألمانية للآثار التي حصلت علي امتياز التنقيب في أطلال مدينة إخناتون( تل العمارنة) وأخرجته بالتحايل وبطرق غير شريفة بعد أن تم طلاؤه بمادة عازلة ثم رش الجبس علي سطحه ودفنه في أرضية الخيمة التي يقيم فيها رئيس البعثة عالم الآثار الألماني لودفيج بورخارت والذي أخرجه من خيمته بعد انتهاء الحفريات عام1923 لإيهام المسئولين عن الآثار بأنه تمثال ناقص لرأس ملكة وبعد وصوله إلي برلين تم إزالة طبقة الجبس ليظهر التمثال الرائع النادر وقال بعدها هتلر مقولته الشهيرة عام1933 نفرتيتي هي محبوبتي ولن تخرج من ألمانيا, بل إن ألمانيا تلاعبت بالتمثال وأثارت ضجة إعلامية عند عرضه في متحف برلين عام2003 علي تمثال من البرونز لجسد عار لملكة صنعه فنانون من المجر. أيضا يكشف الكتاب عن أن سرقة مقبرة توت عنخ آمون تمت قبل افتتاحها في عام1922 وتحديدا في عام1913 قبيل الحرب العالمية الأولي لكن عالم الآثار كارتر أخطأ خطأين عندما اصطنع مدخلا آخر للمقبرة كان يقل عرضه بحوالي نصف متر عن طول المحور بين عجلتي العربة الملكية التي كانت داخل المقبرة, كما أن حائط كارتر ورسومه لا تتناسب مع مساحات الرسوم الأخري الأصلية في المقبرة ولا تطابق أسلوبها الفني, والمقدر هو أكثر من300 قطعة من مقبرة توت عنخ آمون سرقت واغتربت في العالم علي أيدي كارتر وبمعرفته حتي أنه عندما توفي عام1939 أوصي لابنة أخيه بكل ما يملك باعتبارها وريثته الوحيدة لكنها أعادت للحكومة المصرية بعض التحف والأدوات الصغيرة كانت غير مسجلة لكنها تنتمي إلي آثار مقبرة توت عنخ آمون! يتناول الكتاب بعد ذلك تفاصيل عن تحف سرقت ولم تضبط ولم ترد, ومنها سرقة فصوص من الماس البرلنت من صينية أهدتها الإمبراطورة أوجيني للخديو إسماعيل كما تمت سرقة تابوت توت عنخ آمون الذهبي من المتحف المصري بالقاهرة عام1959 ليكشف أول جرد أجري لمحتويات المتحف بعد هذه السرقة عن فقدان26 ألف قطعة أثرية من بينها117 قطعة ذهبية نادرة القيمة لا يعرف مكانها!! ولو أن المؤلف الدكتور صبحي الشاروني أضاف لكتابه فصلا عن السرقات التي شهدها المتحف المصري وسرقات وحرق وإتلاف الأعمال الفنية النادرة في دواوين بعض المحافظات ومقار الحزب الوطني وغيرها خلال أعمال الشغب والبلطجة في أعقاب ثورة25 يناير وكذلك السرقات التي تعرضت لها مخازن الآثار ومناطق التنقيب المفتوحة لاكتشفنا حجم الكارثة التي وقعت, ولو أننا تحركنا ومعنا الأجهزة المسئولة وفي مقدمتها المجلس الأعلي للقوات المسلحة والشرطة العسكرية ووزارة الداخلية ممثلة في شرطة السياحة والآثار لاستطعنا حماية آثارنا ومتاحفنا. وليكن في تحذير المؤلف الدكتور صبحي الشاروني ومخاوفه بلاغ للنائب العام وتنبيها للمسئولين بسرعة التحرك قبل أن تقع كارثة لا يعلم مداها إلا الله وستدفع ثمنها أجيالنا القادمة التي لن تسامحنا علي تخاذلنا إن تخاذلنا.

Comments

عاجل