المحتوى الرئيسى

> خطاب أوباما وفخاخ حدود 67

05/25 21:08

بقلم: براد نيكربوكرنقلاً عن صحيفة كريستيان ساينس مونيتورعلي رغم مما أثير من جدل حول خطاب أوباما الأخير أمام لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية "آيباك" إلا أنه لم يتراجع عمليا عن رؤيته لحل مشكلة الحدود الإسرائيلية الفلسطينية، وضرورة التوصل إلي تسوية تقود إلي سلام دائم في الشرق الأوسط، فقد أعاد الرئيس التأكيد في خطابه أمام اللجنة، التي تعرف نفسها بأنها من أبرز جماعات الضغط الأمريكية المؤيدة لإسرائيل، علي موقفه القاضي بأن أي مفاوضات في الشرق الأوسط يتعين أن تبدأ أولا بالاعتراف بحدود عام 1967 . وفي خطابه حول الوضع في العالم العربي، الذي حظي بمتابعة حثيثة أيضا، أعلن أوباما علي نحو واضح أنه لابد للتفاوض أن يشمل "تبادلا متفقا عليه للأراضي حتي تقام حدود معترف بها وآمنة للدولتين معا". هذا الموقف القائم علي الاعتراف بحدود عام 1967 لم يرق لنتانياهو، والعديد من مؤيدي إسرائيل بالإضافة إلي بعض "الجمهوريين" الطامحين إلي الترشح في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة. فحسب نتانياهو لا يمكن لإسرائيل "العودة إلي حدود 1967" لأنها "خط لا يمكن الدفاع عنـه". ولكن في خطابه الثاني أمام لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية سعي أوباما إلي توضيح كلماته وتحديد ما كان يعنيه بالضبط عندما تحدث عن الرجوع إلي حدود 1967 حيث قال "إن ما يعنيه ذلك بحكم التعريف هو أن الأطراف نفسها - الفلسطينيون والإسرائيليون - سيتفاوضون علي حدود تختلف عن تلك التي كانت في الرابع من يونيو 1967 مضيفا أن ذلك "يسمح للأطراف نفسها بالأخذ في الحسبان التغييرات التي طرأت علي مدي الـ44 عاما الماضية، والأخذ بعين الاعتبار تلك التغييرات التي تشمل المعطيات الديمغرافية الجديدة علي الأرض واحتياجات الطرفين معا". وذكر أوباما أن "الهدف النهائي هو دولتان لشعبين، إسرائيل كدولة يهودية وموطن الشعب اليهودي، ودولة فلسطين كوطن للشعب الفلسطيني، وكل دولة تعترف بالأخري وبالحق في العيش بسلام". غير أن أوباما لم يكـن الوحيد الذي سارع إلي توضيح موقفه بعد الخطاب الأول في وزارة الخارجية الأمريكية، بل لقد تدخل مسئولون آخرون بحثا عن مخارج للرئيس، كان من بينهم المبعوث السابق للإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط، جورج ميتشل، الذي قال في لقاء أجرته معه محطة "أي. بي. سي" إن "تبادل الأراضي يعني إدماج المراكز السكانية الكبري داخل إسرائيل والإيفاء باحتياجاتها الأمنية"، مضيفا أن عبارة "المتفق" عليها التي تقترن عادة بالأراضي المتبادلة تعني أن ذلك لن يتم إلا من خلال المفاوضات. واستطرد ميتشل موضحا ما يعنيه: "لن تكون هناك حدود إلا بعد موافقة إسرائيل عليها، ونحن نعرف أنهم لن يوافقوا عليها ما لم تلب احتياجاتهم الأمنية كما ينبغي"! وفي رأي بعض أنصار نتانياهو أن أوباما يجازف بمطالبة إسرائيل بالتفاوض مع القيادة الفلسطينية، لاسيما أن تلك القيادة تضم اليوم "حماس" التي تعتبرها الولايات المتحدة منظمة إرهابية. ولكن الرئيس الأمريكي حذر في الوقت نفسه من أن "الوضع الراهن في الشرق الأوسط لا يسمح بالمزيد من المماطلة"، حيث أكد في خطابه أن "العالم يتحرك بسرعة، والتحديات الكبيرة التي تواجه إسرائيل لن تستمر إلا في التزايد، ولذلك فإن تأخيرا أكثر سيضعف أمن إسرائيل وسيبعد السلام الذي يستحقه الشعب الإسرائيلي". وتكمن في قلب الحيرة التي يستشعرها أوباما أبعاد سياسية واضحة فمن جهة يحاول الرئيس إيجاد حل لقضية الشرق الأوسط في وقت تمر فيه المنطقة بتغييرات كبري، ومن جهة أخري يسعي إلي الحفاظ علي أصوات جزء مهم من قاعدته الانتخابية. ففي انتخابات عام 2008 حصل أوباما علي 78% من أصوات اليهود في الولايات المتحدة، ويظل اليهود أكثر من أي وقت مضي جزءا أساسيا من قاعدته السياسية بالنظر إلي حجم التبرعات المالية والأصوات التي يعتمد عليها. وفي جميع الأحوال قوبل خطاب أوباما بالكثير من التصفيق في لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية، خاصة خلال الاستهلال الذي أدلي به رئيس المنظمة "لي روزنبرج" الذي قال: "شكرا سيادة الرئيس لتخليصنا من أسامة بن لادن". كما بدا نتانياهو أكثر لينا في موقفه ردا علي تصريح أوباما الذي قـال فيـه: "إن التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل ثابت لا يتزعزع". ففي بيان لاحق أصدره نتانياهو جاء ما يلي: "إنني أقاسم الرئيس أوباما تطلعه للسلام، وأقدر جهوده في الماضي والحاضر لتحقيق هذا الهدف، ولذا أؤكد عزمي العمل معه لإيجاد وسائل كفيلة بإعادة إحياء مباحثات السلام". ترجمة داليا طه

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل