المحتوى الرئيسى

ارتباك الخريطة السينمائية بسبب مظاهرة 27 مايو.. وتأجيل الموسم الصيفى لأجل غير مسمى

05/25 20:55

التلويح بثورة 27 مايو والدعوة إليها منذ أسابيع، والعودة إلى ميدان التحرير مرة أخرى فى شكل مظاهرات مليونية غير معلومة المدة ألقى بظلاله مرة أخرى على الحياة السينمائية، وتحديدا موسم الصيف الذى كان على الأبواب.. رغم تراجع عدد كبير من المنتجين بعد ثورة يناير عن فكرة عرض أفلامهم فى الصيف وتأجيلها لأجل غير مسمى فإن هذا القرار تم التراجع عنه جزئيا، بعد استقرار الأمور والأوضاع الأمنية إلى حد ما.. وتم الإعلان عن عرض بعض الأفلام كجس نبض للسوق.. وعلى رأسها فيلما «الفيل فى المنديل» و«الفاجومى».. وكان مرشحاً أيضا للعرض فيلم «إذاعة حب» و«صرخة نملة».. لكن يبدو أن الغموض الذى يسيطر على الموقف الأمنى والسياسى حاليا، بعد الدعوة لثورة 27 مايو وعدم معرفة أو توقع تأثيرات تلك المظاهرات أو مدتها أو عدد المشاركين فيها أربك من جديد خريطة الصيف وخريطة الإنتاج بوجه عام، حيث تراجع فى البداية المنتج محمد السبكى عن طرح فيلم «الفيل فى المنديل» لطلعت زكريا، بعد طبع نسخه وتحديد يوم 17 مايو لعمل عرض خاص للفيلم.. وكان مبرر السبكى أنه تراجع حفاظا على مشاعر أهالى الشهداء وكأنه تنبه فجأة لهذه النقطة.. ثم تبعه المخرج خالد يوسف وتراجع مع المنتج كامل أبوعلى عن عرض فيلمهما «كف القمر» بمبرر آخر، وهو حظر التجول واحتمال تأثير ذلك سلبيا على الإيرادات، حيث يعتمد يوسف كما قال فى الإيرادات على حفلات منتصف الليل وحظر التجول يبدأ من الثانية صباحا.. ثم كانت المفاجأة الثالثة وهى تأجيل فيلم «الفاجومى» والذى كان سيعرض يوم 25 مايو، بسبب عدم طبع نسخ العرض.. وعندما تحدثنا مع عبدالجليل حسن، المسؤول الإعلامى بالشركة العربية الموزعة للفيلم، أكد أن موعد العرض كان محددا بالفعل لكن كما يقول: «فوجئنا بعدم طبع النسخ من الأساس ووعد المنتج بطبعها فى أقرب وقت».. ومبدئيا قد يعرض الفيلم يوم الجمعة 27 مايو أو السبت 28 مايو.. لكن حتى هذه اللحظات لا نعرف بشكل حاسم الموقف النهائى.. وحول تأثر العرض بالدعوة لمظاهرات مليونية مرتقبة يوم 27 مايو قال: لا يمكن أن نجزم بهذا حتى الآن لكن فى حالة عدم الانتهاء من النسخ والاستعداد التام للعرض يوم الجمعة أو السبت، فموعد العرض القادم وموقف الفيلم من العرض أو التأجيل قد يكون فى هذه الحالة غامضا. وقد استطلعنا آراء عدد من أهم صناع السينما المصرية لمعرفة مدى حالة الارتباك الحالية التى سببتها الدعوات لمظاهرات مايو المليونية. المنتج محمد العدل قال: لا يستطيع أحد أن ينكر حالة الارتباك التى عادت لتسود الوسط السينمائى بعد الدعوة للمظاهرات الجديدة، سواء على مستوى عرض الأفلام المحددة لموسم الصيف، أو على مستوى التحضير لإنتاج أفلام جديدة، خاصة أن مظاهرات 27 مايو حتى الآن غامضة المعالم ولا نعرف عدد المشاركين فيها أو مدتها أو تأثيراتها، لهذا وضعت كل المشروعات بالثلاجة من جديد لحين وضوح الرؤية.. لكنى أتوقع أنها لن تكون مثل مظاهرات 25 يناير فى العدد والتأثير، لكنى كسينمائى أعذر المنتجين، الذى أجلوا أفلام الصيف واعتذروا لأسباب مختلفة، ففى حالة ارتباك الأوضاع الأمنية أو تواجد المتظاهرين بميدان التحرير سيحدث شلل فى الميدان وبالتالى سنخسر دور العرض بالمناطق المحيطة، وهى منطقة وسط البلد بالكامل.. كما يمكن أن يتم فرض حظر تجول أكثر صرامة فى المواعيد ونفاجأ بأن السينمات ستغلق أبوابها فى ساعة مبكرة.. كما أن الحالة الأمنية ستؤثر على كل دور العرض حتى البعيدة عن ميدان التحرير، لأن المواصلات العامة ستتأثر ولن يكون انتقال مشاهد السينما وأسرته سهلا على الاطلاق.. وبالنسبة للإنتاج أعترف أيضا أنى أرجأت كل مشروعاتى لحين وضوح الرؤية بشكل تام، سواء بالنسبة لمظاهرات 27 مايو أو الأوضاع السياسية بوجه عام فيما بعد. المنتج وائل عبدالله، أكد أيضا أن السينما مازالت متأثرة بثورة 25 يناير.. ومنذ البداية كنت ضد عرض أى أفلام فى موسم الصيف، لذلك أجلت فيلم «بارتيتا» واستبعدته تماما من العرض، وكذلك لم أحبذ عرض فيلم «إذاعة حب» للثلاثى أيضا، تحسبا لأى تطورات سياسية مفاجئة.. وما توقعته حدث وهناك احتمالات قوية لعدم الاستقرار الأمنى مجددا، بسبب ثورة 27 مايو.. لذلك أنا مع قرار تأجيل الأفلام، لأن الأفلام التى عرضت أثناء ثورة 25 يناير منيت بخسائر فادحة والأفضل لأى منتج أن يضع فيلمه فى الأدراج، انتظارا للوقت المناسب، بدلا من طرحه فى ظروف غير مستقرة، خاصة أن مشاهد السينما له طقوس خاصة لن ينزل من بيته إلا إذا كان آمنا ومستقرا، وفى حالة مزاجية جيدة وكل هذا ربما لن يكون متوفرا فى المرحلة القادمة أيضا.. وبالنسبة لمشروعاتى السينمائية، وعلى رأسها فيلم «المصلحة» فقد أجلته لأجل غير مسمى لسببين، أولها حظر التجول وتطلّب تصوير مشاهد كثيرة جدا بعد منتصف الليل.. وثانيا التصوير بسيناء وبعض المناطق البدوية وتطلّب تصاريح دقيقة جدا، وبصراحة ليس من اللائق أن أطلب من المجلس العسكرى فى تلك الظروف الصعبة أن يستخرج لى تصاريح وأن يؤمن لى فريق التصوير والمعدات من البلطجية والفوضى التى من المحتمل أن نتعرض لها أثناء التصوير، فالمجلس لدية مصاعب وهموم أكبر من تأمين تصوير أفلام السينما. أما المنتج والمخرج مجدى الهوارى فقال.. أحضر حاليا لفيلم «حلو البحر» أو «الفورسيزون» كاسم مؤقت وقد رشحت لبطولته عمر الشريف وعمر الحريرى ومحمود حميدة ويحيى الفخرانى وغادة عادل وأنتظر انتهاء المؤلف محمد ناير من كتابة السيناريو بالكامل، لاتفاوض مع هؤلاء النجوم.. ورغم اعترافى بالأزمة الحالية وتأثر السينما بثورة يناير وما يمكن أن يحدث من تأثير مضاعف، بسبب ثورة مايو والذى بدأت معالمه بتأجيل أفلام الصيف فإنى سأنتج وأخرج فيلمى مهما تكن الظروف أو احتمالات الخسارة المادية، حتى لو اضطررت لبيع بيتى وسيارتى لإنتاجه، لأنى ضد التراجع عن السينما، خوفا من الثورة، فلابد أن نتكاتف ونتجرأ وننتج ونمارس حياتنا الطبيعية مهما تكن الظروف، خاصة أننا لا نعرف متى تنتهى تأثيرات الثورة ولهذا يجب أن نتأقلم ونتعايش مع الأوضاع الراهنة ولا نجعل صناعة السينما تحتضر بسبب خوف السينمائيين.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل