المحتوى الرئيسى

شاهد عيان في يوم العودة بقلم محمد الشيخ

05/25 22:57

شاهد عيان في يوم العودة بقلم محمد الشيخ في اليوم الخامس عشر من أيار كان يوما مميزا وغير العادة حيث كانت في السنوات السابقة تمر هذه الذكرى إما بالخطب أو المقالات أو المسيرات أو الوقوف على الحدود لرؤية الوطن عن بعد ولكن هذا العام اختلفت الأمور ليصبح الاحتفال بيوم النكبة له ما يميزه وله معنى مختلف عما سبق في صباح الخامس عشر من أيار اتجهت الحشود إلى أماكن التجمعات المتفق عليها منذ الصباح في الساعة الثامنة ومن مناطق التجمعات توافدت الوفود الفلسطينية من مختلف المخيمات الفلسطينية لتشارك في هذا اليوم يوم النكبة لتعبر عن رأيها ورؤيتها وهنا أتحدث كشاهد عيان على الوضع في مخيمات سوريا التي انطلقت بمشاركه مع الإخوة في سوريا الى الجولان إلى عين التينة تحديدا وأستطيع القول إن الموكب المشارك في هذا اليوم ألاف مؤلفه من مختلف الأعمار والاتجاهات وعند الوصول إلى المكان المحدد وهي نقطه ألمراقبه الدوليه او نقطه الحدود وقف الشبان على المنصة لينظروا إلى الجولان المحتل وفي الجهة ألمقابله الإخوة في الجولان من أهلنا سكان مجدل شمس وعلى الشيك عدد من الجنود الصهاينة وما بيننا وبينهم المنطقة المحرمة الملغمة والشيك المكهرب كما يدعي العدو إن هذا المنظر حرك مشاعر العديد من الشباب الفلسطيني الذي لا يعرف فلسطين إلا من خلال الأهل وما سمع وما قرأ عن الوطن السليب هذه المشاعر لهذا الجيل الأكثر عنفوان والأكثر ثوريه عبر في مثل هذا اليوم عن عمق التصاقه بوطنه وأرضه على غير ما يتوقع البعض بان الكبار يموتون والصغار ينسون ا وان الجيل الجديد اقل التصاقا واقل ثوريه امتزجت النظرة إلى ارض الوطن بالمشاعر والأحاسيس الثورية ليتدفق الشباب إلى المنطقة المحرمة رغم صعوبة المنطقة التي يمر منها نهر يجب تجاوزه والأرض الممزوجة بالماء التي يصعب التحرك فيها وما كان يراود الكثيرين بان الأرض ملغمه والأسلاك الشائكة مكهربه تدفق الشباب كموج البحر لا يخشى شيء سوى الله والكثيرين منهم كان متوضئ ويطلب الشهادة أو العودة سالما بعد رؤية الوطن الحبيب في الجهة ألمقابله اخذ أهلنا في الجولان يناشدون الشباب الثائر بان لا يتجاوزا الحدود لان الأرض مزروعة بالألغام والحدود مكهربه إلا إن الشباب الثائر لم يأبه لهذه المناشدات الحريصة على دماء ابنا الشعب الواحد تقدم الشباب مسرعا تدفق الجيل الثائر نحو ألمنطقه المحرمة ودخل مهرولا ومسرعا حتى اقترب من الشيك وفي إثناء تقدم الثوار نحو الوطن وبأيديهم الحجارة هرب الجنود المدججين بالسلاح إلى الخلف مما سمح إلى تقدم الشباب أكثر وأكثر حتى وصلوا إلى الشيك وبدؤوا بكسر الشيك ومحاوله تفكيكه أو هدمه واستطاعوا بفضل الله إن يهدموا هذا الحاجز مما دفع الشباب الثائر إلى التقدم داخل الوطن إلى مجدل شمس ليصلوا إلى الساحة في مجدل شمس ويزرعوا العلم الفلسطيني فوق الجيب الصهيوني وليلطموا الجنود بالحجارة مما استدعى الصهاينة ليعززوا قواتهم بالدبابات والاليات والجنود الصهاينة الذين بادروا الشباب الأعزل بإطلاق النار مما أدى إلى استشهاد خمسة من الشباب الثائر وجرح العديد منهم حيث وصل العدد إلى أكثر من 200 ثائر هذا بجانب الغاز المسيل للدموع والدخان الأسود والهيلوكبتر التي تحلق في السماء وتقذف القنابل ورغم كل هذه الأجواء إلا إن الشباب جزء منهم تقدم ليصل إلى يافا ليشاهد وطنه عن قرب ويكحل عيونه بالوطن المغتصب وليشبع رغبته وليشفي غليله وليثبت للعالم إن هذه الأرض أرضه وهي ارض عربيه فلسطينيه وسيتم الوصول إليها بكل السبل وسيتم تحريرها بإذن الله إن المهم في الأمر هو القدرة على اختراق كل الصعاب وكل الحواجز والعقبات والأرض المحروقة والمحرمة وأسلاك الشائكة والمجنزرات والدبابات والجنود المدججه بالسلاح تم اختراق كل ذلك وحقق الشباب الثائر انتصارا في ارض الميدان مما رفع من معنويات الجميع وهنا لا بد من الإشارة إن للمرأة الفلسطينية دور بارز في هذا الانتصار العظيم كانت الأمهات تسعف الجرحى وتزغرد للشهداء وترفع صوت الله اكبر لرفع المعنويات إثناء التقدم نحو الوطن تم احتجاز عدد من الثوار ولكن بفضل الله ودور الإخوة الدروز وتصميم الشعب الفلسطيني بعدم المغادرة إلا بإطلاق سراح المعتقلين تم بحمد الله إطلاق سراح كل من تم اعتقاله وهذا نصر جديد أيضا يسجل إلى قوة الإرادة عند شعبنا الفلسطيني وإخوتنا في الجولان إن ما يلفت النظر إن بعض الأمهات أسعفت أبناءها وكانت تشكل الداعم والرافع للإرادة والقوة للجيل الثائر وفي إحدى زياراتي للجرحى سألت الجريح كيف هي معنوياتك ألان فكان الجواب دون تردد فوق العادة وسوف أعيد الكرة مرة أخرى عن قريب هذا الموقف الثائر كان يحظى باهتمام ورضي إلام والأب إن هذا لدليل على قوة هذا الشعب وقوة الإرادة وقوة الالتصاق بالأرض وهذا دليل على إن القضية الفلسطينية هي قضيه لاجئين كما هي قضيه القدس كما هي قضيه يافا وحيفا واللد والرملة من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب هدف واحد ورؤيا واحدة وعلم واحد

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل