المحتوى الرئيسى

استحواذ «آل صالح» على المؤسسة العسكرية يؤجل حسم الثورة

05/25 20:16

دخلت ثورة التغيير باليمن فى شهرها الرابع، وسط مخاوف من أن ينزلق الوضع إلى النموذج الليبى، بعد أن كان الشباب اليمنيون يحلمون بتكرار السيناريوهين المصرى والتونسى، اللذين تراوحا بين ثمانية عشر يوما وشهر للإطاحة برئيسى البلدين. وبعد التصعيد الأمنى بين قوات الحرس الجمهورى ومسلحين تابعين لزعيم قبيلة حاشد، الشيخ صادق بن عبدالله الأحمر، الذى أعلن دعمه لشباب الثورة، وتجددها خلال الأيام الثلاثة الماضية فى صنعاء، ثارت مخاوف الكثيرين من نشوب حرب أهلية تهدد النهج السلمى الذى حافظ عليه الثوار اليمنيون منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية فى 11 من فبراير الماضى. تعقيدات الوضع اليمنى ـ وهو مجتمع قبلى مدجج بالسلاح، ويعانى منذ سنوات تمردا شيعيا فى الشمال، وحراكا انفصاليا فى الجنوب، و«تنظيم قاعدة الجهاد» فى جزيرة العرب ـ يرى فيها محللون سياسيون عقبات كبيرة فى طريق شباب ثورة التغيير، الساعين للإطاحة بنظام عمل جاهد خلال 33 عاما إلى إحكام قبضته، بداية من التحالفات القبلية والدينية، وصولا إلى سيطرة العائلة الحاكمة على المؤسسة العسكرية والأمنية ومفاصل المؤسسات الاقتصادية والمدنية المهمة. وفى هذا السياق، يرى أحد قيادات ثورة الشباب فى اليمن أن أبرز العقبات التى تؤخر إنجاز الثورة وإسقاط النظام الحاكم تعود إلى أن عائلة الرئيس على عبدالله صالح تمسك بقبضة المؤسسة العسكرية والأمنية، فنجله أحمد، قائد الحرس الجمهورى والقوات الخاصة، ونجله خالد يقود ألوية مشاة جبلى، وأخوه غير الشقيق محمد صالح الأحمر قائد القوات الجوية، وأولاد شقيقه يحيى وعمار وطارق محمد عبدالله صالح يقودون، على التوالى، الأمن المركزى والأمن القومى والحرس الخاص، إضافة إلى قيادات عسكرية بارزة تنتمى إلى عائلته ومسقط رأسه «سنحان». وفى حديثه لـ«المصرى اليوم»، قال القيادى الشاب صفوان سلطان الذى يترأس المنظمة الوطنية للثوار وشهداء ثورة التغيير، إن النقطة الثانية التى تؤخر التغيير فى اليمن تتعلق بكون اليمنيين شعباً عاطفياً تهزه الخطابات العاطفية، لافتا إلى الأثر العكسى الذى أحدثته تصريحات قيادات فى المعارضة ـ فى إشارة لدعوة أطلقها الناطق باسم تكتل اللقاء المشترك المعارض لـ «الزحف حتى غرفة نوم الرئيس صالح» ـ وهو ما يعد عملا معيبا ومشينا بالنسبة لمجتمع قبلى محافظ. أما المحلل السياسى، نجيب غلاب، فيقول: «الواقع اليمنى بقواه المختلفة والمتنازعة قد يتوافق لصالح الثورة، لكنه فى الحقيقة لم يتمكن من تخليق رؤية وطنية جامعة لمسألة التغيير، فالقوى المعارضة لم تتمكن من بناء رؤية يتم الإجماع عليها، كما أن العداء بين قواها اليسارية والقومية والإخوان المسلمين شديد، مهما حاولت التمويه». وأشار غلاب إلى أن الانقسام العميق فى المجتمع بين قوى قبلية وحركة إخوان مسلمين «تركب الموجة»، على حد وصف منتقديها، يدفع باتجاه المواجهة، فضلا عن وجود حركة «التمرد» الحوثى الشيعية والحراك الجنوبى، التى تسعى للانفصال.. كل ذلك يجعل مسألة التغيير تبدو وكأنها مسعى شخصى للتخلص من الرئيس صالح وعائلته المنتمية لقبيلة «حاشد»، أكبر القبائل اليمنية، لصالح عائلة «آل الأحمر»، وهم شيوخ قبيلة حاشد، وأكبر مشايخ اليمن، المسنودين بتحالفات قبلية ودينية قوية. وفيما يخشى البعض من ذهاب الثورة فى اليمن نحو العسكرة، على غرار الجماهيرية الليبية، تؤكد قيادات شبابية فى ساحات الحرية والتغيير أن الشباب متمسكون بتظاهراتهم السلمية لتلبية مطالبهم المتمثلة فى رحيل الرئيس. فى المقابل، هناك مخاوف من أن يكون لانضمام وحدات من الجيش إلى صف الشباب أثر عكسى يحول المسار إلى مواجهات بين جيشين. وفى هذا السياق، يقول المحلل السياسى عبدالله الدوبلة، إن قوات الفرقة الأولى مدرع التابعة للواء على محسن، الذى انشق عن الرئيس صالح، أصبحت تشكل عبئا على الشباب فى ساحة التغيير بصنعاء. وأشار إلى أن الشباب لو زحفوا نحو القصر الرئاسى وتم قمعهم سيكون لديهم غطاء أخلاقى وتعاطف دولى كونهم عزلاً، «أما لو زحفوا بحماية قوات الفرقة الأولى مدرع، فإن الأمر سيتحول إلى مواجهات بين قوات موالية للرئيس صالح وقوات منشقة عن النظام».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل