المحتوى الرئيسى

مواقف

05/25 00:05

في الدنيا كلها نجد تمثال العدالة معصوب العينين‏..‏ ومعناه أن العدالة لا تري أحدا صغيرا ولا كبيرا غنيا أو فقيرا‏..‏ فهي تحكم بين الناس دون معرفة بهم‏.‏ إلا في مصر.. ففي مصر نقش لتمثال العدالة وقد رفعت المنديل عن عينيها.. انظر إلي مجمع المحاكم أمام مؤسسة الأهرام الصحفية.. فالعدالة كشفت عينيها لتندب فيهما رصاصة, تري وترحب. يعني إيه؟ فكأن العدالة قد رفعت المنديل من فوق عينيها وتحزمت به لكي ترقص علي القانون.. أي قانون؟!. نفسي أعرف ما الذي قصده من رسم هذا النقش البارز.. هل نسي المنديل؟ أو هل رآها أجمل من غيره؟ ومادامت العدالة واحدة ست.. فربما كان الرسام ضد الحجاب.. ولابد أنه رأي أن الصحف لا تضع( عصابة) علي وجوه الرجال والنساء إلا إذا كانوا مجرمين.. والصحف تخاف من التشهير بهؤلاء الناس فتطمس معالمهم خوفا من العدالة.. شيء عجيب.. ولكن الذي رسم هذه العدالة جعلها لا تخيف أحدا.. وإنما جعلها سافرة.. كأنه يريد أن يقول أن العدالة ليست رمزا مجردا.. وإنما العدالة بشر.. فيه كل عيوب البشر.. فكيف نخفي هذه الحقيقة أو نتجاهلها.. أو هل الرجل الفنان العظيم المتواضع قد رأي أن نضع نحن المنديل علي عيوننا حتي لا نري العدالة؟ هل نحن الذين يجب ألا نري؟ أو هي العدالة وحدها؟. إن هذا الفنان المجهول قد تنبأ بمصير العدالة لا في مصر ولكن في هذا الكوكب!. أو كأن هذا الفنان كان علي يقين من أن العدالة ترفع المنديل عند المحاكمة وتضعه عند النطق بالحكم.. أو بأن قماش المنديل كان من النايلون الشفاف؟!. إلا إذا كان من رأيه أن العدالة عمياء.. إن هذه الفكرة تقضي علي نبوءة فنان عظيم مجهول! المزيد من أعمدة أنيس منصور

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل