المحتوى الرئيسى

التجاذبات بين مكر الساسة وبَلَهِ المتلقين بقلم:أ.محمد عبد الحميد الاسطل

05/25 19:54

التجاذبات بين مكر الساسة وبَلَهِ المتلقين بقلم /أ.محمد عبد الحميد الاسطل/ابوالقسم لا يجوز بأي حال من الاحوال تسفيه الاحلام ، او التقليل من شان المتلقي ، او تصوير الشخصية الفاعلة على انها شخصية مسلوبة الارادة والتفكير ، غير ان مداواة الجرح بالاضافة للواقع الذي تحياه امتنا يدفعنا لاعادة قراءة الاحداث التي شهدتها ولا تزال منطقتنا وكيف تم تناولها ، ان كان ذلك على المستوى الداخلي اوالخارجي . إن المتابع للطريقة التي يتعاطى بها الساسة العرب - ان كان على المستوى الرسمي او المعارض - مع الأوضاع السياسية الداخلية لا تختلف اطلاقا عن اي طريقة بدائية يسلكها اي شخص لا يملك ادنى نوع من الثقافة او بعد النظر ، فالسياسي الذي يعمل على ابتزاز مشاعر الناس ويراهن على هذه المشاعر للسيطرة على المشهد السياسي ؛ هو سياسي حاذق ناجح بمفهوم العدو ، وهو فاشل تماما بمفهوم الابن البار ، فالشعب هو الامة التي تنجب الابناء الذين يسعون جاهدين لحمايته من نفسه ومن الاخرين ، ولا يخفى علينا جميعا ان استغلال مشاعر الناس لا يقل خطورة عن خيانتهم ؛ اذ من الواجب اللعب على هذه المشاعر وتوجيهها بالاتجاه الذي يضمن وحدتهم وتماسك جبهتهم ، كما انه من الواجب ايضا عدم اللعب - اطلاقا - على الجانب الذي يمكن ان يفتّ من عضدهم وتماسكهم ، ويمزق وحدتهم . لقد عمد السياسي العربي خصوصا وسياسيوا العالم الثالث عموما الى الخيار الاخير تماما ؛ اذ عملوا على استغلال كل لمحة ولمسة وحاضرة وغائبة من شانها ان تعلي قدرهم وشأنهم ؛ حتى لو كان ذلك على حساب وحدة الامة ، او تماسك جبهتها . ولو انعمت النظر فى الاسباب الحقيقية وراء الحروب الاهلية التي تميز بها العالم الثالث على الدوام بعد ان تغلب عليها الغرب منذ مدة طويلة ؛ لوجدتها لا تخرج عن هذا المفهوم ، فالارتقاء الى الحضيض بالخطاب السياسي للفرقاء هو ما ينعكس سلبا على العوام والبسطاء ؛ بحيث يتم شحنهم بادئ الامر للوقوف خلف الزعيم المفدّى او التنظيم ( الحزب ) الالهي ، وسرعان ما يتم التمادي في هذا الفهم المتدني لتبدأ فكرة السيطرة والاقصاء والتعرية ، حيث تستخدم في ذلك كل الوسائل الممكنة والمتاحة ، بل والمحرمة ، بداية بالتشويه والنقد الذاتي – هدم الشيخصية التي يمثلها الند – وانتهاء بالتخوين والتكفير والقدح ؛ بحيث يصل الحال الى رفض الاخر تماما ، ليتشكل معه واقع جديد منعكس بدرجة كبيرة جدا عما كان يجب ان يكون . ان هذا الواقع المتشكل عن طريق دفع المتلقي لتبني فهما مغلوطا تجاه ابناء جلدته ؛ بحيث يكون مغايرا لاحلام وطموحات ومفاهيم الناس ؛ لهو البذرة الحاقدة التي يتم بذرها لتورق ضنكا وفرقة وخصومة وتباينا يؤدي فى كثير من الاحيان للتصادم ، او ربما اكثر من ذلك بحيث يصل الى الحد الاخطر ( الحروب الاهلية ). ان الناظر للسلوكيات الشعبية التي ينتهجونها فى الحروب الاهلية وما يتخللها من بطش بالضغفاء وتنكيل بهم ، وبالتمثيل بجثامين الضحايا ؛ لهو يؤكد - بما لا يدع مجالا للشك - على ان مشاعر الناس ( وهم وقود الحرب ) ؛ قد تم استغلالها من قبل من نصبوا انفسهم زعماء وقادة للشعب – ان كان على المستوى الرسمي او المعارض – بشكل انتهازي ؛ بحيث ظن الناس وهم ينتقمون من انفسهم ( الاخر؟) بانهم يؤدون واجبا مقدسا تجاه امتهم وربما دينهم . ان الوصول بالناس لهذه المرحلة المؤلمة لهو خطيئة كبرى ساهم في تكوينها ثلة من السياسيين ، تمّ إحاطتهم بهالة مزينة بالقداسة ، لعب الاعلام المتردي او الموجه والانتقائي في الترويج لها ، بحيث استغلت كل المتاح والمحرم لتحقق ما تصبو عليه ؛ حتى ولو كان ذلك على حساب مقدرات الامة . فهل تشهد امتنا صحوة نوعية تمكن المتلقي من الوصول لدرجة من الوعي بحيث يضمن ألّا يكون اداة طيعة في يد ثلة من الساسة او الاحزاب التي تسعى دائما لاستخدامهم كوقود وصولا لاهدافهم البغيضة ؟ . [email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل