إشكاليات المدرسة...بقلم جلال رويبي

كنا في السابق نتهافت على المدارس بنهم تلقي العلم والمعرفة , رغم كل الظروف القاسية التي كنا نعيشها من فقر وحرمان وطبيعة قاسية , خاصة في الشتاء , لما تعرفه منطقتنا من تظاريس وعرة , حيث تعلوا حوالي 1400متر على سطح البحر , وعدم توفرها على المدارس والكهرباء والنقل , مما يصعب اكمال الدراسة , لكن والحمد لله نجح الكثيرون في دراستهم وتمكنوا من العلوم . واليوم توفرت الكثير من متطلبات الحياة و سهلت للتلميذ امكانية الدراسة في ظروف مواتية , لكن ما تغير اليوم هو العقلية , التي سادت منذ اعوام قلائل . ساهمت وسائل الاعلام المتوفرة اليوم في نقل ثقافات اخرى رديئة , الى مجتمعنا المحافظ , واتت هذه الثقافات بالبسة فاضحة اصبح يقتنيها التلاميذ ويلوثون بها حرمت المدارس وهدفها النبيل . وكذالك اصبغة الشعر وقصاتها وادهنة ...مما يشوه هندام التلميذ , وصورته في المجتمع , ولقد لفت انضارالراي العام ما حدث في ثانوية الجديدة . ما هزني منه الترف وجرني لكتابة هذا المقال , لقد تنامت ظاهرة الالبسة الغربية وقصات الشعر...والسؤال المطروح هنا لماذا يقبل الأولياء هذه العادات الدخيلت؟... دخل احد التلاميذ المؤسسة المذكورة آنفا،بلباس غربي ...لاداعي لوصفه،وقصت شعر فاضحة،رغم هذا فقد رفض لبس المؤزر المقرر في القانون ،وما يعطيه هيبة طالب العلم،ورفض الرضوخ لأوامر المدير والمساعدين التربويين،ورغم استدعاء وليه إلا أن الأوضاع زادة سوءا ، مما جر المدير إلى إتخاذ قرار توقيفه يومين مع حضور وليه ، وإمضاء تعهد بعدم الرجوع إلى السلوكات السالفة،لكن الولي أمطر المدير بوابل من التهم ووصفه بغير المسؤول والعصبي...ماذنب حراس الفضيلة من هذا الزمن اللئيم ؟ مادام التلميذ مقبل على إجتياز شهادة البكالوريا،فقد أغفل عنه المدير وأعاده إلى مقعد الدراسة لكن أيها الواعون بين هذه السرطانات الخبيثة التي تنخر مجتمعنا في صمت،وتأثث لغد أعمى،قوموا بمحاضرات توعية في المدارس والإحياء ودور الثقافة ،للقضاء على هذه العادات الزائفة،فما ذنب من تجتره المراهقة وما ذنب من تعميه الجهالة وما ذنب حراس الفضيلة...أناشد الأولياء من منهم زل عن الصواب أن يفرك عيناه وينضر لخير وشر ما يعده في بنيه...وأناشد الجمعيات والناس الواعون والمثقفون بأن يعملوا جاهدا للقضاء وستأصال هذا الفيروس قبل أن يأتي على الأمة كلها...لتعود المدرسة خير الأماكن النضيفة وتعود هيبة طالب العلم... والله ولي التوفيق... وشكرا